بعد قبول الطعن على وضعه ب«قوائم الإرهاب».. هل يحق ل أبوتريكة العودة إلى القاهرة؟    وزير التعليم: حريصون على بذل الجهود لدعم التمكين الحقيقي للأشخاص ذوي القدرات الخاصة    وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    الحصاد الأسبوعي لوزارة التعاون الدولي.. مشاركات وفعاليات مكثفة (إنفوجراف)    اليوم ختام رايز أب 2024 بحضور رئيس الوزراء    «مستقبل وطن»: إدانة مصر للممارسات الإسرائيلية أمام المحكمة الدولية خطوة لحل القضية    حزب الله: استهدفنا تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في ثكنة راميم بمسيرة هجومية    إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وسط مخاوف من تطويق الجيش الروسي لها    إعلام عبري: تفكيك كابينت الحرب أقرب من أي وقت مضى    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    عودة صابر وغياب الشناوي.. قائمة بيراميدز لمباراة الإسماعيلي في الدوري    «شكرا ماركو».. جماهير بوروسيا دورتموند تودع رويس في مباراته الأخيرة (فيديو)    نجم الترجي السابق ل «المصري اليوم»: إمام عاشور قادر على قلب الطاولة في أي وقت    بوروسيا دورتموند يتفوق على دارمشتات بثنائية في الشوط الأول    قرار مهم من محافظ المنوفية بعد تداول أسئلة مادة العربي للشهادة الإعدادية    هام لطلاب الثانوية العامة.. أجهزة إلكترونية ممنوع دخول لجان الامتحان بها    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    «القومي للمرأة» يشارك في افتتاح مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    صابرين تؤكد ل«الوطن»: تزوجت المنتج اللبناني عامر الصباح منذ 6 شهور    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    وزير الصحة: «الذكاء الاصطناعي» لا يمكن أن تقوم بدور الممرضة    جامعة طنطا تقدم الرعاية الطبية ل6 آلاف و616 حالة في 7 قوافل ل«حياة كريمة»    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    «الحرية المصري»: مصر لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    تعرف على تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. في العناية المركزة    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    وزير الرياضة يترأس لجنة مناقشة رسالة دكتوراه ب"آداب المنصورة"    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    بعد الخلافات العديدة.. إشبيلية يعلن تجديد عقد نافاس    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    «المصل واللقاح»: متحور كورونا الجديد سريع الانتشار ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    أستاذ الطب الوقائي: الإسهال يقتل 1.5 مليون شخص بالعالم سنويا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وزير الري يلتقي سفير دولة بيرو لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال المياه    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



5 أيام للأهرام فى دمشق
الصورة الحقيقية التى لا ينقلها الإعلام العالمى عن الشقيقة سوريا
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 10 - 2015

تختلف الشعوب بعضها عن بعض ، لكن هناك شعوب تجمع عدة صفات متشابهة فى ذات الوقت ، والمجتمع السوري، الذى عرفته عن قرب خلال زيارتى له فى زيارة مدتها خمسة أيام ، يشبه المجتمع المصرى فى التقاليد ، ويتميز بالنعومة والفن فى كل شئ ، فهو يحب أن يستمتع ويتذوق كل شئ يفعله ، ومتذوق للفن والموسيقى ، وحتى فى الطعام يحرص السوريون على ان يكون الطعام فى ابهى شكل له ، ويتفننون فى تجميل كل شيء. كما أنهم فوق ذلك كله شعب كريم للغاية، و يمتلكون موهبة فن التعامل مع الآخر .
وما لمسته ايضا أنه شعب يحب وطنه وجيشه ورئيسه حبا فائقا. وقد قمت بزيارة لسوريا منذ اسابيع، وكان هناك شعور بالقلق الشديد ، والحقيقة انى لا اعرف كيف أبدأ حكايتى مع الزيارة ، وانطباعى عن هذه الدولة الجميلة، والمشاعر التى انقلبت من مشاعر خوف ورعب قبل السفر الى مشاعر فرح ومتعة بكل ما فى سوريا من أمان وبشاشة المقابلة وجمال المدينة .

