22 لم يترك اللواء محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات تساؤلا جرى طرحه فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى ربيع عام 1973 إلا وأجاب عنه وكانت رؤيته مركزة فى نقاط محددة دونها فى كشكوله الخاص بخط يده وبالقلم الرصاص. (1) إن العدو محصن تماما فى «خط بارليف» الذى لا يمكن تدميره بنيران المدفعية فقط لأن نيران المدفعية لا تؤثر فيه.. وأيضا فإنه لا يمكن استخدام الطيران المصرى ضد مواقع خط بارليف من الناحية العملية لأن القوات المصرية تتركز على بعد 200 متر من هذه المواقع «عرض قناة السويس» مما يخشى معه أن تتعرض المواقع المصرية لأثار القصف الجوى. (2) إنه فضلا عن انحدار شاطيء القناة ومشكلات المد والجذر فيها واختلاف سرعة التيار من منطقة لأخرى فإن الساتر الترابى المرتفع الحاد الانحدار أثبتت كل التجارب استحالة إزالته بواسطة المدفعية. (3)إن المجهود الحربى المصرى لا يملك العدد الكافى من طائرات «الهليكوبتر» التى تسمح باجتياز هذه العقبات ونقل القوات المصرية مباشرة إلى الضفة الشرقية للقناة. (4) إن الوسيلة الوحيدة لعبور القوات المصرية لقناة السويس تكون بواسطة أفراد المشاة المترجلين وأن أقصى مايستطيع أن يحمله فرد المشاة عند عبور القناة هو بعض أنواع المدافع المضادة للدبابات حتى وزن 350 كجم مثل ال «بى 11» وابتداء ب «أر . بي. جى 7» مع العلم بأن أقصى مرمى لهذه الأسلحة لا يتجاوز 600 متر ومن ثم فإن أفضل وسيلة لعبور المشاة للقناة هى قوارب المطاط. (5) إن العدو أنشأ على كل 200 متر من الساتر الترابى مربض من الدبابات ولا تظهر منها سوى مواسيرها ثم إن تجمع احتياطات دبابات العدو تتركز على أبعاد 3 و 5 و 8 و 15 كم توفر له إمكان القيام بالهجمات المضادة بالتعاون مع الطيران والمدفعية. (6) إن كل موقع حصين من مواقع «خط بارليف» مزود بمواد إشعال يصل حجمها فى كل موقع إلى 300 طن وأن هذه المواد الملتهبة تستطيع تحويل القناة إلى كتلة من النيران. (7)إنه فى ظل أحسن الظروف فإن الأسلحة الرئيسية لن تستطيع عبور القناة قبل مدة زمنية تتراوح بين 12 و 24 ساعة وذلك يعنى أن أفراد المشاة سوف يتحتم عليهم أن يقاتلوا وحدهم طوال هذه الفترة. واختتم الجمسى عرضه بالإشارة إلى أن تلك المشكلات توصلنا إلى حلول لها فى ضوء إمكاناتنا وقدراتنا. .. وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله