1- كيف السبيل إلى النجاح.. سؤال يتردد على ألسنة شباب اليوم الذين يشعر بعضهم أن الفرص باتت محدودة أمامهم وأن مصاعب الحياة زادت تعقيدا وأن الدنيا لم تعد هى ذات الدنيا التى كانوا يسمعون عنها من الآباء والأجداد. ودائما ما أرد على هؤلاء الشباب بعكس ما يظنون وأقدم لهم الدليل تلو الدليل على أن زمنهم أفضل بكثير من زمن الآباء والأجداد وأن فرصتهم فى النجاح وتحقيق الطموح أوسع كثيرا من فرص الأجيال التى سبقتهم مشيرا إلى أن سبيل الحياة باتت أكثر يسرا وأن مناهج التعليم تطورت وأن مستويات المعيشة ارتفعت وتحسنت.. بل إننى أحرص على تذكيرهم بأن هذه السنوات المبكرة فى أعمارهم ينبغى الحفاظ عليها كسنوات للأمل والطموح والثقة بالنفس وعدم الاستسلام للمصاعب أو ترديد كلمة المستحيل. والحقيقة أن الجماعات الظلامية تمكنت فى غفلة من الدولة والمجتمع خلال سنوات طويلة سابقة من اختراق عقول هؤلاء الشباب ودفعهم باتجاه اليأس والإحباط بعد تجريدهم من أهم عوامل القوة فى داخلهم خصوصا الإحساس بالأمل والتفاؤل والقدرة ليس فقط ما يتعلق بالقدرة على الحلم وإنما أيضا سرعة الانتقال بالحلم إلى الواقع. ومن هنا تأتى أهمية استثمار معجزة قناة السويس الجديدة فى إعادة روح الأمل والثقة بالنفس والوطن لهذا الجيل الجديد الذى ظلمته ظروف وتعقيدات والتباسات متشابكة .. ولا شك فى أن هذه المعجزة درس عظيم يحتاجه هؤلاء الشباب للتيقن من أن الأحلام وحدها لا تكفى لصنع النجاح ولكن بالعمل يمكن أن يتحقق ما هو أكثر من النجاح فالعمل تحت راية الإصرار والإرادة هو السبيل لصنع المعجزات... وهذا الدرس فى اعتقادى هو هدية السيسى فى عام حكمه الأول لشباب مصر لتجديد أملها فى الغد. إن قناة السويس الجديدة أكبر من أن تكون إنجازا ماديا يضيف الكثير إلى مصر اقتصاديا واجتماعيا وإنما هى بالتأكيد جوهر رسالة مهمة من السيسى لشباب هذا الوطن خلاصتها أننا فى مرحلة صعبة تتطلب ما هو أكثر من أداء الواجب الروتينى فى العمل لأن الزمن قد تطور ومعه تطور مفهوم العمل ليصبح رهنا بالإنجاز المحسوس والملموس لصنع التقدم والحداثة! وغدا نواصل الحديث خير الكلام : لسان الجاهل مفتاح مصائبه وعقل الحكيم مفتاح مكاسبه ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله