ساعات طويلة تقضيها الأم مع أطفالها تساعدهم فيها علي إنهاء واجباتهم المدرسية ومذاكرة دروسهم وتصطحبهم الي التمارين الرياضية أو الزيارات واعياد ميلاد الأصدقاء.. وكثيرا ماتتخلل هذه الساعات حالات من الشد والجذب بينها وبينهم ويصل الأمر أحيانا الي فرض سلسلة من الأوامر والنواهي التي تثير حفيظتهم وتجعلهم يتذمرون. فلماذا تتحول هذه الساعات الطويلة الي مناقشات عنيفة؟ ولماذا لايشعر الأبناء في حالة وجود الأم معهم بالحب والحنان.. وكيف يمكن أن تتحول هذه الفترات الي أوقات جيدة يستمتع فيها الطرفان بوجودهما معا؟ تجيب عن هذه التساؤلات الخبيرة التربوية حنان صبري وتقول إن معظم الآباء والأمهات يتحملون اعباء ومسئوليات كثيرة تجعلهم يؤدون كل هذه الالتزامات بشكل روتيني جاف, وهذا مايجعلنا نطرح مفهوم جودة الوقت وأهميته لتكوين علاقات اسرية وطيدة.. فما المقصود بجودة الوقت؟ تقول إن الوقت الذي يعطي فيه الأب والأم تركيزا كاملا لأولادهما اثناء الحديث أو عند القيام بأي نشاط حيث تختفي كل وسائل التشتيت مثل التليفزيون أو الأجهزة الالكترونية ويتفرغ الجميع لتبادل الأحاديث. وجودة الوقت لاتعني طول الوقت الذي تقضيه الأم مع طفلها اذ تكفي جدا عشر دقائق تتوافر فيها4 شروط اساسية هي القرب البدني والتقارب العاطفي والتفاهم الفكري والتفاعل الايجابي في جو سلمي هادئ لاتعكره أية مشاحنات.لذلك فان هذه الجودة كما تقول حنان صبري لاتتحقق في الوقت الذي تقضيه مع ابنك في مشاهدة التليفزيون أو عندما تجلسين لمشاهدته وهو يؤدي تمرينه الرياضي أو اثناء جلوسكما معا لتناول الطعام. ولكنها تتحقق اذا جلست معه بعد مشاهدة الفيلم ليعرض رأيه فيه.. وتحدثت معه بعد التمرين عن قدراته الجسمانية ومدي التقدم الذي حققه وعلي مائدة الطعام عندما يتحدث كل فرد عما دار خلال يومه من أحداث.. ان مثل هذه الأوقات فرصة للتواصل بين الأب أو الأم مع الابن أو الابنه بدون اصدار أوامر أو احكام أو استخدام لهجة آمره انما في جو يسوده الحب والحنان والضحكات والخبرات.. ان مثل هذه الأوقات لاتقدر بثمن ويجب الحرص علي تكريس أوقات خاصة لها يمارس فيها الوالدان انشطة مع أبنائهما في جو من السعادة والحب والمرح.. فالأطفال يقدرون كل انواع الاهتمام سواء كانت المشاركة في الرسم أو التلوين أو الادارة أو الغناء خاصة اذا كان ذلك في الفترة التي تسبق موعد النوم بالنسبة للأطفال الصغار, اما بالنسبة للأكبر سنا فيمكن القيام ايضا بكل ماسبق من أنشطة بالاضافة الي تجاذب الأحاديث وتحليل المشاعر ومناقشة القيم من خلال القصص أو الكتب أو الأفلام وتبادل المعلومات والاهتمامات المشتركة سواء كانت هوايات أو رحلات ترفيهية. وفي النهاية.. تنصح خبيرة التربية بضرورة تخصيص وقت لكل طفل في الأسرة علي حدة, لأنه يحتاج الي اهتمام خاص به وحده من الأب أو الأم أو كليهما معا لأن مثل هذا الوقت الخاص يبعث في نفسه رسالة تفيد بأنه محبوب ومقدر بشكل مستقل, ويساعد ذلك علي اختفاء مشاعر الغيرة والمنافسة بين الأخوة وبعضهم.