ما الذى يريده الناس من الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال فترة ولايته الأولى التى انقضى منها عام وما زالت أمامنا ثلاثة أعوام أخري؟ سؤال طرحته على شريحة واسعة من البسطاء الذين ينبغى أن يصل صوتهم إلى الرئيس بعيدا عن الرؤى الفلسفية التى يتبارى فى طرحها المنظرون من مؤيدى السيسى ومعارضيه. وكم كانت سعادتى عندما اكتشفت أن هؤلاء البسطاء الذين يشكلون الغالبية العظمى من شعب مصر لا يحلمون بعيدا عما ورد على لسان الرئيس من طموحات مشروعة يتعهد فيها ببذل كل جهد مستطاع للانتقال بها من خانة الأحلام إلى خانة الواقع بأقل قدر من الألم الاجتماعى والاقتصادي. والحقيقة أن الناس تحلم بصياغة جديدة لطبيعة العلاقة بين المواطن والدولة تستند أساسا إلى سيادة القانون وبأن كل حق يقابله واجب.. والناس فى مصر يحلمون أيضا بخطوات تخفف عنهم أعباء فى التعامل مع الأجهزة الإدارية للدولة وتيسير سبل التقاضى والتمكن من الذهاب إلى أقسام الشرطة دون خشية من التعرض لأى إساءة قد تصدر عن صغير لا يفهم دور ورسالة الشرطة. الناس فى مصر يحلمون بثورة تشريعية وقانونية شاملة حتى يمكن استبعاد كل التشريعات والقوانين التى لم تعد تلائم العصر وصياغة لائحة محكمة للبرلمان المقبل لإجهاض أوهام الرغبة فى الخروج على النص الذى ارتضته ثورة 30 يونيو. الناس لديهم أمل كبير فى أن تكون مصر الجديدة عنوانا لجسر متين يحكم علاقة المواطن بالدولة للإسهام فى كسر حالة السلبية والانتقال العاجل باتجاه مرحلة جديدة من الإيجابية والتفاعل بين المواطن والدولة. الناس فى مصر يثقون فى أن السيسى يعيش همومهم ويعطيها الأولوية من أجل لقمة عيش شريف مع احترام صادق لحقهم فى المواطنة لأن السيسى يدرك المسافة الواسعة بين أجندة تتمسح فى الدستور لتوليد صراع صلاحيات بين الرئيس والبرلمان المقبل وبين أجندة البسطاء الخالية من حزمة القضايا الجدلية وصراعات المناصب والمكاسب! خير الكلام : عليك بحب الناس حتى يحبوك وأن تسامحهم لكى يسامحوك وأن تحترم نفسك أولا حتى يحترموك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله