في مساء الأربعاء الماضي، شد هواة التصوير الرحال الى صحراء وادي الحيتان بالفيوم ، حيث كانوا على موعد مع ظاهرة فلكية مغرية لعدساتهم، تتكرر في مثل هذا التوقيت من كل عام، وهي تساقط زخات شهب « البرشاويات»، وكما يؤكد علماء الفلك فهي تعتبر من أفضل زخات الشهب التي يمكن رصدها بالعين المجردة ودون الحاجة الى تليسكوبات،بشرط الوجود في أماكن بعيدة عن المدن وخالية من التلوث. شهب البرشاويات، وهي ظاهرة عرفها الانسان منذ نحو ألفي عام، عبارة عن قطع من مذنب يعرف باسم « سويفت تتل» ، ويعتبر أكبر المذنبات السماوية المعروفة، وعند اقترابه من كوكب الأرض، ينتج حطاما وشظايا في حجم قطعة النقود المعدنية، وعند اصطدامها بالغلاف الجوي، تحترق في شكل خط صغير من الضوء يدوم لبضع ثوان، فتنتج أسهما نارية لامعة، تظهر للحظات ثم تختفي. وفي الساعات الأخيرة من هذه الليلة بلغت تلك الظاهرة ذروتها، حيث كانت السماء تضاء بنحو مائة نجمة في الساعة. ورغم مرور مذنب « سويفت» بالأرض كل 133 عاما ، إلا أن بقايا حطامه ورماده تخترق الغلاف الجوى للارض كل عام، فتسبب تلك الظاهرة التي تعرف فلكيا باسم الأمطار الشهابية.