مجانا.. قوافل بيطرية لعلاج مواشي صغار المربين مجانا بسوهاج    خبير اقتصادي: خطط طموحة لرفع الناتج المحلي الإجمالي 70٪ عام 2027    أسعار الحج السياحي والجمعيات الأهلية 2024    "العاصمة الإدارية الجديدة" تستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني ورئيس البرلمان العربي    جامعة جنوب كاليفورنيا تحظر الدخول لغير طلاب السكن الجامعى بسبب المظاهرات    إعلام عبري: مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين في كمين بوسط غزة    للمرة ال22.. الأهلي بطلا لكأس مصر للكرة الطائرة على حساب الزمالك    حدد الأسماء.. سبورت: بايرن يشترط إجراء صفقة تبادلية مع برشلونة لرحيل كيميتش    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لسنوات النقل الثانوي بالمعاهد الأزهرية    "جمعت بين زوجين".. كيف دفعت "حسناء أكتوبر" حياتها ثمنًا لإشباع نزواتها؟    بوسي تتألق بفستان أحمر في أحدث ظهور لها والجمهور يعلق    عمرو أديب: مصر لن تكون بيئة خصبة لوظائف البرمجة دون توافر للإمكانيات    نشرة منتصف الليل| أمطار على هذه المناطق.. وتوجيه لشاغلي العقارات المتعارضة مع القطار الكهربائي السريع    سامي مغاوري يتحدث عن حبه للتمثيل منذ الصغر.. تفاصيل    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    الكشف المبكر عن سرطان الكبد.. أسترازينيكا مصر: فحص 30 مليون مصري بحلول عام 2030    محافظ بني سويف يلتقى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    تريزيجيه يصنع في فوز طرابزون برباعية أمام غازي عنتاب    وظائف خالية ب الهيئة العامة للسلع التموينية (المستندات والشروط)    منة فضالي: اكتشفنا إصابة والدتي بالكانسر «صدفة»    انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    صحة الإسماعيلية تنظم قافلة طبية مجانية ضمن مبادرة حياة كريمة    محافظ الدقهلية: دعمي الكامل والمستمر لنادي المنصورة وفريقه حتي يعود إلي المنافسة في الدوري    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي بمحافظة الأقصر    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    فيلم «شقو» ل عمرو يوسف يتجاوز ال57 مليون جنيه في 19 يوما    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    تأجيل إعادة إجراءات محاكمه 3 متهمين بفض اعتصام النهضة    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    وزير الصحة يشهد الاحتفال بمرور عامين على إطلاق مبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات إغاثية جوية على شمال قطاع غزة بمشاركة دولية    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو في حالة اضطراب كامل وليس لديها رؤية    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    بصلي بالفاتحة وقل هو الله أحد فهل تقبل صلاتي؟..الإفتاء ترد    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    البوصلة    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    موعد مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة في إياب نصف نهائي الكونفدرالية    حسام غالي: «شرف لي أن أكون رئيسًا الأهلي يوما ما وأتمناها»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: نحن فى منطقة بتقرر كل ما فيها خارج حدودها
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 10 - 2015

فى سلسلة جديدة من حوارات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الممتدة «مصر أين وإلى أين؟» مع الاعلامية «لميس الحديدى» على شاشة سى بى سى يحاول الكاتب الكبير إماطة اللثام عن المجريات التى تدور أحداثها فى المنطقة، وفى مصر على الصعيدين المحلى والاقليمى وعقدهما المتشابكة مع التحركات الدولية فى حلقتين بعنوان «ماذا بعد ؟»، حيث تقبل مصر على انتخابات برلمانية وحول مستقبل الوطن ومستقبل المنطقة التى لا يتجزأ مستقلبنا عنها.
ويحاول الاستاذ الابحار فى خضم الاحداث الدائرة، ومحاولة استقراء اتجاهات المستقبل وما الذى يجب على مصر أن تقوم به ....
إلى نص الحوار :
فى سلسلة جديدة من حوارات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الممتدة «مصر أين وإلى أين؟» مع الاعلامية «لميس الحديدى» على شاشة سى بى سى يحاول الكاتب الكبير إماطة اللثام عن المجريات التى تدور أحداثها فى المنطقة، وفى مصر على الصعيدين المحلى والاقليمى وعقدهما المتشابكة مع التحركات الدولية فى حلقتين بعنوان «ماذا بعد ؟»، حيث تقبل مصر على انتخابات برلمانية وحول مستقبل الوطن ومستقبل المنطقة التى لا يتجزأ مستقلبنا عنها.
ويحاول الاستاذ الابحار فى خضم الاحداث الدائرة، ومحاولة استقراء اتجاهات المستقبل وما الذى يجب على مصر أن تقوم به ....
إلى نص الحوار :

كنت سعيدة أننى شاركت فى الاحتفال بعيد ميلادك واسمح لى أن أطرح عليك بعض التساؤلات فى عيد ميلادك حول بعض الجمل التى أثارت كثيرا من الجدل فى حديثك على هامش زيارتنا لك فى عيد ميلادك ؟
مع الاسف الشديد ما أقوله دائماً مايثير الجدل ليس ذلك فقط بل وخناقات لا تتوقف وأنا أتقبلها، بعضها يتجاوز، والبعض يكون نقدا مقبولا لكن علينا أن نعرف أنه فى أوقات معينة من عمر الشعوب العواطف تجنح كثيراً والاعصاب لا تكون متسقة وأنا اقبل هذا .
دعنى أبدأ بعبارة قلتها أن الرئيس السيسى مصدوم بما لاقاه من مشكلات وهى جملة أثارت مزيدا من الاهتمام والجدل حيث لماذا يكون الرئيس مصدوما، وهو كان فى مواقع سلطة متنقلة فقد كان وزيراً للدفاع ورئيساً للمخابرات لفترة معينة وعضو المجلس العسكرى الحاكم للبلاد فى فترة معينة، فكيف يكون مصدوماً ؟
أريد أن اقول شيئاً ثمة فارق كبير بين أن يكون موجوداً بعموم مديراً للمخابرات ووزيرا وغيره إلى آخره، لكن هناك نقاط تركيز معينة بحكم الوظيفة يتم التركيز عليها لكن عندما يكون رئيساً للدولة صحيح أنه رأى فى مواقعه المختلفة مشكلات مختلفة، لكن عندما يكون رئيساً فإنه يرى المشكلات بكاملها والمشكلات الاقليمية المرتبطة بالدولية فحجم التناقضات الموجودة داخل مصر وحجم التناقضات الموجودة فى العالم العربي، وحجم التعقيدات الموجودة على الصعيد الدولى أننى أعتقد أنها تحتاج فى محاولة الفهم تحتاج إلى جهد خارق وأنا أتصور انه رأى جزءا من الصورة لكن عندما رآها بشكلها الكامل فى هذا الوقت رأيته وأنا أظن أنه استهول مارأي، وأظن هذا إنسانيا جداً، وكان من المفترض أن يعطى فترة سماح طويلة جداً أو طويلة على اية حال وعندما كان مديراً للمخابرات كان يرى جزءا من الاختصاص مثل مراقبة الاخوان من جهة، ومن جهة أخرى على سبيل المثال نظر محاولات الاختراق الخارجي، لكن هناك اختصاصا محددا لكن رئاسة الدولة يكون كله شاملا وعندما يرى الاوضاع الداخلية وعلى نطاق الاقليم وربطها بالنطاق الدولى بحقيقى يكون مصدوما وهذا إنسانى جداً .
قلت إن مصر تائهة: داخليا أم خارجيا؟
من لايصاب بتوهان فى هذا العصر فإن هذا من باب البلادة لأن العصر يفاجئك أو يطرح عليك اشياء غير طبيعية والعصر يفاجئ أن التكنولوجيا لم تكن تسمح لاثيوبيا فى أى وقت من الاوقات بالتعرض لمساقط المياه من الهضبة الحبشية الآن التكنولوجيا تسمح بهذا وهذا الان خطر وجودى لم يكن موجوداً فى عهد صدقى لكن فى عهد عبد الناصر كان موجود الاحتمال فالتكنولوجيا كانت تعطيك طمأنينة بشكل مختلف لكن الوضع الآن أختلف وعليك أن تحلى مع اثيوبيا لكن بشكل مختلف.
سنعود لإثيوبيا لكن هل هناك عجز فى الوصول إلى وسائل جديدة فى حل المشكلات ؟
كل وسيلة قديمة أو جديدة لها تكلفة ..السؤال هل بوسعك تحمل التكلفة ومن أهم التكاليف هو اقناع الناس ولو فرضنا أن الرئيس السيسى لديه شعبية كافية لدى الناس ومثلاً عبد الناصر كان لديه عند الناس رصيد يكفى لاقناعهم مثلاً بالاشتراكية وخطر إسرائيل لكن السيسى الآن أمام وضع مختلف وضع عبد الناصر كان مختلفاً حيث كان زمانه يسمح بظهور قيادات متخطية للحدود فذاك الزمن به نهرو وتيتو وتشرشل وديجول والان الزمن به حدود وله تخوم وعليه قيود وليس بوسعنا القيام بهذا الآن وأنا مستعد أن اقول ان معركة السد العالى كانت موجودة الان لم يكن ممكناً لآن القيود الموجودة حالياً أكبر بكثير من المتوقع اليوم على سبيل المثال النظام المالى فى العالم دخل فى طور جديد نظام العلاقات بين القوى الكبرى أختلف فى الماضى أستغللنا التناقض بين السوفيت والولايات المتحدة الأمريكية اليوم يتحدثون فى كل شيء وفى كل الامور ويتعرضون للسلبيات ويعترفون ان ثمة منطقة لايحق لأحدهم الدخول فيها .
لكن من الواضح أن الصراع وأنت تقول انهم متفقون لكن يبدو الآن أنهم متصارعون على مقادير المنطقة ؟
تعال أنظرى الان ألى المشهد فارق بين أن يكونوا متصارعين عليكى لكن خلف المشاكل التى لديك فالصراع فى سوريا هناك أطراف متداخلة لكن خلف أطراف محلية فى الأوضاع السابقة الاطراف الكبرى تحاول أن تفرض ارادتها بشكل أو بآخر دون مراعاة لاى شيء لكن الان يمكن أن تفرض هذا خارج الحدود ونحن فى منطقة يتقرر كل مافيها خارج حدودها وينعكس على حدودها لكن العالم لم يكن متداخلاً بهذا الشكل مثلاً الجزيرة تؤثر الان ليس فى قطر فقط والعالم أختلف ويمكن لقوى جديدة أن تنشأ مستخدمة وسائل جديدة بأكثر من قوة الدولة المستخدمة .
قلت إن مشكلة هذه المنطقة أن مصائرها تقرر خارج حدودها وأظن أن المشكلة الكبرى فى المنطقة دول عديدة لكن مقدمتها الآن سوريا فهى الصراع الأكبر فى المنطقة وكأن العالم يتصارع على هذه البقعة الصغيرة ؟
لا أريد ان اقول أن الصراع بإستمرار ظل موجوداًعلى سوريا طول الوقت والصراع الدولى وأتذكر جون فوستر وزير خارجية الولايات المتحدة قال لى إن سوريا اشبه بحاملة طائرات كبيرة تقف على الشاطئ الآسيوى القريب من آسيا وأوروبا وسوريا كانت موجودة فى التاريخ فى كافة المراحل فقد كانت نقطة الصراع بين الغرب والدولة العثمانية وكانت ايضاً موجودة فى الخلاف بين حلف بغداد ومايمثله عبد الناصر سوريا الآن موجودة فى ضوء الخلاف بين ماتتصوره السعودية مثلاً وغيرها وبسبب الموقع فهى نهاية الامتداد الساحلى بعد الجبال القادم بكل اسيا خلفه من أول الصين وحتى العراق كله يتجه بحراً وتذكرى أن البحر هو المجرى الذى تلتقى فيه الانهار هذا صحيح فهى قوة تتقابل وتتحارب بحراً .
كيف ترى الضربات الروسية الان فى سوريا وليس لدينا معركة فقط بالطائرات لكن لدينا معركة بالقاذفات التى تطلق ؟
صحيح روسيا طرف فى المعركة الآن وليس فقط تشارك فبوتين جاء بعد يلتسين جوربتشوف وجد قوة لا يستهان بها وهى قوة لديها على الاقل السلاح النووى ووجد بلدا لديها موارد بلا حدود وهى طرف فى سباق السيطرة على الاقل وهى ذليلة مهانة وتنهب وبعضنا لايتصور أنه فى عهد يلتسين كان هناك 10.000 مصنع فكوا من الاتحاد السوفيتى ونقلوا ألى أوروبا الغربية وغيرها وهى بلد فتحت وهناك شخص وهو بوتين يرغب فى رد كرامة بلد وتحركه هو لاثبات أنه طرف فاعل فيريد اثبات هذا للغرب والولايات المتحدة وأن ينتهز فرصة تراجع فى القوة الامريكية ورغم أنه يبحث عن نقاط الضعف فأمريكا مشدودة على الاخر فهناك لحظة ضعف فى اوروبا وأمريكا ولحظة فراغ فى أسيا والوطن العربى فقط يريد اثبات قوته تجاه العالم الخارجى ومايقوم به الان فى سوريا ليس فقط لطرف الصراع فى سوريا لكن لاثبات للعالم الخارجى أن روسيا فى هذا العصر وهذا الوقت تستطيع وانها على قدم مساواة اذا كانت تستطيع الولايات المتحدة أن تتدخل فهو أيضاً يستطيع .
أهمية المنطقة بدأت تتناقص مع تغير قضية البترول والطاقة البديلة ولم يعد البترول كما قلت القضية الاولى لكن لماذا يتصارع العالم على سوريا هل السبب الرئيسى هو قضية داعش أم نفوذ فى المنطقة ؟
سوريا باستمرار موضع صراع فى العالم العربى ومحمد على ودولة الخلافة وإبراهيم باشا فى وجود محمد على الصراع كان فى سوريا حيث زحفا الى تركيا وسوريا هى نهاية الامتداد الاسيوى الذاهب ألى البحر من عمق آسيا وهى الأقرب فى الشرق الاوسط لجنوب أوروبا ومتصلة عضوياً بالوطن العربى وهى بؤرة الفوران باستمرار وعندما اراد محمد على أن يضايق دولة الخلافة عمل فى سوريا ,اى حلف أو قوة تريد أن لاتضم سوريا فى عضويتها فسوف يضغط عليها ألى مالانهاية له سوريا هى بؤرة الفوران تذكرى أن الوحدة مثلاً بسبب أن سوريا أن طبيعتها هى العالم العربى المهاجر نحو البحر وهو العالم العربى الفوار فهى باستمرار موضع انطلاق دعوات التغيير فى العالم العربى فهى قلقلة بالطبيعة كل البر يضغط عليها وكل مافى البحر يهددها كلها مكشوفة عبر شاطئ مطل شرق البحر المتوسط فهى شاطئ مهم جداً ومايحدث التوتر دوماً هو أهمية سوريا بالنسبة لمصر واهميتها بالنسبة للعراق وبالنسبة لشبه الجزيرة العربية فهى منفذ العراق وشبه الجزيرة للبحر وهى زاوية البحر الابيض بالنسبة للقاهرة ودمشق وموقعها يجعلها بؤرة الصراع والمنافسة فى المنطقة من يستولى على سوريا ويصل ألى قلبها فى أى مرحلة من مراحل التاريخ يكون دوره أكبر فى المنطقة .
داعش فى هذه المنطقة هل ستتوسع هل ستقضى عليها روسيا أم ماذا ؟
أما أن داعش بلا مستقبل فهذا صحيح لكن الذى يجعل إستمرار الجماعات الارهابية يكون لها قيمة وتضرب هو الفراغ والذى حصل أن العالم العربى تفككت اواصره وظهر به ثغرات فى العراق وسوريا وكذلك خروج القضية المركبة وهى فلسطين فقد كانت هذه القضية بميزة أنها تقوم بدور موحد تعطيه وحدة هدف فعندما خرجت وهى تناقض رئيسى مع طرف أخر تخرج جميع التناقضات المختلفة فالعراق مثلاً لديه مصلحة فى سوريا فليس مطلاً على الشواطيء ألا من خلال جزء صغير على الخليج العربى وايران ايضاً أكثر شيء نراه فى ايران وتدخلها فى سوريا فكل دولة برية تريد مطلاً على البحر وخاصة الابيض أذا استطاعت سواء بشكل مباشر أو بالوساطة وتذكرى أن أنتشار الشيعة تحرك من مصر من خلال االفاطميين ألى الشام بعضهم إلى جبل الدروز ثم أن الشاه اسماعيل فى القرن السابع عشر ويريد ان يجعل ايران تتمايز على عدوه عن الامبرارطورية التركية السنية فأرسل ألى اساتذة من جبال لبنان لنشر المذهب الشيعى فى ايران تذكرى أن المذهب الشيعى فى ايران أنتشر من جبل عامل كان هناك قلعة شيعية تركها التطور التاريخى فى قلب سوريا الكبرى .
هل هناك مكان لبشار الأسد فى المستقبل السورى ؟
ليس له مستقبل أنا أعتقد أن الوضع فى سوريا الآن لايظهر أن المعارضة الموجودة لها مستقبل ولا بشار له مستقبل
ماهو الحل ؟
هذا هو المأزق الذى يواجه مصر بالدرجة الأولى .
لماذا يواجه مصر يا استاذ .؟
تعالى نرى أن مصر فى حد ذاتها لايمكن أن يكون لها نفوذ وقيمة ويتأتى من الانتشار حتى بالمنطق المادى البحت والبعيد عن الابعاد الثقافية وعن التاريخ هذه الزواية على البحر الابيض الزاوية الشرقية وهى سوريا التاريخية بما فيها فلسطين موصولة وصلا يكاد يكون ماديا بمصر عند حدود فلسطين فسوريا بالنسبة لنا قضية رئيسية وما يجرى فيها يؤثر عليك وعلى دفاعك عن نفسك فإن كان الخطر الآن هو اسرائيل فوجود سوريا الآن فى الصد والوقوف ضرورى جداً لانها زاوية .
الموقف المصرى بهذا الشأن لايكاد يكون واضحاً فتصريحات وزير الخارجية يكاد يبدو أنها مؤيدة للضربات الروسية والرئيس السيسى قال إن مصير بشار الاسد يمكن تدبيره مع المعارضة والموقف المصرى هنا مغاير تماماً لدول الخليج ؟
هذا صحيح أريد أن اقول أن المعنى هنا أكثر من اى أحد بالوضع فى سوريا هو مصر فهذه الزاوية بها عاصمتان مؤثرتين دمشق على البحر المتوسط والقاهرة هنا وهذا مثلث مهم وكلام السيسى أن سوريا مهمة جداً لمصر هو نفسه ماقاله عبد الناصر من قبل .وجودنا فى المشرق حتى فى علاقاتك مع أيران تذكرى أنه بعد الحرب العالمية الثانية ان كل المستنيرين ونحن عندما وقعنا ميثاق انشاء الجامعة العربية نحن أمام عالم جديد يكفى لدولة واحدة أن تدافع عن نفسها لكن لابد أن يكون هناك تكتل يواجه نفس المصير .
ماذا عن ايران وهناك انتقاد موجه لك لدفاعك عن ايران بشراسة ؟
أنا أدافع عن علاقات مصرية ايرانية بشراسة ليس بشراسة لكن بأسباب منطقية ومستعد اقول لكى هذه الاسباب
لماذا تدافع عن إيران ؟
سأعطيك نموذجا من تاريخنا الحديث تذكرى أن هناك ثلاثة بلدان قوية وهى تركيا ومصر وايران ارجوكى اتركى اى شيء وعودى إلى محاضر مجلس البلاط الملكى المصرى واسمعى بعض أعضائه كيف يتحدثون الملك فاروق زوج أخته فوزية لابن شاه ايران رغم معارضة الملكة نازلى حيث وافقت فى البداية ولما عرفت أن والده كان قائد أسطبل ملكى فى السابق عارضت ذلك وعندما اقنعوها قالوا لها تركيا بيننا وبينهم زواج ونسب لكن ايران بالنسبة لنا مستعصية ونريد هذه العلاقات ومن عقد الزواج بين الاميرة فوزية وبين محمد بهلوى وهو الشيخ المراغى وهو شيخ الازهر مختلف عن الآخرين وبالتالى العلاقات بين ثلاثى طهران والقاهرة وتركيا شيء مهم ورئيسى فى المنطقة طول الوقت وأريد أن أذكرك أن هناك اسرة عريقة زوجت أبنتها لاحدهم ليس إلا لمصلحة دولة وعلى ماهر وعيب نتحدث فى بعض الاحيان دون دراية بالتاريخ، على ماهر تحدث عن ضرورة هذا الزواج أن الملك فاروق لديه أربع أخوات بنات واستطاع على طريقة توسعة المملكة عبر اسرة النوم أكثر من الحروب .
تقصد بالزواج طبعاً ؟
بالفعل أقصد هذا بالزواج لكن من عقد العقد الشيخ المراغى وهذه دلالة أليس غريباً أن يكون السابقون أكثر استنارة مما نفعله الآن ؟ أريد أن اقول نحتاج لاطارين حول مصر الاول العربى وسهل الوصول إليه بوحدة التاريخ واللغة والثقافة والاطار الثانى وهو الاوسع يحتاج لوسائل أخرى وهذا الاطار به ثلاث دول رئيسية مثل إيران وتركيا واثيوبيا .
لكن ايران لديها مطامع توسعية ورغبة فى تصدير الثورة الإسلامية ؟
لايوجد شيء أسمه تصدير الثورة الاسلامية فالثورات عندما تقوم ودعى فى أعتبارك دائماً أن المنطقة كان بها مد اسلامى بشكل أو بآخر خومينى جاء وكان لديه نداء معين .
كان بداية المد الاسلامى فى المنطقة؟
الاسلام الشيعى ليس به غلط هذا اختلاف مذاهب وليس عيباً أنا أتحدث عن رسالة الاسلام الواحدة الموجهة للبشرية كافة .
لكن خومينى كان بداية الاسلام السياسى ومن قبله الإخوان ؟
الاسر المالكة لا الكاجار مع العثمانيين وهذه كانت القوى الطبيعية فى المنطقة وبينهم صراعات طبيعية وحرب طبيعية لابد أن نعرف أن دول الجوار بجوارك شيء فى منتهى الاهمية فتركيا وايران هما سقف الوطن العربى لماذا حدث أن مصر المستقلة قلة مجموعة 36 او بداية الاستقلال أول مافكروا به تعزيز موقف مصر بالوحدة العربية ودول الجوار وحجة نور السعيد كانت كلها فى حلف بغداد حيث كان الشاه طرفا أساسيا فيه فأنت تتحدثين عن ايران موجودة في قلب الوطن العربى ولابد من العلاقة الجيدة بها وأنا لاأدافع عن إيران ولكن لدى صحيح بعض الضعف اساسى فى حياتى .
ماهو موقف مصر وكيف تتعامل مع ايران موقف حساس جداً فأى تعامل مع أيران يزعج الحلفاء فى الخليج ؟
نحن فى عالم يتطور نحن نتحدث عن إيران وهى دولة مثل مصر بالضبط خلفها 7000 سنة أتمنى أن السياسة بالنسبة لنا لاتطغى على حقائق التاريخ فإيران وتركيا والحبشة دول جوار لابد أن تكون سقف وبطن العالم العربي.
كيف يكون لنا علاقات مع تركيا وهى لها موقف معاد من النظام الحالى وتحتضن الإخوان المسلمين ؟
انا موافق هناك فارق بين ان تحاربى بلاد وان تتناقضى مع بلد وتعالجى الامر وأنا لست معجبا بأداء أردوغان فهو قد يسقط فى اى انتخابات لكن الشعب التركى باق ولن يبلعه البحر أو يختفى .
لكن كيف التصرف السياسى المصرى؟
النظام السياسى المصرى الحالى جاء بمواريث وبعضها سييء وحان الوقت لتصفية بعضها الآن مثلا ًإيران ولمصلحة دول الخليج ان يكون هناك طرف عربى قادر على أن يتحدث فى إيران وطهران قادرة على التحدث معه وهو طرف قادر لكن الدخول فى عداء سياسات دول الخليج مرهونة بأمور كثيرة وأنا متفهم ظروفهم فالولايات المتحدة بالنسبة لهم مهمة جداً وأنا افهم هذا ولكن هذا لايدعونى ولايدعو دول الخليج أكثر ايضاً والسعودية بالتحديد ينبغى أن تعى ان تتعايش مع ايران .
ماذا عن اثيوبيا وقدمنا لها السبت والاحد وكل مانستطيع فعله ؟
اثيوبيا تحت اى ظرف من الظروف لايمكن أن نتصارع معها فماء النيل انتى تعيشين منها فالرئيس عبد الناصر التقديم والامبراطور قمة التقليدية لم يسمح أن يكون هناك تناقض بين مصر والحبشة نحن من نقلنا منظمة الوحدة الافريقية لهناك أرضاء لهليلاسى فما كان مستحيلاً بالامس أن نمنع اليوم الوسائل تقدمت اصبح بوسع إثيوبيا ان تفعل ذلك الآن .
لكن المنطق نفس منطق إيران فقد بدأت بالمعاداة ؟
لقد بدأتى ايضاً بالعداء .
كيف من بدأ هم بدأوا بناء السد ؟
نحن ضحكنا على أنفسنا كثيراً
أنت تنخرط كثيراً فى التاريخ وانا اقدر هذا؟
أريدك أن تفسر لى كيف انخرطنا فى مقاومة الشيوعية فى افريقيا ولما ينخرط فى ذلك عمر سليمان وغيره .
فهل يكون الرد بناء سد يؤثر على المياه ؟
دون انفعال مصالح الدول لابد أن تدار بفهم لمصالح المشتركة، علاقاتنا كانت جيدة حتى بين هيلاسى وعبدالناصر لانملك أن نختلف معها خاصة في ظل وسائلها المتاحة الآن للتأثير على حصتنا فى المياه ساقول لكى شيئاً منذ خمس سنوات أو ست تقريباً كنت فى فندق الهسلر فى روما العاصمة الايطالية وفى المصعد قابلنى رجل أفريقى قال لى أنت هيكل ؟ قلت نعم قال نحن هنا مع وفد يضم زيناوى فقلت له نعم شعرت أنت من حراسة فى الطابق الأسفل لكن لم أعرف من هو ؟ المهم جاءنى فى الظهيرة وقال لى هل لديك مانع من مقابلته قلت له بالعكس أريد مقابلته وللاسف نحن دافعنا بأسلوب خاطئ عن مصالحنا فى افريقيا ولا أريد أن اقول أننا تصرفنا فى إفريقيا عندما دخلنا مع مدير مخابرات فرنسا الحرب الشيوعية أحنا مالنا ؟
الآن هذا نظام وهذا نظام مبارك الذى سقط بإنقلاب الشعب ثم جاء نظام مرسى وأنقلب عليه الشعب بعد الحوار الوطنى الآن هناك سد كيف نتعامل ؟
الحل هو التفاوض فكمية الامطار التى تسقط تكفى كافة الأطراف ويجب أن تكون محط تعاون .
نحن نحاول الان ؟نحن ندور فى دوائر مغلقة؟
للاسف أنت تركت هذا الامر لفترة طويلة لموظفى الرى والاشغال وهذا أمر يعالج بالسياسة
كيف بالسياسة ؟
الرئيس ذهب نحتاج وهى هذه الوسيلة لابد ان نتحدث عن المصالح المشتركة وليس الاعتراض وقد تفاهمنا مع الجميع وقت السد العالى تذكرى أن هذا النهر مصدرك الوحيد للحياة ليس لدينا أمطار ويقتضى الامر الحفاظ عليه وهو يقتضى أن تعمل الدبلوماسية فأنتى نهاية دول المصب والجميع بإمكانه أن يضغط عليك وهنا دور الدبلوماسية النشيطة وبأكثر من الزيارة وأنا مستعد لان ندعو لهيئة عليا لموارد النيل وقد حاولنا فى مرة اغتيال زيناوى ثلاث مرات وهو قال لى ذلك وقال واحدة منها متأكد أنها صحيحة نحن تصرفنا بعدم مسئولية وكما أننا قوة كبرى وهذا ليس حقيقيا .
ليبيا ويبدو أن الغرب يغض الطرف عنها رغم أنها دولة مصدرة للارهاب لمصر وتونس ؟
أليس من الاولى أن تهتمى بها فالغرب ضر بليبيا وكسر النظام الموجود ويستحق أن يذهب وتركت الامور للارهاب والفوضى ماذا نفعل
ماذا نفعل ؟
لايمكن التورط فى هذا الخضم ونحن نفعل هذا وعلينا أن نتصل بكافة الاطراف المؤثرة فى ليبيا بالسياسة
كلما دعونا لهذا قالوا لنا فى المغرب والجزائر الحوار الوطنى وغيره ؟
انتظرى أنا اتصور أن ليبيا تستحق والسودان ايضاً والى حد ما الصومال واثيوبيا تستحق أن يخصص ناس تعمل عليها فليبيا لايجب أن ندخل مع جماعة ضد جماعة وهذا حقيقى ولابد ان اسلم بهذا كيف يمكن جمع الفصائل المتعارضة وان نصنع نوعا من التوافق وتأكيد نوع من القدرة على حماية حدودك من هنا ورغم انها حدود كبيرة يجب أن تكونى موجودة فى السياسة الليبية وبطريقة منظمة ومستمرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.