1 - بعد مرور 43 عاما على حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 يظل الحديث عنها واجبا على كل من عاصروها وشاركوا فى بعض وقائعها مثلما هو حق لأجيال جديدة متعاقبة ينبغى أن تعرف تفاصيل هذه الملحمة البطولية بوقائعها المشرفة وقادتها العظام لأن حرب أكتوبر لم تكن مجرد صدام عسكرى انتصرنا فيه وإنما كان عبورا بمصر وأمتها العربية من ضفة اليأس والإحباط إلى ضفة الأمل والرجاء. يظل الحديث واجبا علينا وحقا لأبنائنا وأحفادنا الذين ينبغى أن يعرفوا كيف أن هذه الحرب المجيدة كانت الباب الرئيسى لاستعادة الأمة العربية ثقتها بنفسها بعد صدمة الهزيمة المؤلمة فى 5 يونيو 1967 التى شحنت إسرائيل بالصلف وغرور القوة وصنعت من الدولة العبرية أسطورة يصعب من خلالها التفرقة بين الحقائق والأوهام. وصحيح أن الحرب الشاملة بدأت ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 لكن التحضير لها شهد عديدا من المعارك والمواجهات الشرسة منها على سبيل المثال معركة رأس العش فى يوليو 1967 ثم معركة إغراق «إيلات» شمال شرق بورسعيد فى أكتوبر عام 1967 قبل الدخول الصريح فى حرب الاستنزاف عامى 1969 و 1970 والتى بلغت ذروتها بأسبوع تساقط الطائرات الإسرائيلية من طراز «فانتوم» فى نهاية شهر يونيو 1970 مما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل السياسى والعمل على سرية إنجاز وقف إطلاق النار فى 8 أغسطس 1970 طبقا لترتيبات مبادرة وزير الخارجية الأمريكى وليام روجرز والتى استطاعت مصر استثمارها استثمارا تكتيكيا واستراتيجيا فريدا باستكمال بناء حائط صواريخ الدفاع الجوى وتحريكه إلى قرب حافة قناة السويس قبل بدء تنفيذ وقف إطلاق النار وفى إشارة إلى أن مصر قد أصبحت قادرة على تنفيذ العبور الواسع لقناة السويس تحت حماية حائط الصواريخ عندما يصدر القرار السياسى بذلك... وهو ما حدث بالفعل ظهر الأحد أول أكتوبر 1973 الموافق 5 رمضان عندما وقع الرئيس السادات التوجيه الاستراتيجى وأمر القتال وسلمه للمشير أحمد إسماعيل على القائد العام للقوات المسلحة... وغدا نواصل الحديث.. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله