أكد الشيخ عينى السنانى، رئيس المجلس الإسلامى ونائب مفتى كوسوفا، أن الأمة الإسلامية كبيرة وعظيمة، بغض النظر عن المشكلات التى تمر بها فى الوقت الراهن، وأن الإرهابيين جماعات مأجورة للنيل من الدين وإشعال الصراعات بين المسلمين. وقال ان الجماعات المتطرفة تستخدم الدين الإسلامى ستارا لها فى تنفيذ مخططاتها لتنفيذ مصالح وأجندات خارجية تعمل على تفتيت الدول الإسلامية وتفريقها وعدم توحيد الصف الإسلامى وتحويل النزال من عربى – إسرائيلي، إلى عربي- إسلامي. وأوضح أن المؤتمر العالمى للفتوى الذى نظمته دار الإفتاء المصرية بعنوان “إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل” جعلنا نغوص فى الكثير من المشكلات التى تواجه الأمة الإسلامية، حتى يعلم العالم كله أن الإسلام هو دين الوسطية. وأعرب عن أمله فى وجود تنسيق دائم بين دار الإفتاء المصرية وجميع المفتين على مستوى العالم، خاصة أننا نعيش عصر العولمة التى تتيح الترابط بين كل المسلمين. وعلى هامش مشاركته فى أعمال المؤتمر العالمى الذى نظمته دار الإفتاء المصرية كان لنا معه هذا الحوار .. بداية.. حدثنا عن أحوال المسلمين فى كوسوفو، وما هى المشكلات التى تواجههم؟ نعيش فى أوروبا فى منطقة البلقان، وكوسوفا يعيش بها 95% من المسلمين وكانت جزءا من ألبانيا وقريبة من البوسنة والهرسك، ويبلغ تعداد المسلمين حاليا نحو مليون ونصف مليون مسلم، وواجهنا مشكلات كثيرة وحصلنا على الاستقلال فى 2008، وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت بنا وعلاقتنا جيدة بالدولة المصرية التى يوجد بها أعرق جامعة إسلامية فى العالم وتعتبر قلعة العلم لهذا نتحاور دائما مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء والتنسيق مستمر فيما بيننا. ليست هناك مشكلات للمسلمين فى كوسوفا، ولاتوجد فتن ونحن نعيش أزهى عصورنا، ولدينا حرية العقيدة، ولاتوجد أى إرهاب فى دولة كوسوفو، ونحمد الله على ذلك، ويوجد لدينا قوات من حلف الناتو ولكنهم لا يتدخلون فى شئون الدولة. أين درست العلوم الإسلامية؟ أنا خريج الأزهر الشريف، وقضيت أجمل أيامى فى رحابه، وهو منارة الإسلام وقبلة المسلمين والعلماء، وبعدها ذهبت إلى كوسوفا وأعمل حاليا رئيس المجلس الإسلامى ومديراً لمركز الدراسات الإسلامية والعربية. ما هو انطباعك عن المؤتمر العالمى للفتوي؟ وهل حقق المؤتمر أهدافه؟ المؤتمر كانت له فائدة كبيرة وهى التقاء العلماء الكبار من كل الدول الإسلامية، ورفع الخلاف والحواجز بين العلماء، وخاصة فى القضايا العامة والخلافية التى تهم العالم الإسلامي، كما أنه يهدف إلى تحقيق الأمن الوطنى والسلام الاجتماعي، وتصحيح صورة الإسلام التى يقوم بتشويهها البعض من خلال من يدعون أنهم علماء، كما أنه يعمل على توحيد الدول الإسلامية وتوحيد الكلمة فى معظم القضايا الشائكة، وسنكون على قلب رجل واحد إن شاء الله. والمؤتمر حقق أهداف المشاركين بالدعوة إلى العمل الجماعى لضبط الفتاوي، ووضع أهدافا واضحة بتجنب السعى إلى زعزعة أمن واستقرار الدول الإسلامية عن طريق فرض مذاهب متطرفة، استغلالا للجهل والظروف الاجتماعية السيئة فى بعض البلدان، بما يمثل ضرورة يجب على العالم الإسلامى التضامن للقضاء عليها ومواجهتها. ما هو مدى استفادتكم من المؤتمر وهل ستطبقون التوصيات فى بلدكم؟ بالطبع استفدنا من هذا المؤتمر العالمى الإسلامى الكبير، وسنقوم بترجمة هذه الأبحاث والتوصيات باللغة الألبانية لنلقى عليها الضوء ونقوم بتوزيعها على أئمة المسلمين وفى جميع المساجد فى دولة كوسوفو إن شاء الله. ما أوجه التعاون بينكم وبين دار الإفتاء المصرية؟ دار الإفتاء تقوم بدور مهم وحيوى فى تفنيد ودحض الأفكار من خلال المرصد الذى أنشئ مؤخرا فى دار الإفتاء، خاصة أنه بعدة لغات، حيث يقوم برصد الفتاوى التكفيرية والشاذة التى اجتاحت العالم مؤخرا نتيجة الارتباك الذى يسود العالم، وظهور الأفكار التخريبية والتكفيرية التى تستخدم الدين عباءة لتنفيذ مخططاتها فى القتل وإباحة الدماء، والدين منها براء، وأوجه التعاون فى عدة محاور، منها إرسال الوفود بصفة مستمرة إلى دار الإفتاء والأزهر لتعليمهم الدين الإسلامى الوسطى المستنير. كيف نصحح صورة الإسلام فى الخارج؟ لابد من تعاون كل المؤسسات الإسلامية لنشر تعاليم الدين الإسلامى السمح وهذا ما يقوم به الأزهر بالفعل من إرسال قوافل دعوية للتعريف بمبادئ الدين السمح خاصة فى الدول الإفريقية والأوروبية، والدعوة الى عقد مؤتمر سنوى فى كل دولة من الدول الإسلامية، بدعوة العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، وذلك لتوضيح مبادئ الدين الإسلامى الوسطي، ودحض ما يثار حوله بأنه دين عنف، وخاصة بعد ما أثير مؤخرا من بعض الجماعات المتطرفة التى تستخدم الدين الإسلامى ستارا لها فى تنفيذ مخططاتها لمصالح وأجندات خارجية وذلك لتفتيت الدول الإسلامية وتفريقها، وهذا هو المقصود من هذه الجماعات وهو عدم توحيد الصف الإسلامى وتحويل النزال من عربى – إسرائيلي، إلى عربي- إسلامي. وبماذا تفسر ما تفعله «داعش»؟ التطرف والتشدد والإرهاب والقتل والتخريب، هى أمور ليست من الإسلام فى شيء، بل هى عدو الإسلام الأول، والإسلام منها براء، وهم مأجورون لتشويه صورة الإسلام والمسلمين. وكيف نحصن شباب المسلمين من التطرف؟ بالرجوع إلى الكتاب والسنة، بواسطة العلماء الصادقين والدعاة المخلصين أهل الوسطية، والاعتدال بلا تفريط ولا إفراط، وذلك من خلال الدروس والمحاضرات والندوات، والدروس العلمية المكثفة بالمساجد والنوادى والمراكز الإسلامية. كيف ترى الوضع الآن فى مصر؟ مصر عبرت منحنى خطيرا من تاريخها وخصوصا فى الفترة الأخيرة، وبعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو وتشهد مصر الآن حالة من الاستقرار وخصوصا بعد تنفيذ العديد من المشروعات القومية التى ستسهم بشكل كبير فى دفع عجلة الإنتاج فى مصر. كيف ترى الوضع العربى الآن؟ وما هى الرسالة التى توجهها للعالم الإسلامي؟ أعتقد أن الوضع العربى محزن للغاية، فالحروب التى نراها تجعل كثيرا من الفرقة بين الشعوب العربية بعضها بعضا، وذلك يرجع للبعد عن الدين الإسلامي، وأقول للعالم الإسلامى اتقوا الله فى أوطانكم وأموالكم وشعوبكم، وعليكم بالعمل ثم العمل فهو السبيل الوحيد لتقدم وبناء الأمم والحفاظ على الهوية الإسلامية والتمسك بمبادئ الدين الإسلامى السمح، حتى ننهض بأمتنا الإسلامية.