إرتبطت نشأة الصحافة بإختراع المطبعة قبل نحو006 سنة أما تطورها في نشر الأخبار فقد إرتبط بنشأة وكالات الأنباء المتخصصة, وعلي رأسها وكالة رويترز التي بدأت عام1581 قبل ربع قرن من ظهور الأهرام وكانت( رويترز) هي المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه الأهرام في الحصول علي الأخبار الخارجية, وقد تعودت الأهرام لسنين طويلة نشر هذه الأخبار في الصفحة الثالثة بدون عناوين, فلم يكن فن الإخراج الصحفي قد عرفه الأهرام عام2191 قبل مائة سنة عندما, وقعت كارثة الباخرة تايتانيك ونشرتها الصحف الأمريكية والإنجليزية بعناوين كبيرة, بينما جاء أول خبر عن تايتانيك في الأهرام في عدد يوم61 ابريل2191 وقد جاء تحت عنوان الأخبار الخارجية بالصفحة الثالثة التي تحمل كلمة( رويترز) من نيويورك أرسلت الباخرة تايتانيك تلغرافا هوائيا بأنها صدمت كدسا من الجليد, وطلبت المساعدة فسافرت ثلاث سفن لمساعدتها من مسافة071 و002 ميل وورد منها تلغراف آخر ليس واضحا. ومن كاب رأس ورد تلغراف من الباخرة تايتنيك أنها إصطدمت بالجليد, وبأن مقدمتها بدأت بالغرق, وأنها أخذت بإنزال النساء إلي بواخر التخليص, وهذه الباخرة هي أكبر باخرة في العالم غادرت سوثهمبتون في01 الجاري, وهي تحمل الفي نفس منهم073 في الدرجة الأولي, وهذه فاتحة أسفار تلك الباخرة. وفي عدد يوم71 ابريل في أول خبر تحت كلمة رويتر, في61 من نيويورك إن الإعلان الذي نشرته أمس شركة ويت ستارلاين عن ضياع أرواح كثيرة دون بيان, ولا تفصيل أثبتت التلغرافات الهوائية الواردة من كاب رأس واصفة غرق السفينة تايتانيك بأنه أفدح خطب معروف في تاريخ الملاحة, وهذا التلغراف هو خلاصة تقرير الباخرة أولمبيك الذي ورد فيه أن الباخرة كاربثيا وصلت عند الفجر إلي محل غرق تايتانيك, فلم تجد إلا أنقاضها وزورارقها, ومن المؤكد أن تايتانيك غرقت عند الساعة الثانية وعشرين دقيقة صباحا عند الدرجة14 و61 عرضا والدرجة05 و64 طولا ونجا نحو576 شخصا من الركاب والنوتية ومجموع من كانوا بالباخرة0022 وأكثر الذين نحوا من النساء والأطفال, وقد أخذت الباخرة كاليفورنيا, بالبحث والتفتيش في جوار محل الغرق, وعادت كاربثيا بالأحياء إلي نيويورك. وفي العمود نفسها بعد خبرين آخرين تلغراف من لندرة يقول لندرة في61 كانت تايتانيك تحمل مشحونا ثمينا من بضائع الشرق التي أنزلت في إنجلترا ومحمولها من الماس يبلغ مليون جنيه وشركات التأمين مسرورة لأنها لم تضمن ريش النعام, وإحدي السيدات الأمريكيات كانت تحمل من الجواهر ما قيمته21 الف جنيه, ورسم التأمين كان علي الأقل واحدا بالمائة. أما في يوم السبت02 أبريل فقد إنتقل خبر تيتانيك إلي الصفحة الأولي لأول مرة تحت عنوان: وصف تيتانيك في الصحف علي أثر إبحارها من سوثمبتون, فقد وصفت جريدة( ستاندر) الباخرة العظمي تايتانيك التي وردت أخبار غرقها في هذين اليومين, وذلك قبيل سفرها من سوثهمبتون إلي نيويورك, وهو السفر الأول والأخير فآثرنا تلخيصه, فيما يلي دلالة علي مقدار ما توصل إليه البشر في إتقان فن الملاحة, وعلي النكبة العظمي التي أصيبت بها الهيئة الاجتماعية عموما. قال الواصف: في أثناء خفوق رؤوس الجمع المحتشد في المرفأ لوداع مئات المسافرين أقلعت السفنية العظمي من مرفأ سوثمبتون نيويورك, وفي الوقت نفسه وتحت الجو الأزرق المرقط ببقع من الغيوم في العباب الهائج أقلعت أيضا سفن لويس والاوسيانيك غيرهما, فكان المنظر جليلا, وفي الأسبوع الواحد أرسلت ساوثهمبتون إلي العالم الجديد سفينتين من أكبر سفن العالم, وهما أوليمبيك وتيتانيك أمر لم يحدث في تاريخ الملاحة مثله حتي اليوم, وما حدث في تاريخ الملاحة التجارية قبل الآن هذا الفوز العظيم الذي حدث حين مخرت تيتانيك وقمم أدقالها تعلو عن سطح البحر061 قدما كأن راياتها تخفق في السماء, وقد أشغلت من سطح البحر288 قدما طولا و29 قدما عرضا, وقد أخبرني أحد بحارتها أنه قضي حتي الساعة أربعة أيام ونصف في السفنية وسمعت منه هذا الوصف, وفيها أسرة من النحاس الأصفر أو الخشب الماهجوني أو خشب السنط مزخرفة زخرف أسرة الملك لويس الخامس عشر, ويتصل بهذه المنازل إيوانات تعرشت علي أعمدتها النباتات والزهور, وفيها المواقد الكهربائية والفخمية للتدفئة, وغذا تجولت فيها وجدت هنا وهناك مطاعم وقهوات وأندية للاجتماع, وكلها مفروشة فرشا يليق بقصور الملوك, وهكذا لم تحتو سفينة حتي الآن ما حتوته تيتانيك, وفيما كانت الباخرة تمخر العباب كان عدد من الفتيان والأحداث يلعبون الألعاب الرياضية في الدار المعدة لها علي يد أساتذة بهذا الفن, وكان إلي جانب من ذلك الملعب سيدة تركب جملا, وهي تتذكر أهرام مصر, وتذكر المشاهدين بها, هذا قليل من كثير من أوصاف تايتانيك التي نكبت بها شركة ستارلاين ونكبت بغرق معها أكرم العائلات الأوروبية والأمريكية, كانت كالعروس التي قضت نحبه يوم الزفاف برحت لأول مرة إلي نيويورك, فلم تصل إليها تري هل الطبيعة تغيظت من تمرد افنسان عليها فراحت تنتقم منها؟( عدد02 ابريل). وفي عدد22 ابريل من نيويورك: يمتدح الركاب بسالة الكولونيل أستور والماجور بط ياور رئيس الجمهورية لمساعدتهما النساء علي النجاة فإن الكولونيل نقل مريضا إلي أحد القوارب, وقال أحد الناجين معظم الرجال الذين نجوا إنتشلوا من الماء بعد غبعاد قوراب النجاة من الباخرة بواسطة الكولونيل جراسي الأمريكي فإنه غاص في الماء مع الباخرة تيتانيك ثم ركب خشبة وأخذ ثلاثين آخرين أخذتهم الباخرة كرباثيا إليها. ومن مظاهر هذه الكارثة أن كثيرا من الأغنياء غرقوا وجميع النساء والأولاد الفقراء إنقذوا, ومات إثنان من أصحاب الملايين, وكاتب روائي موت الأبطال بعد أن وضعوا نسائهم في قوارب النجاة ومات المستر ستروس وقرينته معا, وقد حاولوا فصلها عن زوجها, وإنقاذها وحدها فلم يفلحوا ويروي الانجليز الناجون أن المستر ستيد جاء إلي باب الصالون, فوقف هنهية ثم عاد إلي سريره, وشهد مساعد تلجرافجي الباخرة بشجاعة رئيسه فإنه بقي يشتغل في غرفته بعد دخول الماء بربع ساعة ثم جاءه الربان فقال( إنكم عملتم الواجب عليكم فخلصوا أنفسكم) وقال الكولونيل جراسي إن الخشبة التي ركبها, وعام عليها إمتلأت ركابا, فلم يعودوا يمسحون لأحد بركوبها, وكثيرون من الذين غرقوا صاحوا الوداع ليحرسكم الله, وقال ثلاثة من الفرنسويين من ركاب الدرجة الأولي أنه لولا إيمان الركاب الأعمي بسلامة الباخرة لكانت خسارة النفوس أقل مما هي فإن كثيرين إعتقدوا بأن إنزال القوارب هو للمبالغة في الإحتياط, وأنه لا خطر البتة من البقاء في الباخرة, وأبي البعض ترك الباخرة فلذلك لم تمتلء القوارب كلها, ولما أدرك الركاب أن الباخرة تغرق أنزل بعضهم قاربا, فإزدحم فيه خمسون نفسا, وإمتلأ بالماء, ولكنهم ماتوا بردا الواحد بعد الآخر, فألقوا في الماء, ولم يبق منهم أحياء سوي51 فانتشلتهم الباخرة, وسئل أحدهم أمام لجنة مجلس الشيوخ كيف نجا, فقال كانت النساء تركب أحد القوارب, وأخيرا نادي موظفو الباخرة ليعلموا ما إذا كان قد بقي فيها نساء, فلم يجب أحد, ولما لم يكن علي الظهر ركاب غيري نزلت في القارب!. المزيد من أعمدة صلاح منتصر