متى تنتهج برامج التوك شو سياسة الحفاظ على مصلحة الوطن حتى يطلق عليها ما يسمى بالإعلام التنموى الإيجابى الذى يسلط الضوء على قضايا المواطن والوطن بموضوعية سؤال طرحناه على المتخصصين فى الإعلام فقال د.عدلى رضا أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: إن هناك بعض برامج التوك شو تعمل بمهنية وموضوعية وبعضها بعيد كل البعد عن المهنية ويعمل حسب توجهاته وأفكاره ومصالحه ومانود التركيز عليه هو أن الإعلامى المهنى والمثقف والمحايد والموضوعى سيكسب احترام الناس والمسئولين مهما طال الزمن وسيجذب المشاهد آجلا أم عاجلا فمصر فى هذه الظروف فى أشد الحاجة إلى رسالة الإعلام التنموى الإيجابى الذى يبنى ولا يهدم ويقدم الإيجابيات والسلبيات دون تهويل أو تهوي.. إعلام يشارك فيه الناس ولا يقتصر على مجموعة معينة من الضيوف فنحن نحتاج إلى توسيع الدائرة لتشمل كل بقعة على أرض مصر وأن يكون الإعلام فى المرحلة المقبلة مستندا إلى الأدوار الوطنية وبناء الدولة ونحتاج إلى ظهور نماذج وشرائح وطوائف كل المجتمع على الشاشات وأن يكون المسئول حاضرا بقوة فى حل المشاكل التى يطرحها الإعلام وهو الدور الحقيقى الذى يمكن أن يلعبه الإعلام فى الفترة المقبلة وبالطبع لابد ألا يجامل الإعلام الحكومة وأيضا لا يثير الرأى العام دون سند حقيقى. وطالب د.عدلى رضا بدعم الرئيس والدولة للإعلام الحكومى لانه صمام الأمان لمصر فهو القادر والأقرب لتقديم خدمات للشعب فى شتى المجالات وهو إعلام الخدمة العامة وتعتمد عليه الكثير من الدول ،مناشدا الدولة بألا تنحاز للإعلام الخاص على حساب إعلام الدولة الذى هو صمام الأمان للمجتمع بأكمله رغم انه يحتاج الى ترشيد وتطوير بمعنى الكلمة. وتقول الكاتبة فريدة النقاش أرى أن أغلب برامج التوك شو وبعد ثورتين عظيمتين لا ترقى إلى مايصبو إليه المجتمع وأصبحت أداة للصخب والبلبلة وافتعال الأزمات ووصلت فى بعض الأحيان إلى الأداء السطحى والهزيل فى مناقشة قضايا الوطن الحقيقية وعليهم أن يقيموا عملهم ويحاسبوا أنفسهم ويدركوا أن المشاهد بدأ ينصرف عن مشاهدة برامجهم ولابد من تطوير أدائهم والحرص على الحياد والموضوعية والبعد عن مصالح صاحب القناة أو المصلحة الإعلانية التى أصبحت مكشوفة للجميع. وتضيف ان دور الإعلامى ليس عرض المشكلة فقط ولكن الوصول للمسئول لإيجاد الحلول كما أطالبهم ألا يكونوا أبواقا للسلطة وهذا يسىء لهم وللسلطة أيضا فالإعلام ليس بالصوت العالى الزاعق وإنما بالتركيز على مناقشة القضايا فى كل ربوع مصر وليس فى القاهرة فقط . وتقول الإعلامية أمينة صبرى لقد آن الآوان أن تتوقف بعض الفضائيات عن زرع الفتن وتدنى الحوار الذى وصل إلى صراعات وألفاظ على الشاشات لايمكن أن تصدر من إعلاميين بهذا الشكل فقد أصبحنا نتكلم ولانعمل ونفتعل المشاكل كل ليلة دون رقيب أو ضمير والوطن يئن من مشاكل لاتجد من يطرحها بالشكل المهنى فأين مشاكل الفلاح المصرى فى الدلتا والصعيد ومشاكل تلوث البيئة والنيل والأمية والتعليم والعنف ضد المرأة وأطفال الشواع فحتى عندما تناقش الفضائيات تلك الموضوعات فإنها تناقشها على استحياء وفى فقرات سريعة دون التركيز وإيجاد الحلول ولذلك فنحن نريد إعلاما تنمويا وخدميا حقيقيا وهو مايحدث فى كل دول العالم بشرط أن تكون هناك متابعة لحظة بلحظة من المسئولين للرد على استفسارات الجمهور فورا فقد أصبح المذيع يكلم نفسه ويعطى نصائح للناس وكأنها درس خصوصى والكثيرون يفتقدون إلى الرؤية والوضوح والحياد فنحن نحتاج إلى إعلاميين على الفضائيات بمعنى الكلمة وليس زعماء وهى زعامة لاتخدم المنظومة الإعلامية ولا الوطن على السواء.