ممالاشك فيه أن المستقبل بات يشرق من آسيا خاصة من دول النمور الآسيوية ولقد أصبحت تجربة «النمو السريع» الذي تقوده الدولة علامة مسجلة للدول الآسيوية. ومن أبرز النمور سنغافورة والصين وأندونيسيا وهي الدول التي يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارتها في جولته الآسيوية الأولي ومن المنتظر أن يقوم الرئيس السيسي بجولة ثانية لآسيا تشمل اليابان وكوريا الجنوبية. وتأتي الجولة الحالية للنمور الآسيوية ضمن اطار السياسة الخارجية الجديدة لمصر، والتي من ابرز عناوينها «دبلوماسية التنمية» فقد صارت الأولوية الأولي للقيادة الجديدة البحث عن شركاء للتنمية المتسارعة التي تنشدها مصر ولم يعد الأمر فقط البحث عن اسواق جديدة أو استثمارات جديدة أو «علاقات استراتيجية» جديدة متميزة بل بات الشغل الشاغل البحث عن «تجارب ناجحة» جديدة للإسراع بمعالجة مشكلات مصرية مزمنة. ..وفي هذا الإطار فإن الرئيس السيسي سيحرص علي الاطلاع علي تجربة معالجة الصرف الصحي وتحويل المياه الملوثة إلي مياه نقية جدا فضلا عن تجربة سنغافورة في معالجة مياه البحر. وبالطبع فإن عرض فرص الاستثمار الواعدة في مصر والموانئ الست الجديدة وتنمية منطقة قناة السويس ستكون من بين الملفات.. وفي الوقت نفسه فإن الزيارة المقبلة للصين تأتي في إطار تعزيز التعاون مع ثاني اكبر اقتصاد وإحدى التجارب الملهمة في التحول من دولة لديها مشكلات اقتصادية كبري الي تجربة نجاح كبيرة والقفز بمستويات الدخول والخدمات في البلاد وثمة العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال الزيارة إلا أن الاهم هو تعميق العلاقة الاستراتيجية المصرية الصينية والاستفادة من قدرات بكين وتجاربها في معركة التنمية المصرية. وتأتي المحطة الثالثة من الجولة تعبيراً عن رؤية مصرية للانفتاح علي القوي الجديدة علي المسرح الاقتصادي العالمي، ولاشك أن أندونيسيا تمكنت من أن تقفز لتصبح الاقتصاد ال 11 علي مستوي العالم، وأن تحجز لنفسها مكاناً ضمن مجموعة ال 20 لأكبر القوي الاقتصادية العالمية. فضلا عن أن أندونيسيا من اكبر الدول الاسلامية ، ومن الدول المهمة في آسيا، ولديها تجارب ناجحة يمكن لمصر الاستفادة منها لمزيد من مقالات رأى الاهرام