تسببت نوة الصليبة الغربية التى توصف بأنها غالباً بدون أمطار فى زعزعة أمن وإستقرار المواطنين بالإسكندرية وضربت كل شوارع ومداخل ومخارج وأنفاق المدينة وأصابتها بالشلل وحولت الإسكندرية الى مدينة عائمة فى ساعات حتى قيل أنها أسوأ كارثة بيئية تتعرض لها الإسكندرية منذ سنوات. وفى محاولة سريعة لاحتواء الأزمة قامت سعاد الخولى نائب محافظ الاسكندرية القائم بأعمال المحافظ السابق هانى المسيرى بزيارات ميدانية يرافقها كل رؤساء الأحياء ووكلاء الوزارات المعنية لكل مواقع الضرر التى حدثت من جراء سوء الأحوال الجوية التى تعرضت لها المحافظة وأكدت للاهرام أنها تنتظر آخر الإحصائيات التى ستقدمها اللجان التسعة التى شكلتها وزارة التضامن الاجتماعى لكل المتضررين من الأمطار وذلك استعدادا لصرف الإعانات المادية لهم كل حسب كل حالة. وقالت إنها شكلت لجنة من المحافظة لمتابعة تسليم المستحقات لمستحقيها وفقا لقرارات اللجان التسع مشيرة إلى أن لجنة المحافظة ستقوم بصرف مائة جنيه يوميا بالإضافة لبعض المواد التموينية للعائلات المتضررة لحين الانتهاء من حصر إلاضرار وأضافت أن سيارات المنطقة الشمالية العسكرية قامت بتوزيع بعض المواد التموينية على المتضررين كما دفعت ب26 سيارة للدعم فى شفط المياه المتراكمة بالانفاق وبالإضافة إلى ما وزعته وزارة التضامن الاجتماعى أمس0 وقد استقبلت المحافظة امس 18 سيارة أخرى وصلت من المحافظات المجاورة مثل البحيرة ومطروح والغربية للمساعدة فى شفط المياة من الشوارع والإنفاق والمحلات . وأضافت أنها طلبت من مدير المرور اللواء عصمت الأشقر ضرورة وضع شرطى مرور لتسهيل عملية مرور الأشخاص بطريق الكورنيش لحين فتح الانفاق .. وعن تأمين المحافظة لانتخابات الإعادة للمرحلة الاولى للانتخابات البرلمانية قالت الخولى أنها شكلت غرفة عمليات داخل المحافظة للمساعدة وتسهيل مهمة الاقتراع داخل الأماكن الحكومية والمدارس وهناك لجان لتلقى أى شكاوى من الناخبين وحلها .. وبالنسبة لتنفيذ قرار رئيس الوزراء بإنهاء انتداب اللواء يسرى هنرى رئيس هيئة الصرف الصحى قالت إنه تم إسناد مهمة الاشراف الى محمد رستم رئيس الشركة القابضة للصرف الصحى مع الإبقاء على بعض الكفاءات المهنية بالمديرية لحين تعيين البديل الكفء . واختتمت الخولى تصريحاتها للاهرام بأنها ارسلت ظهر أمس سيارات شفط المياه لعدد من مدارس الاسكندرية التى تضررت من دخول المياه للفصل وأخرى لأماكن طابور الصباح والملاعب حيث نجحت سيارات الشفط فى السيطرة على المياه وإعادة الحياة الطبيعية للمدارس . والبداية كانت حينما إستيقظت المدينة صباح يوم الأحد على أسوأ مناخ شهدته منذ سنوات بدأ برعد وبرق إستمر طوال الليل ثم تلاه سقوط غزير للأمطار على الرغم من أنها نوه غير ممطرة ثم كانت المفاجآة حينما بدأ تساقط ثلوج على شكل كرات ضخمة تسببت فى إرتباك المشهد المرورى وتحطم العديد من السيارات وسقوط بعض الكتل الخرسانية من بعض العمارات القديمة على الكورنيش إنتهى كل ذلك الى إرتفاع مستوى المياه فى الطرقات حتى وصل منسوب البحر الى منسوب المياه على الكورنيش وتاهت معالم المدينة التى أصيبت بالشلل وأدى كل ذلك الى تأخر وصول العاملين الى أعمالهم والأطفال الى مدارسهم … وفى إطار الكارثة البيئية التى ضربت المدينة حدثت الكثير من الحوادث يلخصها الدكتور مجدى حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية بقوله أن سوء الاحوال الجوية أسفر عن وفاة 5 أشخاص فى ثلاث حوادث منفصلة أولها الذى حدث فى شارع محرم بك والذى فطر قلب المواطنين فقد تسبب سقوط كابل كهرباء ترام محرم بك فى صعق كهربى لطفلين أخوين وشاب حاول إنقاذهما توفوا فورا وهم على خالد على (8 سنوات) وأحمد خالد على (4 سنوات) وإسلام باهر متولى (29 سنة) كما توفى شاب أخر هو طه محمد طه (25 سنة) صعقا بالمنشية نتيحة سقوط كابل كهربى داخل حفرة وقع فيها . كما توفى قبطان حسن الناضورى (65 سنة) داخل سيارته الخاصة نتيجة أزمة قلبية وتم نقل الجثامين الخمسة الى مشرحة كو م الدكة، كما تسبب حادث اصطدام توكتوك مع موتوسيكل فى اصابة 3 شباب احدهما اسعف فى مكان الحادث وتم نقل احد المصابين الى المستشفى الرئيسى الجامعى والثانى الى مستشفى العامرية وجارى علاجهما.. ومما لاشك فيه أن النوة العنيفة التى ضربت الإسكندرية قد كشفت بوضوح فشل الأجهزة التنفيذية فى مواجهة نوات الشتاء إذ أظهرت عدم استعداد شركة الصرف الصحى على الرغم من تصريحات رئيسها السابق اللواء يسرى هنرى والذى تم نقله على إثر هذه الكارثة الى موقع أخر ليتولى المسئولية بدلاً عنه رئيس مرفق المياه فى محاولة لإنقاذ المدينة قبل أن يزداد الموقف سوءاً بإعتبار أن النوات العنيفة قادمة على الأبواب مما يستلزم إستعدادات مكثفة. ومستمرة لا تقف عند حد تنظيف الشنايش بل تحتاج الى تدخل سريع لمنع تكرار مثل هذه الكارثة التى حولت الشوارع والميادين إلى برك نتيجة تراكم مياه الامطار لغياب مصارف لتسريبها، وهو ما أعاق حركة سير السيارات والمواطنين بتلك المناطق، وتساوت المناطق العشوائية مع الشوارع الرئيسية بالمدينة وخاصة شارع الكورنيش الذى إرتفعت المياه فيه لتتساوى مع السور ولم يجد المواطنون حلاً سوى الصعود والمشى بل الحبو فى بعض المناطق فوق سور الكورنيش فى مشهد عبثى ، كما غمرت المياه المنازل والمحال التجارية بأغلب مناطق المدينة، وقام المواطنون بوضع الأحجار الكبيرة والأخشاب فى الطرقات التى تراكمت بها المياه للتمكن من الدخول والخروج. وكان رئيس شركة الصرف الصحى السابق قد صرح إن الشركة قامت بمراجعة جميع مصبات شنايش تصريف مياه الأمطار بطول طريق الكورنيش بدءا من كوبرى المندرة حتى منطقة قلعة قايتباى ببحري، وذلك فى إطار الاستعداد المستمر للنوات وسقوط الأمطار التى تتعرض لها المحافظة ، كما قامت الشركة بإرسال سيارات لشفط المياه المتراكمة على الكورنيش، وتم مناشدة جميع النوادى والفنادق والكافيتيريات التى تقع فى نطاقها هذه المصبات بعدم غلقها أثناء النوة حتى لا تتسبب فى غرق طريق الكورنيش وتوقف الحركة المرورية وتعطيل المواطنين، ولم تفلح كل هذه المحاولات فى إستيعاب الأزمة بل على العكس كشفت إهمالاً تمثل فى تراكم القمامة داخل المصبات وغلق بعضها آمام المقاهى التى إحتلت الكورنيش فى غياب المسئولين ، ولكن «سعاد حلمي» رئيس حى وسط الاسكندريه أكدت فى تصريحات تليفزيونية أن المشكلة أبعد من ذلك وأن الأمر لا يقتصر على تنظيف الشنايش والمصبات ولكن المشكلة ترجع لسنوات مضت فى نهاية فترة المحافظ عبد السلام المحجوب بسبب ربط شبكة الصرف الصحى مع شبكة مياه الامطار حيث كان من المتعارف عليه وجود مصرفين أحدهما للصرف الصحى والأخر للأمطار فتم توحيدهما وجمعهما فى مصرف واحد لم تعد طاقته الإستيعابية تحتمل بالإضافة للتضخم العمراني المتمثل فى زيادة عدد المواطنين مما ضاعف الحمل و الضغط على شبكة الصرف الصحى فضلا عن هطول الأمطار بشدة وبشكل كارثى فى هذه النوه بمقدار لم تعهده المدينة من قبل. واضافت سعاد حلمى أن الحل فى هذه المرحلة يستلزم الدفع بعربات شفط بشكل مكثف لملاحقة السيول والأمطار ولمنع تراكمها فى الشوارع إلى أن تقوم المحافظه بعمل شبكات تصريف مياه امطار خاصه منفصله عن الصرف الصحى».