يعود البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم إلى القاهرة قادما من القدسالمحتلة، بعد أن رأس صلاة الجنازة على جثمان مطران الكرسى الأورشليمى الأنبا أبراهام الذى وافته المنية صباح الأربعاء الماضى عن عمر يناهز ال 73 عاما. وخلقت زيارة البابا للقدس حالة كبيرة من الجدل وحرص البابا على الرد على منتقديه، موضحا هدف الزيارة، قائلا إنه ذهب إلى القدس للمشاركة فى العزاء والصلاة على جثمان الأنبا أبراهام مطران القدس وليس للزيارة. وقال تواضروس الثاني: هناك جانب شخصى وراء حضورى لوداع الأنبا أبراهام، فعندما دخلت دير الأنبا بيشوى سنة 1986 كان المتنيح الأنبا أبراهام أول من استقبلنى ومن أوائل الرهبان الذين تعاملت معهم وعملنا معا فى استقبال زوار الدير، وتأثرت بروحه المرحة فى استقبال الضيوف وشرح مواقع الدير. وأضاف: إننا نصلى من أجل عزاء كل محبى الانبا ابراهام، ونطلب منه أن يرفع صلوات من أجلنا وأن يعطينا من يملأ الفراغ الكبير الذى تركه برحيله. المرحبون بزيارة البابا يرون أن سفر رئيس الكنيسة القبطية إلى القدس يأتى فى إطار دوره كبطريرك يودِّع مطرانًا جليلاً فى مجمع الكنيسة، يشغَل المكانة الثانية فى البروتوكول الكنسى القبطي. فكيف إذن لا يذهب الأب البطريرك ليودعه وليرأس طقوس الجنازة بنفسه، ومعه وفد من الأحبار الأجلاء، خاصة وأن الراحل مطران ترك وصية كى يُدفن فى مكان خدمته ووسط محبيه فى الاراضى المقدسة هناك، فيما يرى غير المرحبين أن الزيارة تكسر حالة عدم التطبيع الشعبى مع إسرائيل، وتفتح الباب لمؤيدى إنهاء حالة القطيعة مع إسرائيل فإذا كان رأس الكنيسة ذهب إلى القدس فماذا يمنع المواطنين من زيارة الاماكن المقدسة هناك. وستكشف الأيام القادمة ما اذا كانت زيارة البابا للقدس مجرد زيارة عابرة لأسباب إنسانية بحتة أم أن هناك تغيرا حقيقيا فى موقف الكنيسة الرافض لزيارة القدس إلا بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية والفلسطينية المحتلة.