المسرح هو أداة ثقافية وفكرية وإنسانية واعية داخل المجتمعات. وحول عودة مسرح بيرم التونسي علي كورنيش الاسكندرية من جديد ليمارس دوره الثقافي، يقول الأثري أحمد عبد الفتاح المشرف العام علي متاحف وآثار الاسكندرية.. أطلق علي هذا المسرح الذي يطل علي كورنيش الاسكندرية بالشاطبي مسرح بيرم التونسي عام1993 حفاوة بمرور100 عام علي مولده في هذا التاريخ,1893 1961] وهذا المكان الذي يوجد به المسرح هو موقع أثري بمنطقة الشاطبي وهي منطقة الشاطبي الأثرية الذي يعبر عن ثقافة البحر المتوسط والاسكندرية القديمة بما عثر بأعماقه من تحف فنية ووسائل للحياة القديمة بالاسكندرية, ولذا فيمكن الاستفادة من مسرح بيرم التونسي سياحيا بجانب النهضة الفنية بتخصيص جانب من مسرحياته للمسرحيات اليونانية القديمة لكل من المسرح الإغريقي أيسخيلوس, وسفوكليس, وأرديتوفان, والشعر والملاحم الاغريقية القديمة, وذلك سوف يؤدي إلي تنشيط الحركة المسرحية الميتة بالشتاء بالاسكندرية ويشير عبد الفتاح إلي أن في أثينا تم استغلال المسرح الأثري الموجود في الكروبول بأثينا لتقديم روائع التراث الإغريقي المسرحي طوال العام. لافتا إلي أن هذا المسرح يحتاج لأداء ذلك إلي بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة وجامعة الاسكندرية قسم الكلاسيكيات, واعتقد أننا بذلك بصدد اعداد جيل علي أعلي مستوي من الثقافة والانتماء. إذ جاءت عودة الروح لمسرح بيرم التونسي تعويضا عن الكارثة الكبري التي حلت بمسارح الاسكندرية العريقة والقديمة والتي تهدمت بفعل فاعل بداية من مطلع القرن الحالي ومنها مسرح( الهمبرا) الشهير الذي كانت أم كلثوم تحيي عليه حفلاتها الصيفية طوال العام, وأقيمت عليه عشرات المسرحيات لرموز الفن المسرحي الكبار أمثال الفنان يوسف وهبي ومن بعده فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وفرقة الفنانين المتحدين وغيرهم العشرات والعشرات, ومن المسارح التي تهدمت مسرح( لاجيته) ومسرح( الريفيرا) وغيرهما. والأمل الآن معقود علي مسرح بيرم التونسي ليعيد الأمجاد القديمة خاصة لموقعه الفريد علي شط الثغر. ويري الأديب السكندري مصطفي نصر أن مسرح سيد درويش قبل تحويله إلي دار أوبرا الاسكندرية كان متنفسا للفرق المسرحية السكندرية القليلة. لافتا إلي المحاولة الجادة من وزارة الثقافة الآن لإعادة الحياة للمسرح السكندري وفرقه بعد تطوير وتحديث مسرح بيرم التونسي وافتتاحه منتصف أبريل القادم وبالتحديد 14 أبريل الجاري.. والتي قدمت فرق التليفزيون عروضها ومن الأعمال التي قدمت الفتي مهران و الفلاح الفصيح.. ليتم تحويله إلي مسرح مغلق وليس إلي مسرح مفتوح صيفي حتي تتمكن فرق مصر المسرحية من تقديم عروضها علي خشبته طوال العام بعد تزويده بنظم اضاءة حديثة وصوت متطور ليعيد للحياة المسرحية والحركة الفنية والمسرح السكندري دوره. ويؤكد أن الاسكندرية مليئة بالمبدعين في مجال المسرح من الممثلين والمبدعين, ولا يمكن أن تنشط حركة ثقافية بدون مسرح الثقافة الجماهيرية بالأنفوشي الذي كان المتنفس للشباب المسرحي وللأسف مغلق منذ سنوات بحجة تطوير وتحديث قصر ثقافة الأنفوشي. فالإسكندرية بثقلها الحضاري والثقافي والفني تحتاج إلي مزيد من المنارات الثقافية.