طالب خبراء الإعلام بأن يكون لبرامج التوك شو وغيرها من البرامج المختلفة على قنوات التليفزيون دور فى إعلام المشاهد أولا بأول بما يحدث على أرض الوطن من تنمية ومشروعات قومية مؤكدين ما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه أمس الأول بأن تنظم البرامج الإعلامية رحلات لكل المشروعات القومية التى يتم تدشينها. وتساءل الخبراء: أين الإعلام من مشروعات قناة السويس الجديدة وتفريعاتها والطرق الجديدة شمالا وجنوبا؟ وأين الإعلام من القضاء على الإرهاب وإنحصاره رويدا رويدا؟ وأين الإعلام من الإستحقاقات السياسية وضبط الأسعار وقانون الخدمة المدنية الجديد الذى يساوى الفرص بين الجميع؟ وأين الإعلام من 30 ألف وظيفة مدرس و5 آلاف لذوى الاحتياجات الخاصة وإستصلاح الأراضى وعربات المترو الجديدة المكيفة والطاقة النووية فى الضبعة وتمثيل الشباب والمرأة فى البرلمان ودعم السياحة وعودة مصر إلى مكانتها العالمية؟.. منوهين إلى أنه لابد أنه من التفاعل ودعم هذه المجهودات والإنجازات خاصة ان الرئيس كان قد أكد أكثر من مرة أهمية دور الإعلام فى متابعة المشروعات على أرض الواقع ونقل الصورة كاملة للمواطن. وفى هذا الإطار يقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام: إنه لمن العيب وتدنى الإحساس بالوطنية أن يظل الكثير من الإعلاميين فى واد والشعب فى واد آخر! لقد سبق للرئيس أن لفت نظر الإعلاميين لإعلاء مصلحة الوطن، لكن الكثيرين مازالوا يفضلون تناول الموضوعات التافهة ويالتركبز فقط على الجوانب السلبية فى المجتمع مما أصاب الناس بحالة من الإحباط، وجاءت كلمات الرئيس فى بورسعيد لتنبه الإعلاميين إلى أهمية زراعة الأمل فى صفوف الشعب، لكن من المهم ترجمة كلمات الرئيس الى أفعال بأن تشجع الجهات الحكومية رجال الإعلام وتذلل لهم جميع العقبات للانتقال الى مواقع المشروعات الضخمة ونقل صورة حية إلى عامة الشعب كى يتعرف على الجهود الجبارة والمشروعات العملاقة التى تقوم بها الدولة، على أن يتم هذا العمل الاعلامى بحرفية ومهنية وباستخدام عناصر الابهار حتى لايمل الناس. وأضاف د.زلطة: يجب أن تتم هذه التغطية الإعلامية فى الإعلام العام والخاص وفق خطة علمية مدروسة تبتعد عن العشوائية وإعلام الحشد والتعبئة الذى ولى زمنه ولم يعد ملائما فى القرن الحادى والعشرين. تقول د.سوزان القللينى أستاذ الإعلام: حتى الآن الإعلام يعمل وكأنه فى دولة مستقرة ولا تواجه أى مشاكل، والحقيقية أن هناك تقصيرا واضحا فى الأداء الإعلامى، فنحن لانعرف كيف نروج بالشكل الأمثل لأى مشروع ولا نعرف مواصلة دعم المشروعات لفترات طويلة ولكن نتحدث عن مشروع تتكلف مليارات فى تغطية ضعيفة وقت الحدث فقط، فأين متابعة الإعلام للحركة الكلية للدولة من الشمال الى الجنوب وأين النماذج المشرفة والقدوة التى تعمل فى صمت فى كل المجالات والمشروعات. وتضيف: الإعلام الخاص يجرى وراء الفرقة والإثارة وطموحه الأمثل وجود سلبية ليتحدث عنها فترات طويلة والإنجاز يعطية متابعة أقل القليل ولابد للإعلام أن يكون قاطرة التنمية والتطور ودعم أى إنجاز صغير أو كبير فنحن نحتاج الى إسترتيجية إعلامية على أعلى مستوى من الوعى واليقظة والحس الوطنى ونزول الكاميرات الى ميادين العمل والإنتاج شىء مهم جدا وإجراء لقاءات مع العامل البسيط والمزارع المكافح والتاجر الأمين والطالب المتميز والمرأة فى الأسرة والعمل كل ذلك مطلوب فى ظل وضع يحتاج إلى تضافر الجهود ومساندة قرارات وسياسات الدولة المصرية على كل الأصعدة وأطالب بعودة منصب وزير الإعلام لكى تقوم المنظومة الإعلامية بواجبها فمنذ إلغاء هذا المنصب والتراجع والتخبط والتردى أصبح سمة من سمات الإعلام المصرى ومصر فى حاجة شديدة إلى إعلام وطنى يلتف حوله الشعب لصالح الشعب. وتقول الناقدة د.عزة هيكل: للأسف الشديد لدينا قصور شديد فى التوعية بما يحدث من إنجازات على أرض الواقع فمثلا الفضائيات الخاصة تبحث فى الغالب عن مصالح ملاكها ومصالح التمويل والإعلان وجذب المشاهد بأى طريقة كانت حتى لو كانت هذه الطريقة تؤثر بالسلب على المجتمع فهم يبحثون فى الغالب على مايحقق مصالحهم ويبحثون عن مكتسبات سياسية أو اقتصادية بشتى الطرق وتضيف: أنا مع الرئيس فيما يتعلق بأهمية دور الإعلام فى متابعة المشرعات الكبرى من خلال زيارات على أرض الواقع وهنا أقول كفانا من برامج الإستديوهات المكيفة ولابد من النزول الى كل بقعة على أرض مصر لمعرفة مايتم فيها من إنجازات أو حتى سلبيات دون تهويل أو تهوين، فالمرحلة القادمة تتطلب تكاتف كل الإعلاميين على مستوى إنتماءاتهم من أجل تقديم صورة مشرفة متكاملة متوازنة عن مصر ودعمها بشتى الطرق ضد ماتتعرض له من هجوم داخلى أو خارجى، ونحن لسنا أقل من فرنساوروسيا وبريطانيا وأمريكا وهى دول تتمتع بإعلام قوى يدافع عن مصالحها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، بينما الإعلام المصرى بلا رؤية أو هدف أو خطة وأطالب بعودة وزارة الإعلام مرة أخرى حتى فى ظل وجود تشريعات جديدة نطالب بأن يكون لدينا إعلام دولة وليس إعلام نظام النظام لديه أدواته وإنجازاته والمهم هو الدفاع عن الدولة المصرية والشعب المصرى والهوية المصرية. وتضيف قناة الصين تدافع عن الصين وتبث ساعات طويلة عن الإنجازات الصينية فى كل أنحاء العالم وأيضا قناة روسيا اليوم تدافع عن روسيا دفاعا كبيرا وعن مصالح روسيا فى كل مكان وغيرها من المحطات الأخرى التى تعمل بجد وبصدق مع الشعوب والدول نحن نحتاج إلى مراسل فى كل قرية ونجع ونحتاج إلى مذيعين على مستوى عال من الثقافة والمعرفة والحس السياسى والوطنى وإلى إعلام يعمل لصالح الوطن وليس لصالح المالك والمرحلة القادمة تحتاج لجهد كل إعلامى مخلص لوطنه وشعبه بعيدا عن المزايدات التى نالت من أخلاقياتنا بطريقة غير مسبوقة.
