خطأ واحد بين المقاتلات الروسية والأمريكية التى تحلق بكثافة الآن فى سماء سوريا كفيل بإيجاد وضع كارثى على المنطقة والعالم . فلأول مرة تشن طائرات روسيا أولى غاراتها الجوية ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابى فى مدن حمص وحماة واللاذقية الأربعاء الماضى دون تنسيق أو توافق مع قوات التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة التى تقوم بعمليات مماثلة منذ أكثر من عام مضى على نفس التنظيم .. ولكن لأسباب مختلفة وأساليب متناقضة وأهداف متعارضة !! فروسيا شنت غاراتها كما أعلن رئيسها فلاديمير بوتين بناءً على طلب من السلطة الشرعية الوحيدة فى سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد الذى يحظى بدعمها وتأييدها .. وهى تفعل ذلك حتى لا يأتى الإرهاب إلى بلادها ..أما أمريكا وحلفاؤها - التى وجهت أولى ضرباتها ضد داعش فى التاسع من سبتمبر العام الماضى - فقامت بغاراتها دون طلب أو موافقة دمشق ,ودون إخطار أو تنسيق مع القيادة السورية ,بل كان - ولا يزال - هدفها المعلن هو إسقاط الأسد ودعم المعارضة وتغيير النظام !! ولذلك لم يكن غريبا أن تعبر واشنطن عن امتعاضها من تحركات الغريم الروسى ,وأن تعرب لحلفائها فى الناتو عن شعورها بالقلق إزاء اتساع نشاطه العسكرى لدعم الأسد ,وأن تؤكد أن الضربات الروسية لن تغير شيئا فى مهمات قوات التحالف وأنها لن تعدل خططها لإفساح المجال أمام الداخلين الجدد على ساحة المعركة..بل لقد اتهموا روسيا باستهداف المعارضين الذين تدعمهم المخابرات الأمريكية وحذر رئيسها باراك أوباما من أن الحملة العسكرية الروسية لدعم الأسد ستؤدى إلى «كارثة مؤكدة»!! الوضع إذن شائك يزداد تأزما وتعقيدا .. والثمن باهظ يدفعه السوريون من أرواحهم وممتلكاتهم وسيادة أراضيهم .. والعرب عاجزون يجلسون فى مقاعد المشاهدين بعد أن أختفى حماسهم وحديثهم عن القوة العربية المشتركة فى ظروف غامضة .. وزعماء العالم منقسمون يحسبون مكاسبهم وخسائرهم إذا تدهورت الأوضاع .. إنها مقدمات منطقية لحرب عالمية ندعو الله ألا تقع وأن ينجينا من شرورها وويلاتها . لمزيد من مقالات مسعود الحناوي