جاءتنى الدعوة من اتحاد عمال سوريا لحضور الملتقى العمالى لنقابات العمال بدمشق، و العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، لحضور فعاليات الملتقى النقابى الدولى للتضامن مع عمال وشعب سوريا فى وجه الإرهاب والحصار والتدخلات الامبريالية والعقوبات الاقتصادية. واتصلت بالأستاذ رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب للاستفسار عن الحالة الامنية بسوريا لمحاولة الاعتذار عن عدم الحضور لتخوفى جدا من السفر، فكان رده : لا تخافي!
وكانت الدعوة تشير الى ان الذهاب لسوريا سيتم عن طريق بيروت ثم نذهب برا الى دمشق. وهنا كانت الصدمة لى ولزملاء صحفيين آخرين مما جعل زملائى يعتذرون تخوفا واعتقادا ان هذا الطريق البرى ملغم بداعش، وفكرت انا ايضا فى أن اصرف النظر عن مشاركتى فى هذا الملتقي لأننى لا اسمع عن سوريا كل يوم من الاعلام سوى الصورة المظلمة وهى « داعش « وذبحها للناس مما جعلنى اخشى السفر، ومنذ ان اقبلت على السفر واتجهت للمطار كان الخوف يسيطر عليّ، حتى أننى ودعت اهلى واصدقائى كأنى لن اعود مرة اخري!
ووصلت إلى المطار، وبعد فترة بدأ المشاركون يأتون وكان عددهم 40 شخصا معظمهم رجال وثلاث سيدات .
وبعد لحظات توجهنا للطيران السورى لانهاء الاجراءات واثناء المغادرة والتوجه الى بوابة السفر لاستقلال الطائرة قلت لأستاذ محمد سليمان السورى ومدير شركة الطيران السورى بمصر «انا خايفة «.. فقال لي: « متخافيش انتى هاتنبسطى هناك» ولكنى شعرت انه يحاول طمأنتى ليس اكثر، واننا ذاهبون بدون عودة لأجلنا المجهول . ولكن ما وجدته بسوريا كان مفاجأة لى .

الصورة المظلمة تتغير
وعند نزولنا من سلم الطائرة وجدنا موكبا من السوريين فى استقبالنا بالمطار، رئيس اتحاد عمال دمشق جمال القادرى وعديد من النقابيين وتم استقبالنا بالقاعة الكبرى لكبار الزوار ، ورحبوا بنا ترحيبا كبيرا، وكان يصاحبهم التليفزيون السورى والجرائد السورية وبعض الجرائد الخاصة، والحقيقة ان هذا الجو كان بداية غامضة بها كثير من المشاعر والاحاسيس المختلطة بين الاطمئنان والخوف من المجهول .
وبعد انتهاء اللقاءات الصحفية مع رئيس الاتحاد ورئيس الوفد المصرى توجهنا لاستقلال الاتوبيسات للتحرك للفندق.. وعندما تحرك الاتوبيس بدأت مشاعر الخوف تتزايد بداخلى وشعورى باننا خلال لحظة سنكون بيد « داعش « واثناء هذه اللحظة التى ذهبت بها بخيالى للمشهد الارهابى رجعت للواقع بداخل الاتوبيس على صوت العندليب « عبد الحليم حافظ « وهو يشدو اغنيته الشهيرة « ابتدا المشوار « وهنا شعرت بامتزاج المشاعر المختلفة؛ شعرت باننى داخل مصر التى بها الآمان وتعجبت من ان نجد العندليب يشدو بسوريا.. فلماذا يضع السائق- الذى فى مرحلة الشباب- سى دى العندليب ؟
وفجأة وجدت بجوارنا سيارة خاصة بها اسرة سورية على بداية الطريق الصحراوى بعد المطار، وهنا قلت لنفسى كيف يسير هذا الاب بسيارته باطفاله وزوجته ولم يخش هجوم داعش؟ وتخيلت كأن داعش اسفل عجلات كل سيارة تسير بالطريق وتعجبت !
وبرغم طول الطريق فإنه كان مليئا بكمائن الجيش السورى . وفى اثناء الطريق، وقبل وصولنا للفندق بمسافة ليست كبيرة، إذا بى أرى فتاة تسير بمفردها فى مطلع جبل هذه المدينة، بل وكانت ترتدى ملابس مكشوفة.. وبعدها رأيت أما وابنتها تسيران ايضا.. و كادت ان تغرب الشمس، وعندما وصلنا الى فندق خاص بالاتحاد العمالى بمجمع صحارى خارج دمشق فوق جبل كان الخوف مازال متمكنا منى بشدة، وتصورت ان داعش سوف تهجم على ذلك الفندق.

لحظة كسر الخوف
جاءت لحظة كسر الخوف عندما كان الأستاذ سامر مدير مكتب رئيس الاتحاد يتوجه الى مبنى الاتحاد لاحضار بعض الاوراق ومعه فتاة سورية، وعرض عليّ ان اذهب معهما لدمشق لكى يؤكد لى ان الدنيا أمان بعدما رآنى مرعوبة جدا واخشى حتى الوصول الى باب الفندق، وحاولت بالفعل أن اصدق واكسر هذا الرعب ، وذهبت معه ومعنا الفتاة والسائق.. وكلما سارت السيارة عدة امتار كنت لا اصدق ان الدنيا أمان ولكن شعور الخوف مازال يتملكنى برغم الفتيات اللاتى رايتهن امس عند وصولنا للفندق ويؤكد لى ان لا شيء يخيف، وقبل ان نذهب لمبنى الاتحاد اراد استاذ سامر ان يجعلنى اتناول حلويات الشام، فذهبنا الى ميدان «المرجا» وفى هذا الميدان تم «كسر الخوف» بداخلى، حيث دخلنا اشهر محل حلويات بالشام وتناولنا «الملكوكا»، وهو نوع من الحلويات بالقشطة والمكسرات، وقالوا لى ان هذا المحل لن تستطيعى دخوله بعد ساعات من الان من شدة الازدحام، واخذت اتحدث الى الفتاة التى لا يتعدى عمرها 18 عاما، وهى تعمل بالاتحاد، وما زالت طالبة .. واخذت اسألها عن شعورها؛ هل هى تسير دون خوف و ما هو شعورها؟ فاكدت لى عدم خوفها من اى شيء وان دمشق واماكن كثيرة آمنة جدا . وبالطبع صدقت كلامها لاننى رأيت بعينى وتعمدت ان التقط صورا لشوارع هذا الميدان وهو يمتلئ بالناس التى تسير وتعيش حياتها بشكل طبيعى جداً، ثم انتقلنا الى الاتحاد.

الصورة الحقيقية
عدت وانا لا اصدق نفسي.. هل هذه هى سوريا التى يشوهها الاعلام المضلل الذى يظهر الصورة السوداء فقط ؟ وهنا تذكرت دور الاعلام فى سقوط دولة العراق، ودور قناة الجزيرة وما فعلته مع مصر من تضليل للحقيقة عما يجرى، وتوجيه التهم للجيش والشرطة المصرية، كل هذا جعلنى أصمم أن يكون « للأهرام « دور فى نقل الصورة الحقيقية عن سوريا التى يتجاهلها الاعلام المضلل.
بعد هذه الجولة اختلف الامر تماما بالنسبة لى ولمن معى من المصريين، وبعد انتهاء اعمال الملتقى قمنا باستقلال الاتوبيس للتوجه لزيارة اماكن سوريا الشهيرة، حيث شاهدت منظرا لايحتاج شرحا ولا كلاما، شاهدت كل الفئات من النساء فى الشارع؛ وأقصد المنتقبة، والتى بالزى المعروف السورى «البلطو»، والسيدات والفتيات المحجبات، والفتيات اللاتى يرتدين الملابس الحديثة.. واتجهنا الى دمشق القديمة، وتحديدا الى سوق «الحميدية». ومن اول وهلة عند بداية شارع السوق شعرت اننى فى مصر لأنه يشبه أسواقا كثيرة بمصر مثل سوق «الموسكى» .
والاهم اننى طول إقامتى لم اسمع سوى الاغانى المصرية، مثل الست ام كلثوم وعبد الحليم حافظ والفنانة نجاة وكان ذلك من العلامات التى تدل بدون كلام على حب السوريين لمصر وفنها وناسها، سواء داخل الاتوبيسات التى تنقلنا او بالمحال التى ندخلها، المهم عندما دخلنا إلى سوق الحميدية وجدنا الترحيب الشديد بنا ليس من اجل الشراء بل من اجل حبهم للمصريين.. وهذا ما قالوه لنا: «احنا بنحب مصر والمصريين وبنحب الرئيس « السيسى ».. وبدنا تسلموا عليه».. فقلت لهم: من عيني.. سوف يصل سلامكم من خلال الاهرام ان شاءالله، وقال شخص آخر لي : احنا بنحبه برغم زعلنا من عدم وقوف مصر معنا!


