تشهد مصر حالة من الفوران علي كل المستويات وهذه الحالة تتطلب تحديد ملامح مشروع حضاري تنموي يأخذ في اعتباره جميع الفعاليات في هذا الوطن. ففي البداية يحدد د. سعد الدين ابراهيم استاذ علم الاجتماع السياسي رؤيته في ضرورة ان يبدأ هذا المشروع من الهوية والثقافة الشعبية للمجتمع ويتطور ويتبلور من خلال عناصر محددة جزء منها مرتبط بثقافة المجتمع الزراعي وجزء آخر بالدين والجماعات. القرابية القبلية أو العصيان اضافة لارتباطه بالجماعات( القارمهنية) العمالية واذا اخذ المشروع الحضاري التنموي بهذه العناصر لغة وادبيات فهذا يعني أنه ينتهج لغة مفهومة للناس, ولكل من يتطلع لمستقبل أفضل, من ناحية أخري يؤكد د. سعد اهمية ان نبني علي ما سبق ونسترجع ايجابيات تاريخنا منذ بدأ المشروع الحضاري التنموي لمحمد علي الي اسماعيل باشا وثورة91 وعصر النهضة حتي العصر الليبرالي وثورة يوليو والسادات والعبور فكلها مشروعات رغم ما شابها من سلبيات إلا أنها تحمل عناصر مضيئة محذرا من هدم ماقبل والبدء من نقطة الصفر. المفكر د. صلاح عبدالله يري ان أهم ملمح للمشروع الحضاري التنموي هو افساح الطريق للنخب الثقافية والفكرية للعمل وكذلك النخب المؤمنة بتقدم الأمة للمشاركة الايجابية كما يجب ان يعبر عن الحركة الشعبية الحقيقية. ويؤكد ان المشروع التنموي الذي يجب ان نتبناه لابد ان يتجاوز اخطاء ما سبق وان يكون واقعيا لايحلق في الخيال مع ترسيخ ثقافة للاعتماد علي الذات. د. مسعد عويس استاذ علم الاجتماع آثر أن يستدعي روح المفكر واستاذ علم الاجتماع الراحل د. سيد عويس ويتحدث من خلالها فيقول ان هذا المشروع يتعلق بأولوية ترسيخ ثقافة التوافق والاختلاف قبل الاقدام علي تحديد أي مشروع تنموي يرتبط بالامة المصرية والخروج بمصر من الوادي الضيق برفع الحصار عن نخبتها الثقافية والسياسية والاجتماعية واستعادة روح التراث المصري وقال ايضا ان هناك مشروعا تركه المفكر الراحل يؤكد فيه ان تردي الوضع الثقافي لاي مجتمع يواكبه ترد في كل الابعاد. ولكي ننهض لابد ان نؤكد ان عصور النهضة في اي زمان ومكان هي بالاولوية نهضة ثقافية وفكرية لذات وخصوصية الامم. د. رفيق جرجس المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية كان متفقا تماما مع كل ما سبق مؤكدا ان أهم ما نحتاجه الآن هو مشروع ثقافي للشعب باكمله ترتكز اركانه علي اهمية النهضة التعليمية والبحث والفكر. حسام عيسي استاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس يري ان المجتمع الآن يعيش مرحلة تحلل ليست لها ملامح أي ارتقاء لانها تفتقد طبقة شعبية واضحة ذات مشروع واضح وقيادة ايضا واضحة توضح هذا المشروع حيث ان القوي الاجتماعية المثقفة والصاعدة هي التي تصنع ذلك فالمشاريع ليست نسجا من الخيال وانما مجموع لوجود ثقافي اجتماعي يمهد للمشروعات الكبري. د. وحيد عبدالمجيد الباحث بمركز الاهرام للداسات السياسية والاستراتيجية يقول إن المشروع التنموي ليس اختراعا تصنع له ملامح ولكنه عمل يحدث لبناء التقدم يرتكز علي ثقافة ضرورة المشاركة الشعبية في ادارة البلاد واعتماد ثقافة الانتاج وليس ثقافة الاستهلاك بمعني ان يعطي هذا المشروع لأمة ما قدرة الاسهام فيما ينتجه العالم, ولن يحدث هذا في مصر الا بمواجهة تحديات كبيرة تحدث الآن سياسية, اجتماعية, فكرية وثقافية ويمضي د. وحيد قائلا كان لدينا فرصة كبري بعد ثورة52 يناير ولكنها لم تستغل, وينهي بسؤال هل يمكن الآن استعادةاللحظة التاريخية التي جسدتها ثورة52 يناير لينطلق من خلالها هذا المشروع هذا موروث ثقافة الفعل التي احدثتها مراحل الارتقاء السابقة في حياة الشعب المصري منذ محمد علي حتي الآن.