بعد عودتي من الأسر فوجئت بل أذهلني حجم الخسائر التي وقعت في صفوفنا ومع ذلك لم تعلن حتي الان الارقام الحقيقية لخسائرنا, أنا حائر وحيرتي بالغة كيف حدث هذا لجيشنا الذي لايقهر,صاحب اليد الطولي والتجربة العريضة. كيف وجدنا انفسنا في هذا الموقف المخجل, اين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم؟ هكذا تحدث العقيد عساف ياجوري قائد كتيبة النسق الاول في اللواء190 المدرع الاسرائيلي عن معركة الفردان, والتي قادها الفريق حسن أبوسعدة قائد الفرقة الثانية مشاة ميكانيكي خلال حرب أكتوبر, والذي تحل اليوم ذكري الاربعين لوفاته. بطولات أبوسعدة ومعركة الفردان روي قصتها ايضا المشير محمد عبدالغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر في مذكراته. واندفعت الدبابات الاسرائيلية لاختراق مواقع ابو سعدة في اتجاه كوبري الفردان بغرض الوصول الي خط القناة, وكلما تقدمت الدبابات زاد امل الجنرال ادان قائد القوات الاسرائيلية علي جبهة سيناء في النجاح حتي فوجئت قوات العدو بانها وجدت نفسها داخل ارض القتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في وقت واحد, تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة وكانت المفاجأة الاقوي ان دبابات العدو كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية. جانب أخر لمعركة الفردان يرويه اللواء جمال حماد, فيقول في كتابه المعارك الحربية علي الجهة المصرية كان قرار قائد الفرقة الثانية اسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب القوات المدرعة الي ارض القتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الامامي والتقدم حتي مسافة3 كيلو مترات من القناة وكان قرار حسن ابو سعدة خطيرا وعلي مسئوليته الشخصية ولكن المفاجآت فيه كانت مذهلة مما ساعد علي النجاح, وبمجرد دخول دبابات العدو ارض القتال انهمرت عليهم النيران من كل الاسلحة باوامر من أبو سعدة مما حول ارض القتال الي نوع من الجحيم, وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء علي8 دبابات سليمة وآسر العقيد غساف ياجوري.