منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    إزالة عدد من مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة    أسعار النحاس اليوم الجمعة 17-5-2024 في السوق المحلي    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    لاعبو الأهلي يؤدون صلاة العشاء باستاد رادس بتونس (صور)    اليوم، أولى جلسات محاكمة الفنانة انتصار بتهمة الشهادة الزور    اليوم، انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بالجيزة    سرقة محتويات مكتب تموين العجمي بالكامل    عمرو دياب يشعل حفل زفاف ريم سامي (فيديو)    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    "الذهب في الطالع".. خبير اقتصادي: يجب استغلال صعود المعدن الأصفر    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة إسرائيلية على رفح    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    الاحتلال يحاول فرض واقع جديد.. والمقاومة تستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد    وزارة الصحة الفلسطينية: شهيد و6 إصابات جراء غارة إسرائيلية على منزل بجنين    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    مسؤول: واشنطن تُجلي 17 طبيبًا أمريكيًا من غزة    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    خالد بيومي: هذه نقاط قوة الترجي.. وأنصح كولر بهذا الأمر    اللجنة المشرفة على انتخابات نادي مجلس الدولة تعلن التشكيل النهائي(صور)    بالأسماء.. كولر يستقر على تشكيل الأهلي أمام الترجي    موعد مباراة الأهلي والقنوات الناقلة بنهائي دوري أبطال أفريقيا.. معلق وتشكيل اليوم وتاريخ المواجهات    أزمة في المنتخب الأولمبي قبل الأولمبياد (مستند خاص)    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    استعدادات المواطنين لعيد الأضحى 2024: البحث عن أيام الإجازة في القطاعين الحكومي والخاص    "دلوقتي حالًا".. مباشر جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القاهرة    إصابة 6 أشخاص بطلقات نارية في معركة خلال حفل زفاف بأسيوط    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في بداية الأسبوع والعملات العربية والأجنبية السبت 18 مايو 2024    حظك اليوم برج الجدي السبت 18-5-2024 مهنيا وعاطفيا    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    حظك اليوم برج الدلو السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    "الصدفة خدمتهما".. مفارقة بين حارس الأهلي شوبير ونظيره في الترجي قبل نهائي أفريقيا    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤرخ عاصم الدسوقى ل «الأهرام»: قناة السويس الجديدة جسر لبناء الأمل وشاهد على قوة إرادة المصريين
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 08 - 2015

قناة السويس الجديدة هى باب الامل فى ظل العتمة.هى الحلم لمستقبل افضل ولغد اكثر كرامة، هى فتح جديد لاعلاء قيم اختفت من سنوات، قيمة العمل، قيمة الانتماء ,قيمة الشعور بمعنى وطن، والحلم لهذا الوطن،
ذهبنا الى الدكتور عاصم الدسوقى المؤرخ المصرى المتخصص فى التاريخ المعاصر نسأله.. حول ملحمة القناة وارتباطها بالتاريخ المعاصر للمحروسة، وطمع الغرب فى الاستيلاء على القناة دائما، يفند حقائق كثيرة منها: ان الشركة الفرنسية قبل قرار التأميم كانت تقوم بدراسات هندسية لتعميق القناة وتطويرها لتتحمل سفنا اكبر.. وكان جزء من مشروعاتهم اقامة قناة موازية. وان قناة السويس جزء مهم فى بناء القوة الاقتصادية لمصر بدأت فى عهد سعيد وحاول استعادتها اسماعيل، أممها ناصروحررها السادات وأنشأ السيسى القناة الجديدة، ويشرح كيف كان محور قناة السويس فى عهد الاخوان مأساة لأنه كان سيخرج القناة من حدود سيادة الدولة المصرية, وان الغرب لا يريد ناصر مرة أخرى ,وان عواجيز الفرح لا عمل لهم إلا توزيع الانتقادات, غير مدركين أن الرئيس السيسى يحكم وسط قيود خطيرة جدا وإليكم نص الحوار:

فكرة إنشاء قناة السويس ترجع إلى الحملة الفرنسية.. فكرة الوصل بين البحرين.. الأبيض والمتوسط وهذه فكرة فرنسية وليست مصرية.. وهذا لا يعيب المصريين، بمعنى عندما نريد أن نفهم فكرة لابد أن نربطها بقائلها، ولماذا فكر بهذا التفكير..هكذا بدأ المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى حواراه ل «الاهرام» :نجد ان مصر فى هذا الوقت لم تكن تحتاج أن تفكر فى الوصل بين البحرين بسبب انها تطل على البحرين، ولكن الذى يحتاج الوصل ما بين البحرين هو أوروبا لتسهيل مرور التجارة الأوروبية بدلا من الدوران حول افريقيا.. فالتجارة كانت تمر من البحر المتوسط ..فرنسا / ايطاليا وتأتى إلى الإسكندرية وتنقل برا بالطرق البرية إلى السويس ثم يعاد نقلها فى السويس على المراكب، لتصل إلى المحيط الهندى إلى شرق آسيا، ولكن عندما تعرض التجار كثيرا لعمليات قرصنة وسلب ونهب,والبعض ايضا تعرض لارغامه على تغيير عقيدته!! ويؤكد هذا الاتفاقية التى ابرمتها الدولة العثمانية فى 1535 (القرن السادس عشر) مع فرنساوا الأول ملك فرنسا بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح (كيب تاون) هذه الاتفاقية مشهورة فى التاريخ باتفاقية الامتيازات.. وكانت تنص على ان من حق رعايا الدولتين حرية التنقل من بلدهم إلى بلد آخر دون قيود أو ضرائب أو حواجز ، ومن ضمن شروط هذه المعادلة، إذا وقع خلاف بين أحد رعايا فرنسا وبين أحد رعايا الدولة العثمانية، المنوط بالنظر والفصل هو فرنسا وليس المحكمة الشرعية فى مصر، فاذا حدث مثلا خلاف بين تاجر فرنسى وتاجر مصرى الوحيد الذى يفصل فى الأمر هو القنصلية الفرنسية، وشرط آخر غريب جدا ينص: إذا تبين أن أحد من ملامحه يبدو فرنسيا أو أجنبيا ولكنه مسلم هذا معناه انه أكره على دخول الاسلام.. ورغم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح من 1498 من القرن 15 وحتى القرن 16 و17 و18.. إلا أن غالبية السفن كانت تفضل المرور إلى الإسكندرية تم انتقال البضائع برا للسويس ثم تحميل المراكب مرة أخرى وهو الطريق القديم .
ولكن عندما جاء نابليون بونابرت بالحملة الفرنسية على مصر 1798 جاء بعلماء كثيرين واقام المجمع العلمي.. «فلك وجيولوجيا وهندسة وفن.. كل التخصصات» لدراسة المجتمع المصري.. وكان هناك عالم اسمه «لوبير» هذاالعالم فكر فى الوصل بين البحرين لكن وقتها كان العالم محدود، هذا العالم قال: إن مستوى ارتفاع البحر الأحمر أقل من مستوى البحر المتوسط.. فلهذا لا يصلح اقامة القناة ولم يكن العلم قد توصل لنظرية الأوانى المستطرقة بعد, وهى استواء السطح رغم اختلاف الأعماق ,والفكرة انتهت بانتهاء الحملة، ولكن مازال الغرب يفكر فى الفكرة وتحقيقها .. وبعد ذلك عرض الفرنسيون على محمد على باشا سنة 1846 فكرة الوصل بين البحرين لكن محمد على رد عليهم ردا يوضح وعيه السياسي، قائلا : «لا أريد بسفورا فى مصر ..ويقصد هنا البسفور فى تركيا الذى تسبب لها فى مشاكل مع روسيا والنمسا..
وطلب منهم بدلا من مشروع القناة.. مشروعا آخر وهو إقامة سكة حديد.. ولكنهم رفضوا لأن هذا المشروع يخدم مصر بالدرجة الأولي، وبعد ذلك تم ضرب محمد على واضعافه سياسا, فكر الغرب فى انشاء السكة الحديد، فى الطريق الموازى لقناة السويس فى سيناء لكن تبين أن المنطقة صخرية لا تصلح..
وهنا اقاموا سكة حديد كبديل لقناة السويس.. بمعنى أن الخط الأول من اسكندرية إلى القاهرة والخط الثانى من القاهرة للسويس, وليس الصعيد وهذا لنقل البضائع.. وهذا يؤكد أن فكرة السكة الحديد كانت بديلا لفكرة قناة السويس بعد ذلك تجددت الفكرة على يد فرديناند ديليسبس.,وكان يعمل فى القنصلية الفرنسية فى الاسكندرية فى عهد محمد علي.. و كان من عمر سعيد باشا ابن محمد على وقد نشأت بينهما صداقة, وعلمه ركوب الخيل والرماية.. واثناء هذه الفترة علم بمشروع قناة السويس الذى لم ينفذ، فجمع ما يستطيع من معلومات وافكار، وبعد ان انهى خدمته فى القنصلية عاد إلى باريس، ثم قابل الخديو سعيد مرة اخرى عندما جاء إلى فرنسا فى البعثة الدراسية... وهى كانت آخر بعثات محمد على العلمية وذلك عام 1947 وكانت تضم الخديو سعيد والخديو اسماعيل، وعندما أصبح بعد ذلك سعيد ولياً على البلاد ,جاء له ديليسبس وأحضر معه مشروع حفر قناة السويس وأوراقه وأهميته العالمية وحدثه عن سمعة مصر والوصول بين الشرق والغرب ....
هنا الخديو سعيد وافق على المشروع ... وعرض ديليسبس على سعيد ان يكون مؤسسا فى القناة باسهم تصل إلى 44% و 15% لمصر من الارباح سنويا فقال له سعيد لا املك المال الكافى فقال له سنقرضك!! وهنا بدأت الديون، ووضعت فرنسا شروطا جعلت من قناة السويس دولة داخل الدولة بمعني! ان الشركة تملك أرض القناة وتملك 5 كيلومترات شرقا و 5 كليو مترات غرب القناة ، وتعفى الشركة من دفع الضرائب والرسوم الجمركية على آلات الحفر، وتقدم مصر ايضا هى المسئولة عن حفر ترعة للمياه العذبة (فتم انشاء ترعة الاسماعيلية) وهذه الترعة تملكها الشركة، ومصر ايضا تقدم للشركة 4/5 من عمالة الشركة والشركة تقدم 1/5 وهم الفنيون ومدة الامتياز 99 سنة, بعد افتتاح القناة لمصر حسب اسعار هذا الوقت !! وتم بعد ذلك افتتاح القناة الاسطورى .
ولكن لماذا وافق الخديو سعيد على هذه الشروط المجحفة ؟ يجيب الدسوقى بأن سعيد لم يكن يدرك جيدا حجم الشروط المجحفة، وايضا لديه »الغفلة« التى أصيب بها اهل الشرق !!، وهو عدم تخوين الآخر بشكل ساذج، وهذه الآفة يدركها الغرب جيد ويقولون عن صفات الرجل الشرقى : ان الرجل الشرقى بسيط، عقليته غير علمية، لايفهم ما بين السطور, ولايفهم ما وراء الكلمات ، ويمكن الضحك عليه بالكلمات الحلوة لتحصل على ما تريد!!
ولهذا كان الغرب يجد صعوبة شديدة فى التعامل مع جمال عبد الناصر لانه يعى تماما اسلوب الغرب وكان يردد دائما اذا أعدائى مدحونى فهذا دليل على اننى أسير فى الطريق الخطأ.., وعند بداية حكم الخديو اسماعيل وعند قراءته للشروط قال كلمته الشهيرة «انا اريد ان تكون القناة لمصر ولا ان تكون مصر للقناة» .... وهنا طلب اسماعيل التحكيم وتعديل شروط الاتفاقية للبت فى الأمر , فى هذا الوقت قررت الشركة الفرنسية ان الذى يرأس التحكيم امبراطور فرنسا!!
وبعد المداولات ,وفى النهاية قال امبراطور فرنسا لسعيد :اننا لو وافقنا على تعديل شروط الاتفاقية هذا سيجعل العمل يمتد فى حفر القناة من عشر سنوات إلى عشرين عاما، وهذا سيعطل مصالح العالم .. فاضطر اسماعيل للإذعان! ، ثم بدأت الحلقة تضيق على مصر,حتى تخرج من حق ان تكون عضوا فى مجلس الادارة (هذا المجلس مكون من اصحاب الاسهم) اسهم فرنسية ومصرية وبلجيكية، وانجلترا البلد الوحيد الذى لم يكن يملك اسهما فى القناة بسبب التنافس التاريخى بين البلدين ،وهنا بدأت فرنسا تطالب بالاموال التى أقرضتها لمصر، وهذا بعد الافتتاح ,ولهذا اضطر الخديو اسماعيل لببيع حصة مصر من الاسهم إلى الانجليز وبعد ذلك، طلب المقرضون الفرنسيون اموالهم المتبقية ... فاضطر إلى التنازل لهم عن 15% من أرباح القناة، وهنا فعلا اصبحت قناة السويس دولة داخل الدولة والخديو اسماعيل ليس له علاقة أو سلطان على القناة .
وفى سنة 1909 قبل انتهاء امتياز الشركة الفرنسية لقناة السويس ب خمسين عاما، طلبت الشركة الفرنسية مد الامتياز أربعين سنة أخري، أى ان الامتياز يستمر حتى عام 2008، هذا الخبر سرب إلى محمد فريد زعيم الحزب الوطنى فى هذا الوقت,وهنا كتب عنه فى صحيفة اللواء ,وتحدث بجرأة عن الاستغلال والاستعمار، ولهذا اضطرت الشركة الفرنسية المساهمة إلى سحب المشروع.,هنا أدلل على ان الغرب، لم يكن لديه النية على ترك قناة السويس. اقول هذا رداعلى بعض الانتقادات التى توجه إلى قرار عبدالناصر لتأميم القناة سنة 1956، النقد الذى يقول ان الامتياز كان سينتهى 1968ولكن عبدالناصر بسبب قرار التأميم عرض مصر للعدوان الثلاثي، لماذا لم ينتظر 12 عاما؟
فى واقع الأمر كانت الشركة ستتعلل بأى شيء لتستمر، واقول لاصحاب الانتقادات: الشركة كانت تقوم بدراسات هندسية لتعميق القناة وتطويرها لتتحمل سفنا أكبر.. وكان جزء من مشروعاتهم إقامة قناة موازية.
وعند الغاء الامتيازات الاجنبية على مراحل لمدة 12 عاما مند بداية 1937.. صدر قانون للشركات الاجنبية وقد قدمه لمجلس الشيوخ عبدالرحمن الرفاعى المحامى الوطنى الذى كتب تاريخ الحركة الوطنية وعضو الحزب الوطني، وقدم مشروعا بتمصير الشركات الاجنبية سنة 1947 تمهيدا لالغاء الامتيازات الاجنبية أى لا تكون الشركات اجنبية ويدخل فيها العمالة المصرية ولغة المراسلات تصبح لغة عربية ورأس المال المصرى لاى شركة يكون 51% ,ولهذا الشركات الاجنبية اصبحت تغير اسمها وتبدأ ش. م. م. (شركة مساهمة مصرية).
ولذلك تجد ان الرئيس جمال عبدالناصر فى خطاب تأميمه لقناة السويس.. قال قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية وأن تحصل مصر على أرباح تصل إلى 7% وذلك تمهيدا لالغاء الامتيازات الاجنبية، والغاء المحاكم المختلطة، لان هذه المحاكم كانت الاطار القانونى الذى يحمى المصالح الاجنبية وهى حلت محل القناصل الاجنبية ثم جاءت ثورة 1952..، وانتشرت بعد ذلك الكتابات الوطنية التى تطالب بتأميم القناة.. وفى سنة 1952 نشر الدكتور مصطفى الحفناوى وهو يحمل الدكتوراه فى القانون من جامعة السوربون نشر مقالة فى فبراير 1952 عن رسالته قبل الثورة، حكى فيها قصة القناة، وهو أول من قال من حق مصر تأميم القناة.. فهى قناة حفرت بأيدى ابنائها، وعندما بدأت حركات التحرر الوطنى بدأ مناقشة مرة اخرى فكرة التأميم وتحديد الملكية الزراعية إلى مائة فدان، وعند قيام ثورة 1952كان الرئيس عبدالناصر يفكر فى تأميم القناة وقد استدعى الدكتور مصطفى الحفناوى وسمع منه شرحا لوضع قناة السويس وسأله عن مدى أحقية مصر فى تأميم القناة، وظلت المسألة مختمرة فى ذهنه، وعندما بدأت الامور تتعقد مع الغرب فى مسألة توريد السلاح لمصر، نجد فى هذه الفترة الانجليز ابرموا صفقة مع الملك فاروق لتوريد أسلحة طبقا لمعاهدة 1936، وبعد الثورة رفضت انجلترا ارسال الاسلحة لمصر بسبب المطالبة بالجلاء!! فذهب عبدالناصر إلى الامريكان، فرفضوا الأمر، فذهب الرئيس عبدالناصر إلى الاتحاد السوفيتى (زمن الحرب الباردة)هنا وافق الاتحاد السوفيتى على ارسال أسلحة لمصر لا احد ينسى ان أمريكا 1951سنة، وبعد حرب 48، وهدنة رودس سنة 1949, ابرمت معاهدة تقر فيها أنها مسئولة عن أمن وحماية اسرائيل، ومن هذا الوقت إلى الآن من المستحيل ان تقترح امريكا مشروع أو توافق على مشروع من اى قوة دولية، الا إذا كان فى صالح اسرائيل أو على الاقل لايضر اسرائيل.، ورايى أن صفقة امريكا والدول الست مع ايران » ليست ضد اسرائيل,هذه الصفقة فى رأيى لمساعدة ايران على تثبيت اقدامها فى اليمن للسيطرة على باب المندب، وهذا طبعا له تأثير شديد على مصر.
فى عام52لم يكن لدينا إلا خزان أسوان وتم تعليته مرتين.. لكن الماء غير كاف ومحتاجين الى رى دائم.. فأرسل عبد الناصر بعثة برئاسة القيسونى لتمويل مشروع السد العالي, ولكن امريكا رفضت تمويل المشروع.. لأنها أدركت ان مشروع السد العالى سيزيد الانتاج فى مصر ,وهذا يمنع الاستيراد وهنا قرر عبد الناصر اللجوء الى الاتحاد السوفيتي, لكن الأمريكان شعروا بالخطر, ولذلك اعلنوا ان البنك الدولى سيمول المشروع، هنا امريكا قررت منح مصر 70 مليون دولار منحة لا ترد وبريطانيا قررت منح مصر 15 مليون استرلينى منحة لا ترد .
لكن عبد الناصر على الجانب الآخر كان يعمل على تقوية الحياد الإيجابي, ودعم ثورات التحرر الوطني، وبناء القوة فى الداخل وتسليح الجيش، وتعقد الأمر، عندما جاءت الصفقة التشيكية فى سبتمبر 1955، وتسرب تقرير مجلس الأمن القومى الأمريكى من الرئيس ايزنهاور فى يناير سنة 1956 وقال فيه ان لابد من توجيه ضربة للجيش المصرى قبل ان يتدرب على السلاح الجديد، حتى لا يحدث خلل فى التوازن مع اسرائيل.. وعبد الناصر هنا قال لو الاتحاد السوفيتى رفض اعطاء مصر سلاحا سأذهب الى الصين الشعبية، وهى ليست عضوا فى الأمم المتحدة,وهنا بدأت امريكا تتقاعس عن تمويل السد العالي، وفى 19 يوليو 56 كان عبدالناصر ونهرو وتيتو فى اجتماع خاص بالحياد الإيجابي، وقبل أن يدخل الاجتماع اتصل عبدالناصر بسفيرنا فى واشنطن الدكتور أحمد حسين فقال عبد الناصر له انا موافق على بعثة تدريب الأسلحة، لكى يمول البنك الدولى السد العالي,لكن فى المؤتمر الصحفى هاجم عبد الناصر المساعدات المشروطة ,والاستعمار، والاستغلال, وتكلم عن التحرر الوطنى وتحرر الشعوب، هنا قررت أمريكا الغاء تمويل مشروع السد العالى فى نفس اليوم.. وعبد الناصر هنا كان يناور الغرب ,وفى اسبوع واحد جهز عبد الناصر مسألة تأميم قناة السويس وكانت كلمة السر فى الخطاب أن اول ما عبد الناصر يذكر اسم ديليسبس فى الخطاب، هذا إشارة بتحريك فرقة عسكرية مصرية للاستيلاء على القناة، قبل ما يعلن قرار تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية بعد اعلان عبدالناصر تأميم القناة..
بعد ذلك تم الترتيب لعقد مؤتمر فى لندن فى 6 أغسطس 1956 من المنتفعين من قناة السويس لمعرفة كيف ستسير الأمور خوفا من ادارة مصر للقناة وخوفهم من منعها مرور السفن الإسرائيلية.. وكان هدفهم الوصول الى مبدأ يؤكد حرية الملاحة لجميع السفن ,والهدف مرور السفن الإسرائيلية,لأن عبد الناصر منع مرور السفن الإسرائيلية, ومنع مرورالسفن التى تحمل بضاعة الى إسرائيل او خارجة من إسرائيل.,وبعد ذلك, عبد الناصر لم يحضر هذا الاجتماع واعتذر قبل اسبوع من انعقاد الاجتماع .
وموقف عبد الناصر هذا بسبب، لاننا فى حرب مع إسرائيل بسبب القضية الفلسطينية, ومن غير المعقول السماح لقوى معادية بالمرور، وانعقد المؤتمر، وتم ارسال رئيس حكومة استراليا ومعه مندوب من ايران ومندوب من الحبشة الى مصر, ليعرضوا قرارات هذا المؤتمر على عبد الناصر وهو حرية الملاحة واشتراك كل الدول فى ادارة القناة..، ورفض عبد الناصر هذه القرارات، ونبه رئيس حكومة استراليا عبد الناصر انه فى حالة الرفض ستتحرك سفن بحرية انجليزية وفرنسية لكى يفرضوا هذا القرار، وهنا أنهى عبد الناصر المقابلة,هذه هى قصة كيف كانت القناة دولة خارج الدولة ثم تعود القناة الى سيادة الدولة.
ردا على سؤالنا عن انه فى 2013تعرضت قناة السويس لأزمة فى عهد حكم الاخوان :فعلا القناة تعرضت لازمة كبيرة وذلك لان الرئيس محمد مرسى لم يكن يحكم كرئيس لدولة مصر.. لم يكن لديه هذا المفهوم ,كان سيحول قناة السويس التى تحت السيادة المصرية إلى دولة خارج الدولة.. بمعنى أن الشركات الأجنبية ستحصل على الأرض انتفاعا، وهى التى ستحصل على الإيرادات.. وللأسف نفس الفكرة كانت لديه وهى انه مستعد أن يتنازل عن حلايب وشلاتين فى السودان.. باعتبارها بلدا اسلاميا!!
كان مشروع محور قناة السويس فى عهد الاخوان ومحمد مرسى مأساة, لأنه كان سيخرج القناة من حدود سيادة الدولة المصرية وهذه كارثة كبري.. مثلما كان يفكر فى التنارل عن 40% من مساحة سيناء على الحدود بين غزة ورفح والعريش لصالح اقامة غزة الكبرى ليدخل الاسرائيليون الفلسطينيين فيه!! ليس لديه احساس بمعنى الوطن..
للاسف هناك بعض الادعاءات أن مشروع قناة السويس الحالى هو مشروع محمد مرسي.كيف ترى الامر؟ يجيب هذا خطأ تماما
هناك فرق جوهرى بين المشروعين، مشروع قناة السويس الجديد الذى أشرف عليه الرئيس السيسى هو تطوير المجرى الملاحى من أجل زيادة سعة السفن التى تمر، وهذه الفكرة كانت موجودة عند الشركة الفرنسية من البداية، وهى إقامة قناة موازية من السويس إلى الاسماعيلية، وهذه المنطقة مليئة بالصخور، فكانت تمنع تحركات المراكب فى وقت واحد.. ولذلك فالمجرى الموازى سيسهل الوقت والجهد.
وهذه القناة الجديدة عبارة عن فتح جديد وتطوير كبير للمنطقة.. شركات ورش وصيانة ومشروعات متعددة وصناعة.. وتشغيل عمالة والمتوقع أنها ستوفر مليون فرصة عمل وأيضا سيصبح هناك تعمير للمنطقة وهذا سيخفف الكثافة فى مكان جديد،وهذا سيخدم البلد من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
للأسف نحن فى مصر لدينا ما يطلق عليه »عواجيز الفرح« وهؤلاء لا عمل لهم إلا توزيع الانتقادات.. وهم غير مدركين أن الرئيس السيسى يحكم وسط قيود خطيرة جدا، الغرب لايريد ناصر مرة أخرى مع أن المصريين رافعين صورة السيسى مع عبدالناصر، الغرب يخشى من اهتمام السيسى بقضية العدالة الاجتماعية.. وهناك أمثلة كثيرة منها انهاء أزمة الغارمات، وكذلك حل أزمة أصحاب التاكسى الأبيض وأقساط السيارات, اسقاط ديون الفلاحين، لهذا بالفطرة وضع المصريون الصورتين جنبا إلى جنب.,الرئيس السيسى يعمل بدون أن يتكلم فى مسألة العدالة الاجتماعية حتى لا يزداد الهجوم الخارجى عليه..
أيضا انتقد »عواجيز الفرح« تدخل الرئيس السيسى فى حل مشكلة اليمن.. وقالوا لماذا نتدخل فى اليمن، أليس من الأفضل حل مشاكلنا الداخلية المتراكمة وهم لا يعلمون أن اليمن بلد مهم جدا بالنسبة لأمن مصر.. ووقوع اليمن فى يد الحوثييين وايران هذا سيهدد مدخل البحر الأحمر ويهدد قناة السويس، وهنا لن تفيد الاتفاقيات الدولية ولا المياه الاقليمية.. وكلنا يتذكر عندما اضطر جمال عبدالناصر إلى غلق قناة السويس حتى لا يهاجمنا الأعداء.. مشروع قناة السويس الجديدة هو مشروع العبور إلى المستقبل.. وهو مشروع جاذب للعمالة والعمل وتشغيل الشركات والمصانع وهذا فى أبسط الأمور سيخفف الضغط على المدن ويقلل من المناطق العشوائية وقد يلغيها، لأن المناطق العشوائية تتكون من سكان الريف وليس المدن, سكان الريف والمحرومون من فرص للحياة والعمل ، ولهذا هؤلاء يهاجرون إلى المدن وتتكون المناطق العشوائية.. لكن وجود فرص عمل فى المحافطات والقرى أو فى مشروع القناة الجديد سيقلل من الهجرة..
ومن أهم ما يميز مشروع قناة السويس الجديد فى رأيي:
ان مشروع قناة السويس جسر لبناء الأمل، وشاهد على قوة إرادة المصريين ,والاستقلال, وعدم الخضوع لشروط التمويل الخارجى والشعب المصرى استجاب بأمواله القليلة وجمعوا 60مليار جنيه مصرى فى أيام قليلة ,وهذا دليل على التفاهم حول الرئيس السيسى ,وحبهم للوطن وتمسكهم بالأمل وثقتهم فيه.. ,وهذا المشروع فى رأيى نوع من التحدى للغرب بأن مصر قادرة على التنمية وبناء القوة لأن للأسف من يفكر فى بناء القوة فى مصر تكون نهايته وشيكة مثلما فعلوا مع محمد على ومع عبد الناصر، نهاية الاثنين واحدة عبد الناصر أراد بناء القوة، بناء جيش وبناء اقتصاد وعدم الاستيراد بل تصدير، وأن يكون للدولة دور كبير فى التعليم والتوظيف.. ولهذا حاول الغرب التخلص من عبد الناصر والغرب غاضب أن المصريين يحبون السيسى ومدركون بأوجه الشبه بين الاثنين.
وأرى ان مشروع قناة السويس الجديد هو جزء مهم فى تنمية القوة الاقتصادية لمصر.. وبؤرة عمل وأمل للشعب المصري..
هل أنت مع مقولة أننا يمكننا تغيير العالم بقناة السويس الجديدة؟
نعم هذا التعبير فيه بلاغة، المقصود هنا أن العالم سيغير فكرته عن مصر المنهارة اقتصاديا وأنها منعدمة التفكير, وأنها تترك للغير أن يفكروا لها,.. بالعكس أثبتنا أننا قادرون على التفكير وعلى الفعل وافتتاح مشروع قناة السويس ,الآن هو رسالة للعالم أننا دولة قوية قادرة آمنة رغم كل الحوادث الصغيرة.
هل يمكن لمشروع قناة السويس الجديدة أن يحول مصر إلى دولة قوية ويغير موازين القوي؟
يجيب ولأن الطريق مفتوح لمصر لذلك يتم محاربته من خلال الثورة فى اليمن ,والحرب فى اليمن لأنهم يعلمون أن قناة السويس الجديدة ستؤدى إلى مزيد من القوة لمصر ,ومزيد من الاستقرار وعدم الانصياع للسياسة الدولية والشروط الدولية لتقديم المساعدات التى حذر منها جمال عبد الناصر والمساعدات المشروطة لهذا الغرب الذى يريد أن يقضى على هذا المشروع.. بمعنى أن مصر تتكلف الجهد والمال ولا أحد يمر من القناة.
وختاما.. أحب أن أقول لعواجيز الفرح فى مصر عليهم أن يتحرروا من مبدأ الانتقاد الدائم لما تقوم به الإدارة المصرية فى عهد الرئيس السيسى ,لأننا لدينا شخصيات تحترف الانتقاد بدعوى حرية الرأى ,وأن هذا المشروع لم يتم مناقشته اجتماعيا!! عليهم أن يثقوا فى القيادة التى اختاروها وإذا كان هناك أخطاء حقيقية ملموسة فليكشفوا عنها ليقف الناس معكم ضد هذه الممارسات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.