شاهدت صورة في جرائدنا الرسمية لمجموعة من الرجال بعنوان القيادات والتيارات الاسلامية يبحثون عن رئيس توافقي ولاول وهلة ظننت انهم يتحدثون عن رئيس لافغانستان أو باكستان حيث انهم يرتدون نفس الزي إلا أني تيقنت في سياق الحديث انهم يتحدثون عن بلدي مصر. وراجعت نفسي فاكتشفت اني انا الآخر مسلم ومصر بها 70 مليون مسلم فبأي, حق يطلق هؤلاء علي أنفسهم المسلمون وكأن باقي مصر غير مسلمة؟! واذا كان ولي الامر سمح بخلط الدين بالسياسة وانشاء احزاب دينية مخالفة لقانون الاحزاب, وتناسي ان هناك اكثر من 12 مليون مصري قبطي لهم نفس حقوق وواجبات اي مواطن مصري. فإن من واجب كل مواطن مصري مسلم أو قبطي ان يختار رئيس جمهوريته ورئيس بلده بمحض إرادته الشخصية وليس باي املاء من حزب أو جماعة أو فرقة, فكلمة توافقي ورضائي قد تناسب اجراءات عقد قران او زواج اما انتخاب رئيس مصر فهو اسمي من هذا بكثير. ان انتخاب رئيس مصر واجب علي كل مصري ان ينتخب بمحض ارادته وبدون أي تأثير خارجي ورغم اني لست من محبي خلط الدين بالسياسة فان كل مصري سيحاسب امام خالقه علي اختياره ولن يشفع له ان فلانا أو علانا امره بانتخاب السيد فلان.
ان محاولات الاستقطاب والرئيس التوافقي والتمويل الخارجي المتعاظم وغير المعلن لبعض الفصائل التي نسمع عنها يوميا هي محاولات في رأيي لاستقطاب وتفتيت الامة ومحو الهوية المصرية التي قامت, وان شاء الله سنظل لاكثر من خمسة آلاف عام. وتحيا مصر.