قبل أقل من 48 ساعة من ختام زيارته الناجحة إلي روسيا، يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم جولته الآسيوية المرتقبة، وتشمل كلا من سنغافورة، والصين وإندونيسيا، وستستمر نحو أسبوع، يعقد خلالها لقاءات قمة مع رؤساء الدول الثلاث، لتعزيز العلاقات، وفتح آفاق جديدة للتعاون، لاسيما في المجال الاقتصادي وجذب الاستثمارات. ويستهل الرئيس جولته بزيارة سنغافورة، التي تأتي تلبية لدعوة رسمية من الرئيس السنغافوري توني تان كنج، وتعد أول زيارة لرئيس مصري في تاريخ البلدين، وتتويجا للعلاقات الدبلوماسية بينهما منذ نحو 50 عاما، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف بسنغافورة بعد استقلالها عام 1965. وفي محطته الثانية، يزور الرئيس السيسي الصين، بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينج، لحضور احتفالات الصين بذكري الانتصار في الحرب العالمية الثانية. ومن المنتظر عقد سلسلة من اللقاءات المهمة مع كبار المسئولين الصينيين، لترجمة مذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين الجانبين خلال زيارة السيسي للصين نهاية العام الماضي، إلي اتفاقيات تدخل حيز التنفيذ، خصوصا المتعلق منها بمجالات الطاقة الكهربائية والنقل والسكك الحديدية. ويختتم الرئيس جولته الآسيوية بزيارة إندونيسيا، حيث يلتقي الرئيس الإندونيسي الجديد جوكو ويدودو، لتعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين، حيث تعد مصر أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا، وكذلك أول دولة تبرم اتفاقية صداقة معها عام 1947، كما أن البلدين يعدان من الدول المؤسسة لمنظمة عدم الانحياز، ويجمعهما تاريخ من التنسيق في المحافل الدولية. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، حيث تعد الأولي لرئيس مصري لإندونيسيا منذ عام 1983، وتعكس رؤية الرئيس السيسي للانفتاح علي جميع دول العالم، والاستفادة من التجارب الناجحة لدول النمور الآسيوية بجنوب شرق آسيا، لتحقيق التنمية الشاملة في جميع القطاعات بمصر، لا سيما من خلال الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تشتهر بها إندونيسيا. كما تمثل الزيارة فرصة للترويج للاستثمارات الأجنبية بمشروع تنمية منطقة قناة السويس، حيث يتطلع الجانب الإندونيسي للعمل والاستثمار في هذه المنطقة الإستراتيجية. ومن جانبه، أكد منير فخري وزير الصناعة والتجارة، أن زيارة الرئيس للصين ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات، أهمها الاتفاق الاطاري الذي تم توقيعه بالأحرف الأولي في القاهرة في فبراير الماضي، الخاص بتنفيذ 14 مشروعا باستثمارات تزيد علي 10 مليارات دولار، وهي مشروعات ذات أولوية للجانب المصري، وتشمل قطاعات الكهرباء والنقل والصرف الصحي. وقال في تصريحات خاصة ل «الأهرام» إن الرئيس السيسي سيشهد أيضا التوقيع علي عدد من الاتفاقيات، أبرزها بين بنكي التنمية الصيني والأهلي المصري لتقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار، لتمويل المشروعات الصغيرة، واتفاق لتقديم منحة بقيمة 30 مليون دولار لهيئة الاستشعار عن بُعد، لإقامة مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، بالإضافة إلي اتفاق بدء تنفيذ مشروع إنشاء خط مترو القاهرة العاشر من رمضان، ثم مدينة بلبيس. كذلك سيتم توقيع عقدي مشروعي رفع كفاءة شبكة الكهرباء، لتستوعب الزيادة الكبيرة في الطاقات الإنتاجية التي تمت إضافتها والمنتظر إضافتها وإنشاء محطة كهرباء عتاقة بالسويس. وأشار الوزير إلي أن الزيارة تستهدف كذلك توقيع عدد من الاتفاقيات بين القطاع الخاص في البلدين لزيادة الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر، وتشمل ضخ 300 مليون دولار لتنفيذ المرحلة الثانية لمشروع إنتاج الفايبر جلاس بالعين السخنة، وإقامة مصنع لإنتاج الزجاج المسطح بطاقة 500 طن يوميا، بالإضافة إلي ضخ استثمارات صينية بقطاع المنتجات الجلدية بمنطقة الروبيكي.