الدولة لن تتحمل مليما واحدا.. والسداد على 35 عاما من عائد الإنتاج. السيسى يهنئ الشعب ببدء تنفيذ الحلم النووى.
بوتين يؤكد تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين.
في خطوة واسعة، تترجم إرساء الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين دعائم العلاقة الإستراتيجية بين البلدين، وقعت مصر وروسيا أمس اتفاقيتين ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية، لإنشاء وتشغيل وتمويل محطة نووية علي أرض مصر، بالضبعة. وفي لفتة ذات مغزي، أجري الرئيس بوتين اتصالا هاتفيا بالرئيس السيسي قبيل التوقيع هنأه فيه علي هذا التطور العميق في علاقات البلدين، ودخول مصر العصر النووي للأغراض السلمية، وعلم المحرر السياسي أن بوتين شدد، خلال الاتصال، علي استمرار دعم موسكو للقاهرة، الفترة المقبلة، موضحا أنه، عادة ما يتصل برؤساء الدول، عقب التوقيع، لكنه حرص علي الاتصال وتهنئة مصر، قبل التوقيع. ويعد هذا الاتفاق انتصارا جوهريا لمصر، في معركة التنمية وهي تتحرك صوب البناء والتقدم، وفي حربها ضد الإرهاب الأسود، ويشكل في الوقت نفسه انتصارا لروسيا الداعمة لحق الشعوب في البناء والتنمية. ويؤكد «الاتفاق» أن الجانبين برغم حادث الطائرة الروسية حريصان، كل الحرص، علي تعزيز علاقاتهما وتطويرها في جميع المجالات، لاسيما العلمية والتكنولوجية، ويعكس فشل محاولات أطراف مختلفة، للوقيعة وضرب العلاقة المتنامية بين أرض الكنانة والدب الروسي، عقب حادث الطائرة بسيناء. وفي المحصلة يأتي هذا «الاتفاق النووي» رسالة واضحة من قيادتي البلدين، إلي شعبيهما والمنطقة والعالم، بأنهما مستمران علي درب ترسيخ علاقات المشاركة الإستراتيجية بينهما. وفي تأكيد جديد علي إصرار القيادة السياسية علي الإبحار بمصر بعيدا عن موانئ التخلف والركود، هنأ الرئيس السيسي عقب التوقيع الشعب المصري بإبرام الاتفاق التاريخي، بوصفه خطوة مهمة للانتقال بحلم البرنامج النووي بالضبعة إلي أرض الواقع، بعد سنين طويلة من الانتظار، مشددا علي أنه «برنامج سلمى» لإنتاج الكهرباء، وأنه رسالة أمل وعمل وسلام لمصر والعالم أجمع، لافتا إلي «أننا ملتزمون بتوقيعنا علي اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وحريصون علي امتلاك معرفة نووية وبرنامج نووي للأغراض السلمية». ونوه الرئيس بأن القدرة الحقيقية لأي أمة مرهونة بالعلم والمعرفة والوعي، مبينا أننا نتحدث عن محطة من 4 مفاعلات، وأن ميزانية الدولة لن تتحمل «مليما واحدا» في إقامتها، إنما سيتم سداد تكلفة إنشاء المحطة علي 35 عاما، من خلال إنتاجها للكهرباء. وأشاد السيسى بالعرض الروسي لإنشاء المحطة النووية، بوصفه أفضل العروض اقتصاديا وعلميا، ويتيح للشركات المصرية الإسهام بنحو 20% من قيمة المحطة، ويؤهلنا لنقل التكنولوجيا والمعرفة، وهو ثاني أكبر مشروع بعد السد العالي، لافتا إلي أنه أسرع عقد في تاريخ مثل هذه المشروعات بعد دراسات مستفيضة بأعلى معايير الأمان، وهو أمر له دلالة عقب حادث الطائرة والظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة، مؤكدا مشاركة مصر بقوة في مكافحة الإرهاب، وتفهمها شواغل الشعب الروسى. ووجه الرئيس رسالة إلي القيادة والشعب في روسيا وفرنسا: «نحن معكم في مواجهة الإرهاب»، وأبدي تفاؤله بقدرة المصريين علي تخطي كل الصعاب والتحديات لبناء مستقبل أكثر إشراقا لوطنهم ماداموا متوحدين، مختتما كلمته بترديد: «تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر». وقد شهد مقر رئاسة الجمهورية أمس التوقيع علي الاتفاقيتين ومذكرة التفاهم، وتتعلق الاتفاقية الأولي بالتعاون بين مصر وروسيا لإنشاء وتشغيل محطة الطاقة النووية بالضبعة، ووقعها الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء وسيرجي كيريانكي مدير عام المؤسسة الحكومية للطاقة النووية «روز أتوم»، والاتفاقية الثانية تقدم روسيا بمقتضاها قرضا لتمويل بناء وتوريد المحطة النووية، وقعها الدكتور هاني قدري وزير المالية، وعن الحكومة الروسية سرجى أناتولى نائب وزير المالية، بينما تدور مذكرة التفاهم حول التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. حضر مراسم التوقيع وزراء: الدفاع، والكهرباء، والخارجية، والمالية، والاستثمار، والإنتاج الحربي، والتعاون الدولي، والبيئة، والمهندس إبراهيم محلب، وفايزة أبوالنجا، واللواء أحمد جمال الدين، والدكتور طارق شوقى.
