من المعروف أنّ على العاملين في وسائل الإعلام المختلفة أن يلتزموا في سلوكهم تجاه أنفسهم وتجاه جماهيرهم بمبادئ وأخلاقيات وقيم أساسية. ولكن للأسف, نجد ان الغالبية العظمي منهم لم يترجموا هذه الأخلاقيات المتعارف عليها إلى واقع عملي ملموس، وظهر ذلك في عدم مراعاة القواعد المهنية في الإعلام، فاهتموا بسرعة النشر وتركوا الدقة، وأغوتهم الإثارة على حساب الحقيقة، وغاب على طرحهم التوازن والتجرد، ولم يلتزموا بفصل الآراء الشخصية عن الحقائق، إلى جانب عدم اتخاذ أعلى درجات الحرص المهني لتفادي الوقوع بالأخطاء. ولقد عايشنا ورصدنا خلال السنوات الخمس الماضية ما يسمي بالأعلام المأجور الموجة بهدف التحريض والاستفزاز، لتسميم العقول بإيهام القراء والمشاهدين أنّهم ينتقدون الأحداث السيئة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهم في حقيقة الأمر يمررون رسائل من أجل إشعال النار من خلال صنع حالة من الفوضى الكلامية والفكرية، في برامج الثرثرة اليومية، التي لا تحمل هدفاً ولا مغزى، سوى نشر السلبيات فقط لا غير. وعلى الرغم من أنّ الإعلام العقيم بات مكشوفاً للمشاهد والقارئ، إلاّ أنّة مستمر الي الآن رغم أنة كان يجب ان يتواري الي الأبد وهو مغطي بالخزي والعار. بل و صار جزءاً من طابور خامس يعمل وفق خطة إعلامية اعتمدت على الكذب والتهويل. فهولاء هم من أطلقوا علي مرتزقة ميدان التحرير ثوار..وهم من أطلقوا علي العصابات الإرهابية المسلحة بسوريا اسم الجيش السوري الحر...وهم من أطلقوا علي الإرهاب في العراق واليمن وليبيا...ثورة, وهم من أطلقوا علي مخططات التقسيم...اسم الربيع العربي. المضحك المبكي هو انك إذا هاجمتهم سيلتفون كالأفعى بكل بجاحة ويطلقون شعارات وكلمات رنانة "كإسكات الأصوات وحجب الحريات وسيطرة الطغاة". ولم لا ..فمازالت الملايين تتدفق في جيوبهم ومازال المعلنين يدعمون برامجهم المشبوهة. واذكر السادة الصحفيين والإعلاميين ببعض بنود ميثاق الشرف الصحفي ومنها الالتزام فيما ينشر بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق، بما يحفظ للمجتمع مثله وقيمه. والالتزام بتحري الدقة في توثيق المعلومات، ونسبة الأقوال والأفعال إلى مصادر معلومة كما كان ذلك متاحا أو ممكنا طبقا للأصول المهنية السليمة التي تراعى حسن النية. ولكن بدلا من الالتزام بتلك السطور تحول السادة الصحفيين والإعلاميين الي قضاة وسياسيين ومنظرين وخبراء استراتيجيين وموجهين بسوط ألسنتهم وأقلامهم لبعض المسئولين. باختصار شديد أن الإعلام المصرى ينقصه الإعداد الجيد والبعد عن السطحية والسلبيات، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة وبشيء نسيناه يطلق علية... "الضمير". [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى