هناك أشخاص يعيشون فى الدنيا لأستهلاك كل النعم التى خلقها الله، حتى مشاعر من حولهم .. يستمتعون بتضحيات الأخرين وتعبهم وثمار أجتهادهم دون أن يقدموا شيئا فى المقابل .ومن هؤلاء من قابلتهم من الأحباء والعاشقين الذين نعموا سنوات طويلة بحب ووفاء الطرف الأخر لهم وهم شاعرين "بالفخر" لأن الله قد خلق لهم هؤلاء "الضعفاء" الذين يحبونهم ويخلصون لهم ، بل ويهيمون حبا بهم فى غيابهم أكثر من وجودهم فى الجوار. هؤلاء الضعفاء الذين ذكرتهم ليسوا مظلومون ، إنما هم أيضا مستمتعون بهذا الوفاء والأخلاص ويعتبرونه هو قمة الحب والعشق، وهذه ليست مشكلة بالطبع ، فما دام الأنسان سعيدا بما يقدم ، فلا بأس من تشجيعه أيضا .المشكلة الحقيقية تأتى حين " يمل " منهم الطرف الأخر وهذه حقيقة غاية فى الغرابة ، حينما نسأل : وهل من الممكن أن يمل إنسان من آخر يحبه ، ويخلص له ؟ الأجابة ، للأسف نعم ، هناك من يتنعم فى الصفات الإيجابية التى يتميز بها حبيبه فترة من الزمن ، ثم يتركه ، هكذا بلا أى مقدمات ولا أسباب منطقية ، هو نفسه قد لايعلم لماذا أصبح زاهدا فى الطرف الأخر . وتتسبب هذه الحالة فى حدوث صدمة شديدة للطرف الوفى المخلص ، فإذا لم تقضى على عواطفة تماما ستحوله مع الوقت إلى شخص آخر فاقد للأمان النفسى وقد يكون عدوانى جدا فى تعامله مع الأخرين . أما الطرف الذى قرر فجأة أن ينفصل عن حبيبه الوفى فى حبه والذى يعتبر منحة إلهية لا تتكرر كثيرا ، فلا تظنوه سيكون بمأمن من عقاب الأيام بل أنه سوف يبحث دائما عن حبيب آخر فيه نفس صفات الحبيب الأول ، لكنه لن يجد ، وسيضطر أن يقبل فيما بعد بأنصاف أو أرباع تلك الصفات فى شخص آخر ليكمل حياته معه ، متحسرا على مافرط من قلب طيب . المشكلة أن البعض يتعامل مع عواطف الأخرين بمنطق شراء السلع ، بمعنى أن من يفرط فى شخص يحبه بصدق ، " يتخيل " أنه فى سوق الحياة حتما سيقابل من يحبه أكثر، فى حين أن من له عقل لابد أن يدرك ، أن الأنسان أستطاع أن ينتج ملايين السلع ، ما عدا سلعة واحدة ، هى الحب ، لتبقى دائما هى رزق من الله وحده لا يستطيع البشر التحكم بها . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل