لليوم الثانى على التوالى واصل أبناء الثغر إدلاءهم بأصواتهم فى انتخابات برلمان 2015 حيث شهدت عمليات التصويت زيادة ملحوظة فى نسبة الحضور مقارنة باليوم الأول الذى وصلت نسبة الحضور والتصويت فيه إلى أقل من 15% حسب تقديرات خبراء الانتخابات.. مما دعا بعض المرشحين ومندوبيهم ومنسقى القوائم فور انتهاء التصويت فى اليوم الأول لتحركات سريعة وعقد اجتماعات مكثفة لبحث كيفية نزول وتحفيز الناخبين على المشاركة والحضور خاصة أن الصمت الانتخابى يمنع أى وسيلة لتحريك الناخبين ونزولهم من خلال الدعاية ومكبرات الصوت، وقد أشادت منظمات المجتمع المدنى التابعة للانتخابات بالتنظيم وتأمين اللجان وسجلت بعض التجاوزات الفردية التى قام بها قلة من المرشحين وأنصارهم ببعض الدوائر لاترقى إلى تشويه المشهد الانتخابى ، و شهدت الاسكندرية انتشارا للسماسرة وتجار الاصوات الانتخابية الذين تحركوا بكثافة فى كل الدوائر ووصل الصوت من 50 الى 500 جنيه وفى بعض المناطق 800جنيه ، واستغل بعض المرشحين ذلك لجمع أكبر عدد من الأصوات، بينما جاء التزام عدد آخر كبير من المرشحين بقواعد العملية الانتخابية ليؤكدوا إصرارهم على التمسك بالمبادئ ورغبات المواطن السكندرى فى الاختيار ولعل دوائر غرب الاسكندرية بميناء البصل والدخيلة والعامرية من أكثر الدوائر التى شهدت شداً وجذباً ومحاولات شراء أصوات لوجود العديد من المرشحين أصحاب رءوس الأموال بينما شهدت منطقة وسط المدينة نوعاً من الهدوء والإقبال الضعيف خاصة من جانب الشباب، بينما زادت مشاركة المرأة التى تعد مفاجأة الانتخابات فى نسب الحضور والمشاركة. وقد أصدر الدكتور هانى المسيرى محافظ الإسكندرية قرارا يقضى بأن تكون وسائل النقل العام بمختلف أنواعها بالمجان من الفترة الواحدة ظهراً حتى التاسعة مساء لحث المواطنين على المشاركة والادلاء بأصواتهم خاصة الذين يقيمون فى أماكن بعيدة عن لجان التصويت ، كما شدد المسيرى على رؤساء الأحياء والمصالح الحكومية بعدم احتساب نصف يوم إجازة الذى قررته الحكومة للعاملين الذين لا يدلون بأصواتهم، كما نظمت مديرية الشباب والرياضة حملة بالسيارات من مراكز الشباب والأندية لدعوة أبناء الثغر النزول للإدلاء بأصواتهم لاستكمال الاستحقاق الثالث من خريطة الطريق وذلك كان له أثر كبير فى دوائر المنتزه أول وثان والرمل وبعض المناطق بغرب التى شهدت لجانها إقبالاً منذ بدء التصويت صباح أمس. وقد شهدت مختلف دوائر المدينة تحركات بشكل مختلف من المرشحين بدأت بمحاولات حشد الاصوات من خلال أماكن التجمعات ونقلها مباشرة للجان الانتخابية وعدم الاعتماد على حضور المرشح بنفسه حيث تسابق مرشحو دوائر سيدى جابر والرمل والمنتزه فى توفير الميكروباصات لنقل الناخبين والطريف أن بعض المرشحين حدد أماكن لنقل انصاره لدرجة أن البعض اطلق بسخرية على بعض الاماكن «محطة تجمع المرشح فلان» بينما ارتفعت درجة حرارة الانتخابات بالمناطق الريفية خاصة ريف المنتزه والمعمورة وقرى أبيس التابعة لدائرة الرمل ، وكانت المفاجأة اللافتة للنظر وتحدث لأول مرة فى دوائر غرب الإسكندرية خاصة بالعامرية وبرج العرب والدخيلة والهانوفيل والبيطاش وأبويوسف التى تقطنها القبائل العربية ظهور لغة «الرشاوى» الانتخابية التى لجأ إليها عدد من المرشحين بعد أن عجزوا عن جذب الناخبين حتى وصل سعر الصوت إلى 300 جنيه، الأمر الذى جعل العديد من الناخبين يتخذون موقفاً مضاداً ضد المرشحين حتى لو كانوا من أبناء قبيلته بحجة أنهم أدخلوا بدعاً غريبة على نمط قبائلهم التى تتمسك بالمبادئ والأخلاق ، فى حين أدت حالة الفقر فى المناطق العشوائية إلى قبول البعض منهم الرشاوى الانتخابية ، ومن المفاجآت أيضاً أن 27 مرشحاً فى دائرة الدخيلة يتقاربون فى المنافسة وحصد الأصوات نتيجة انتمائهم للقبائل العربية ، كما تشهد الدائرة تنافس أربع سيدات ، والغريب أن مرشحى حزب النور عقدوا صفقات مع بعض المرشحين المستقلين للوقوف معاً ضد مرشحى جبهة حب مصر ومستقبل وطن.