تطوع الفتيات بالجيش
وعلى بعد امتار -فى اول السوق- لاحظت تواجد الجيش السورى، مما زاد احساسى بالأمان بداخلي.. ولكن المفاجأة كانت أن هذا الجيش جيش لفتيات وشباب متطوع لحماية بلدهم، وهذا جعلنى انوى التحدث اكثر مع السوريين لمعرفة شعورهم نحو الاوضاع المقلقة هذه، والاسباب التى جعلت البعض يهاجر تاركا سوريا كلها ولم ينتقلوا الى المناطق الآمنة داخل سوريا نفسها.
واستمرينا فى التجول بالسوق فقال لى الشاب مازن إن الحياة فى سوريا عادية جدا كما ترين، وما يقال بالإعلام ليس به إلا 1% مما يحدث، بمعنى ان الاعلام يصور سوريا كلها على أنها داعش، واننا نذبح كل يوم، وكلها مدمرة.. فهل حضرتك قابلتى داعش ؟! ثم قال مازحاً، انا طبعاً لا أتمنى ان تقابليهم، لكنى اقصد، اقول لك إن داعش موجودة بمناطق قليلة جدا، وهناك مناطق اخرى يحررها جيشنا العربى السورى ويستردها، فقلت له انا معك ان الاعلام يضلل الكثير من الحقائق. واضاف صاحب المحل ان ما تسمعينه وتشاهدينه عكس الحقيقة بغرض سقوط سوريا، فداعش لا تذكر ولكن الإعلام يروج لها ويضخم من وضعها لاغراض سياسية .
استكملنا الجولة فى أمان، ثم وجدت المسجد الاموى وهو من اقدم المساجد حيث يعود تاريخه إلى 1200 سنة قبل الميلاد وسوف نشرح قصته فى موضوع آخر على صفحات الاهرام. ولكى أدخل الى هذا المسجد كان يجب ارتداء « العباية » .. وذهبت لمكان مجاور للمسجد حتى اخذ العباية ولكن للاسف كانت تستأجر بخمس ليرات سورية وانا لم يكن معى ليرة واحدة لاننى لم يكن لدى وقت قبل السفر لاستبدال العملة، ولكن كرم السوريين جعل الفتاتين فاطمة ونورا تدفعان لى ثمن ايجار العباية.
وتحدثت معهما عن الحياة وهل هما قلقتان من داعش فقالتا: ابدا نحن نحب ونثق فى جيشنا وقائدنا ولا نخاف نهائيا وداعش دى بعيد جدا وفى اماكن قليلة خالص.. والتقطت معهما صورا ليست تذكارية كما يقال لكن لكى أضعها على حسابى الخاص بالفيس بوك حتى يرى المصريون واصدقائى ان الحياة تسير عادية وان السوريين يعيشون بشكل طبيعى جداً .
وكان احساسى لا يوصف عند دخولى المسجد الاموى والتقاطى الصور بداخله واخذت بركة المكان ودعوت مثل السوريين امام جسد رأس يوحنا المعمدان « سيدنا يحيي» كما يطلقون . كما زرت ضريح صلاح الدين الايوبى وعند خروجى من المسجد التقطت عدة صور مع طيور الحمام الذى هو رمز للسلام .. وتمنيت أن يعود السلام لسوريا إن شاءالله .

الحياة تسير
وجدت الحياة فى سوريا تسير بشكل طبيعى جداً بعكس ما توقعته وعندما خرجت للشارع فى اثناء الليل وجدت محل الحلويات الذى تناولت لديه قطعة حلوى « ملكوكة » مع الصديق الاخ السورى سامر اسماعيل باتحاد العمال مليئا بالناس مثل ازدحام احد محلات الحلويات بوسط البلد هنا فى مصر ، والفتيات يسرن بشكل طبيعى جدا، بل وقدم لنا الفندق عشاء على نغمات الطرب المصرى الاصيل مثل صوت الست ام كلثوم ونجاة وفايزة احمد، وأصبحت أشعر باننى بمصر ولم أشعر بالاغتراب قط .
وعندما كنت اتحدث مع اى شخص بالسوق او بالشارع ولم افصح عن شخصيتى واتحدث معهم عن الرئيس اجدهم يقولون عبارة « نحن نحب الرئيس بشار » فهو الذى يحمى سوريا ولولاه لكانت سوريا قد سقطت، ونحب جيشنا وندعو الله من اجله، فنحن نحب سوريا كثيرا، وكل من هاجر منها فهو لا يحبها ولا تفرق معه رغم أننا هنا نعانى من ارتفاع الاسعار ،ووقف الاستيراد والتصدير، مما آثر على حياتنا ومعيشتنا لكننا لم نفكر فى الهجرة .
ويقول المواطن حسن عبدان إن الإعلام يهول من وضع داعش لكن الحقيقة غير ذلك فنحن عندنا 14 محافظة سورية وداعش تحتل محافظتين بشكل شبه كامل- الرقة وأدلب- اما فى محافظة حمص، فداعش موجودة بمنطقتين ضمن المدينة وهما الرستن وتلبيسة ، اما باقى المناطق التى فيها داعش بنسبة كبيرة فهى بريف حمص. ويضيف حسن نحن شعب بيقدر يعيش تحت اى ظرف كان لا سيما اطفالنا، الذين ما عادوا صغارا وفى نماذج واعية جدا للى صار، على سبيل المثال رح اعطيكى امثلة عن اطفال سوريا: الطفلة ياسمين الشام عبدان عمرها 6 سنين وشقيقتها نور الشام عبدان، عمرها 5 سنوات وهذه اسماء مركبة دليل على محبة الشام دمشق، وياسمين الكبرى من صغرها تسأليها شو حابة تطلعلى بتقولك دكتورة لكى اعالج الجيش السورى، لان جيشنا عم يقاتل ولكى يظل يناضل ، باللاشعور بس تشوف الجيش بتنادى « تطلب » من الله يحميهم ، ومن يومين كانت رايحة عالمدرسة وصار تفجيرا وصارت فى طريقها وما خافت، فاطفالنا ماعادوا يخافوا من صوت الرصاصة ابداً وبصيروا يتسابقوا مين عندو رصاص فارغ اكتر من التانى.
ياسمين واللى مثلها عندن قناعة انو المسلحين مابيقدروا يوصلولن لأنو فى جيش بيحميهن . وياسمين بتقول عن داعش لشقيقتها نور إن داعش «مبهدلين».. وتقول لها : ماعندنا ثياب لنعطيهم، فهم فقراء لانهم ما بيحلقوا ذقنهم وهم مبهدلين .
والاعلام اعطى اهمية لداعش اكتر فهنا بالترتيب داعش بعدين جبهة النصرة بعدين جيش الفتح، وعلى فكرة داعش اكتر اسم منتشر بس هم ليسوا الاكثر عدداً هنا لكن بسبب طريقته الوحشية من خلال الذبح والحرق هذا شئ أعطاهم حجما اكبر منهم، وللعلم صدقينى داعش جبناء جدا، لانهم احيانا يتحفظون على اسرى لكى يتفاوضوا عليهم كأسري بحيث يصير تبادل بينا وبينهم، تماما فدية، واطفالنا لا سيما الصبيان، بيلبسوا «بدلة عسكرية» وههم صغار بدهم يقاتلون المسلحين، وفى بنات عندنا متطوعين وضباط بالجيش. فمثل ما خبرتك حربنا اعلامية وعندنا فى كتير ناس هاجرت من زمان.

الضجة على الهجرة
ويقول عبدان انت ما سألتى حالك ليش هالضجة الكبيرة عن الهجرة حاليا؟ لا حظى اختى فيه كتير صور انتشرت لناس عم تغرق ، طيب طالما فيه ناس عم تموت غرقاً مين فاضى يصورهن والأجدر كان يحاول ينقذوا.. ما يصوروا ، وعلى فكرة اخت شادية صورة الطفل اللى اتوجدت عالشاطئ غرقان واخدة ضجة كبيرة اعلاميا، ها الصورة مفبركة لأن الصورة الاصلية والصحية هى ان الطفل وجد بين الصخور عالشاطئ، طيب ليش لحتى ياخدوا الطفل من بين الصخور ويحطوه عالشاطئ ويصوروه ؟ والناس اللى ظهرت تغرق بالبحر مين فاضى يصورهن؟ إن امريكا واتباعها حاليا يريدون ان يشعروا الناس ان الشعب السوى هاجر كله وترك البلد
والحياة مستحيلة بسوريا، ومافى حدا بيقدر يعيش فيها، وانت نزلتى عسوريا وشفتى الشعب السورى عايش ما احلاه، من بداية الازمة لحد الآن بما يقارب 5 ملايين، فى كتير ناس عايشة بمناطق آمنة وهاجرت، برأين انو برا البلد احسن وفرص العيش اكتر، علما انو فى كتير ناس ولا سيما بهالفترة من المهاجرين هنن من داعش وباقى المسلحين، واسماؤن مثبتة وصورهن موجودة، بس بحجة الهجرة هربوا.. أو فى حالات بتخلى الناس بشكل اجبارى تحت الاقامة الجبرية، وبتفرض عليهن شروط معيشة صعبة جدا، بغض النظر عن دينهم، هؤلاء يبقوهم حتى اذا ضربن الجيش يقولوا إن الجيش ضرب مدنيين.
وقد قام التليفزيون السورى بالتسجيل مع النقابين ومندوبة الاهرام وسألنى الإعلامى «عصام محمود» عن انطباعى عن سوريا، فكانت اجابتى اننى وجدت حقيقة مختلفة تماما عما ينقله الاعلام المضلل من تشويه لصورة الواقع، لقد جئت خائفة والآن أعود وانا كلى أمل أن آتى مرة آخرى لهذا البلد الجميل والآمن بعكس ما تخيلته . واكدت اننى ساعود قريبا لتهنئة الشعب السورى بالنصر إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.