بدأ العد التنازلي لافتتاح صرح ثقافي جديد علي كورنيش الشاطبي وهو مسرح بيرم التونسي الذي خططت وزارة الثقافة بقيادة الفنان فاروق حسني لمشروع إحيائه بموقعه المميز ليواكب احتفالات المدينة باختيارها عاصمة للسياحة العربية وانتهاء مشكلة تبعية المسرح بعد موافقة اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية علي انتقال التبعية لوزارة الثقافة بعد اطلاعه علي برنامج تطوير المسرح ليصبح بقعة مضيئة للفن الراقي والثقافة الرفيعة مجاور لمكتبة الإسكندرية.. حيث أكد المخرج المسرحي الفنان حسين مليس المشرف العام علي قطاع المسرح بالإسكندرية أن التصميم الفريد لسقف المسرح المتحرك تطلب وقتاً وجهداً دقيقاً كونه سقفاً هرمياً متحركاً بمعني أنه يمكن فتحه وغلقه يدويا، وأضاف مليس أن المسرح تم تصميمه ليكون طابقين بعرض يتراوح مابين 4.5 و6 أمتار والمباني تدور علي الخط الخارجي للأرض علي شكل مستطيل حيث يحتوي المسرح علي، قاعة استقبال بمساحة 296 متراً، قاعة لكبار الزوار،مبني إداري،إلي جانب 25 غرفة للممثلين،كافتيريات، ورشة نجارة بمساحة 374 متراً، مخازن بمساحات واسعة، استراحة سكنية للعاملين والممثلين بعدد يتناسب مع أعداد الفرق الوافدة، قاعات متعددة الأغراض،كما تم تجهيز خشبة المسرح بأحدث التقنيات الميكانزمية وتمت مراعاة منظور الرؤية للمتلقي بحيث يستطيع رؤية المسرح بشكل واضح جدا في أي بقعة من المدرج، كما سيتم تجهيز المسرح بأحدث تقنيات الإضاءة والصوت.. ويقول المهندس وليد جابر المسئول عن المتابعة الإنشائية لمشروع إحياء المسرح إنه تم انتقاء مقاعد فاخرة ومريحة للمتلقين أثناء مشاهدة العروض،كما صمم المسرح ليكون مؤهلا لعمل ستديو للصوت ومركز اعلامي..وأضاف أن جميع الغرف مكيفة الهواء والتشطيبات عالية الجودة والمسرح مجهز بأحدث وسائل الدفاع المدني عالميا، كما أن المبني مزود بأنظمة المراقبة بالكاميرات ونظام صوتي كامل فقد تم تصميمه علي الطراز الروماني الذي تشتهر به مدينة الإسكندرية و هو طراز (كلاسيكي) لكن بشكل معاصر عن طريق تجريد مساحات من الواجهة واستخدام خامات معاصرة حتي يجمع المبني مابين الطراز المدرسي (الكلاسيكي) والمعاصر ويخترق المبني هرمان من الواجهة البحرية علي اليمين واليسار من الزجاج بارتفاعات 12 و14.5م وبقاعدة 5.8 متر للهرم الأول و4.60 متر للهرم الثاني وذلك حتي تضم الحضارة الأم وهي الفرعونية كما يوجد سقف لصالة المسرح علي شكل هرم بارتفاع حوالي 16م من نقطة الصفر قاعدته 27 في 27 حتي يتأكد مفهوم التصميم في أن مسرح بيرم التونسي يمثل الهرم الثالث بالإسكندرية.. يذكر أنه تم إنشاء مسرح بيرم التونسي منذ أكثر من 45 عاماً ومساحته تتجاوز 1800م مربع .. وفي فترة الستينيات طلب المخرج الراحل نبيل الألفي من هيئة تنشيط السياحة تخصيص قطعة أرض فضاء لإنشاء مسرح لفرقة الإسكندرية المسرحية.. وقد استقر رأيهم علي قطعة أرض في منطقة الشاطبي أمام البحر بجوار منطقة آثار الشاطبي و تم إعداد التصميمات وإختيار الاسم... وسمي المسرح "بيرم التونسي" وذلك تخليدا لذكري الشاعر السكندري بيرم التونسي وقد تم تجهيزه بأحدث التقنيات المسرحية المعروفة في تلك الفترة حيث كان المسرح يضم أكثر من 1200 مقعد وكانت أسعار التذاكر تتراوح بين 10 و 15 و25 قرشاً.. ومع بدء إنتشار الفرق التلفزيونية كانت تقدم عروضها علي خشبة مسرح بيرم التونسي حيث تم تقديم مسرحية (الفلاح الفصيح) ثم تلتها مسرحية (الفتي مهران) لفرقة الإسكندرية المسرحية، بطولة الفنان مدحت مرسي والفنانة سميرة عبد العزيز والفنانة عايدة حسن اسماعيل وإخراج حسن عبد السلام ثم مسرحية (زيارة اللجنة ) إخراج هاني مطاوع..وقد شهد المسرح العديد من مسرحيات يوسف وهبي وأمينة رزق منها: مسرحية (بنات الريف)، (المهرج) ،(بيومي أفندي)، (كرسي الاعتراف، كما قدمت الفنانة سميحة أيوب العديد من المسرحيات ومنها ( مقالب عطيات) وكان من إخراجها.. إلي جانب ذلك تم عرض أكثر من مائة عمل مسرحي لمسرح الدولة علي خشبة مسرح بيرم التونسي..أما في عام 1995 فقام المنتج عادل حسني باستئجار المسرح لإستغلاله لمدة 15 عاماً علي أن يقوم بتطويره لكنه لم يستطع أن يلبي احتياجات المسرح وتُرك المسرح من وقتها بلا راع حتي تم هجره وأصبح وكرا لأطفال الشوارع والمنحرفين كما تحول أيضاً إلي وكر لتعاطي المخدرات ومقلب للقمامة وقام اللصوص بنزع مكونات خشبة المسرح والأسياخ الحديد من الكمر الخراساني وبيعه حتي أصبح المسرح حطاما.. وبعد محاولات مضنية من البيت الفني للمسرح تم تخصيص المسرح بموافقة اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية في بداية فترة توليه المحافظة "مايو 2006" لصالح البيت الفني للمسرح ثم وضعت التصميمات الخاصة وبدأت أعمال التطوير به عام 2007 والتي أوشكت علي الانتهاء حالياً.