تألمت في أعماقي، وطفرت دموعى تأثرا، بعد أن فرغت من قراءة القصة الحزينة: انتحرت حبيبته من أجله، فبادلها انتحارا بانتحار، ويشاء القدر الذي فرق بينهما في الحياة، أن يجمع بينهما تحت سقف واحد، جثتان في ثلاجة باردة، في مشرحة المستشفي، بعد مقاومة عنيفة من اسرتها، التي رفضت أن تحفظ جثته معها بعد أن رفضت من قبل،ارتباطهمابسبب تواضع احوال الشاب، وكأنها تقول: «ما يدخلش عليها لا حي ولا ميت»، ثم كانت مفاجأة القدر الكبرى ، فى القرب الشديد بين المقبرتين،اللتين وارتا جسديهما. القصة ليست أخيرة عن الحب حين يفقد قدرته على المقاومة، فيصاب بيأس قاتل، يدفعه للانتحار، هروبا من أيام ثقيلة قادمة، لا تعرف سرورا، ولا نشوة للروح. دعك من المصائر الحزينة، ودعك من الآلام المبرحة، التي تهشم عظام الصدر، حتي دموعك التي سقطت، دعها تكتمل حتي نهايتها، لعلها تغسل قلبك التائق، إلي معني للحياة والوجود، حتي ولو جاء هذا المعني في أعماق، قصة حب قاوم الموت بالموت، ورفض أن تصلبه القلوب القاسية، وتترك جثته في العراء، تنهشها «جوارح» الحرمان والحسرة والندم. رحمهما الله ، وغفر لهما إثمها، وسامح مجتمعا لايعترف بالحب الفقير، والقصة ليست ايضا أخيرة، عن الهوي القاتل، وعن الحب الذى لا يكف عن ادهاشنا واثارة أحزاننا ودموعنا، وعن المحبين حين تستولي العاطفة علي أرواحهم، فيضحوا بأجسادهم، حتي يتحرروا ويفروا بقلوبهم إلى عالم آخر، لا يغلق فى وجوههم أبواب الفرح الحلال. فى الختام.. يقول الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب: «أغلق الباب فدنيا لست فيها ..ليس تستاهل من عينى نظرة»