وصلنا إلى نهاية الطريق، العقل مرهق، والقلب أيضا، حتى الجسد مرهق، الإرهاق فعلا مشكلة، بذلنا جهدا فوق الطاقة، تقبلنا الفشل، ولم نتقبل عدم المحاولة، أحيانا لم يكن لدينا رؤية، وأحيانا كان هناك هدف، لم ندخل صراعا لمجرد الصراع، عقولنا كان لها قلب، وقلوبنا كان لها عقل، مشكلتنا كانت بين ما نعرف وما نشعر. لا يمكن أن تحارب إلى الأبد، العقل يلزمه هدنة، والجسد بحاجة إلى الراحة، والنفس تبحث عن السلام، وفي مرحلة ما لابد من وقفة، نترك الأشياء أو تتركنا، لا قيمة لصراع بلا قيمة، لا تغيير مالم نواجه، إذا لم نجد طريقا نبحث عن طريق، نجمع اللحظات وليس الأشياء، اللحظات تبقى، والأشياء لا تدوم. الاعتراف بالواقع صعب، وتقبله أصعب، والحياة قصيرة، والتسامح أفضل، ولا ندم على شيء جعلنا نبتسم، في مرحلة ما لا نجد الطاقة، وإنما ضوء أحمر يومض، أصبحنا في نهاية طريق وعر، هنا ينتصر السهل على الصعب، نصنع اختياراتنا، واختياراتنا تصنعنا، ومع كل اختيار هناك ثمن. أحيانا يحكمنا العقل، وأحيانا تتحكم العاطفة، القلب يعرف مالا يمكن للعقل تفسيره، اتبع قلبك وخذ عقلك معك، القلق يدمر اليوم ولا يحمي من تقلبات الغد، لا تفكر كثيرا في الألغاز، الاجابات تأتي في وقت لاحق، مازال هناك وقت لأن تصحح ما ينبغي تصحيحه، المهم ألا تدع شيئا يتحكم في مشاعرك. الحياة غاية في الغرابة، من الحزن ندرك معنى السعادة، ومن الضجيج نتعلم أهمية الصمت، ومن الغياب نفهم قيمة الحضور، وكل شيء قائم على التوازن، لو ركزنا على النتيجة لا يحدث التغيير، ولو ركزنا على التغيير تحدث النتيجة، وحين نطلب المستحيل تبدأ رحلة الألم، لا تحزن على شيء، فلا شيء يستحق، السلام مع النفس هو ما يعطي للحياة معنى. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود