فى محاولة لتفادى اشتباك «كارثى» أو تصادم جوى بين المقاتلات الروسية والأمريكية فى سماء سوريا المزدحمة، أجرى مسئولون من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» محادثات مع مسئولين عسكريين روس أمس الأول. وأعلن بيتر كوك المتحدث باسم «البنتاجون» أن مسئولين عسكريين أمريكيين تباحثوا مع نظرائهم الروس لمدة ساعة، فى اتصال عبر الدائرة المغلقة اتسم بأجواء «ودية ومهنية» وقال إن المباحثات شملت مسائل مثل الترددات التى يجب أن يستخدمها الطيارون فى حالات الطورائ واللغة التى يجب التواصل من خلالها بين مختلف الطواقم الجوية، وأضاف: كنا واضحين جدا أن الحد الأدنى من الأولوية يجب أن يكون ضمان سلامة عمليات الطواقم الجوية فوق سوريا. وقال مسئول فى «البنتاجون»، إن المجال الجوى محدود فوق سوريا وهناك العديد من (المقاتلين) علينا القضاء عليهم، موضحا أن تفادى التصادم مهم لأنه يقلص من المخاطر الناجمة عن الاحتكاك غير المقصود، والوجود فى المجال الجوى فى الوقت نفسه. وفى السياق ذاته، صرح الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم العمليات العسكرية الأمريكية ضد «داعش» فى العراق بأن القوات الأمريكية لم تعدل خططها فى سوريا لإفساح المجال أمام الداخلين الجدد على ساحة المعركة، مشيرا إلى أن هناك تعليمات واضحة لطيارى الائتلاف حول كيفية التصرف فى حال وجودهم فى المجال الجوى نفسه مع طيارين روس، وأضاف أنه يتوقع أن يتبع الطيارون الروس أو غيرهم الإجراءات نفسها. وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية لتضييق هوة الخلاف بين واشنطن وموسكو بشأن الأزمة السورية، استقبل الرئيس الفرنسى فرانسوا اولاند نظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى قصر الإليزيه، حيث بحثا تطورات الأوضاع فى سوريا، وعقب اللقاء القصير التقى بوتين المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بحثا عن مخرج للأزمة. ومع دخول عملياتها فى سوريا يومها الثالث، ركزت المقاتلات الروسية أمس ضرباتها على مواقع للمسلحين فى ريف إدلب وحماة، وذلك إلى جانب تجمعات لتنظيم داعش فى الرقة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلاتها نفذت 18 طلعة جوية ضد 12 موقعا ل «الإرهابيين» فى كل من الرقة وحماة وإدلب وحلب، وأوضحت الوزارة أن مقاتلات «سوخوى-34» دمرت مركز قيادة ومعسكر تدريب ل «داعش» قرب الرقة، ومركز قيادة ومعسكرا له فى حماة، إلى جانب تدمير مخابئ تحت الأرض، ومخازن أسلحة ووقود، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 من عناصر «داعش» بحسب ناشطين سوريين.
