بعد زيارة قصيرة لنائب الرئيس اليمنى خالد بحاح إلى مدينة عدن أمس الأول، وصف زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثى مساء أمس التطورات الأخيرة فى عدن ب «الانتصار المحدود» للتحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية ، قائلا إن هذه التطورات لا تمثل إلا حدثا جزئيا عارضا لم يؤد إلى حسم المعركة ، وأن جماعته ستقوم بتعويض ما حدث فى عدن فى المستقبل .وقال فى خطاب بثته قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين إنه ليس هناك ما يدعو للقلق إزاء هذه التطورات، زاعما أن الرياض عملت على تهويل الأمور فى عدن لكسر ثبات الشعب اليمنى ضمن الحرب النفسية التى تستخدمها فى اليمن، وأن تلك التطورات لا تمثل مكسباً حقيقياً للتحالف العربى بقدر ماهى انزلاق حقيقى له فى مستنقع كبير لأنه كل ما إسترسلت السعودية فى عملياتها فهى تستنزف نفسها، ويتدهور إقتصادها، ويتفكك نسيجها الاجتماعي، وستخسر - على حد زعمه - فى نهاية المطاف « وبرر الحوثى استعادة المقاومة الشعبية السيطرة على كافة المديريات فى عدن بسبب بعض التساهل من اللجان الشعبية والجيش بعد الانتصارات التى تم تحقيقها، إضافة إلى عودة العديد من أفراد اللجان الشعبية لزيارة أهاليهم خلال عيد الفطر.وأضاف الحوثى أن «الخيارات الإستراتيجية» التى ستتخذها جماعته باتت ملحة فى هذه الفترة، إلا أنه لم يورد أى تفاصيل عن هذه الخيارات. ولفت الحوثى إلى أن الحلول السياسية للأزمة الراهنة فى اليمن لا زالت متاحة ومرحبا بها فى أى وقت.وقد لقى مواطن سعودى مصرعه إثر سقوط قذيفة من الأراضى اليمنية على مدينة نجرانجنوب غرب المملكة أمس. وقال المتحدث الإعلامى للدفاع المدنى بمنطقة نجران المقدم على بن عمير الشهراني، إن الدفاع المدنى تلقى فجر أمس بلاغا عن سقوط قذيفة عسكرية من داخل الأراضى اليمنية على منزل بمدينة نجران، نتج عنه استشهاد أحد المواطنين. وفى عدن، قتل9 أشخاص بينهم 5مدنيين وأصيب 81 آخرون خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فى سلسلة انفجارات لألغام أرضية زرعتها ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق على عبدالله صالح قبل انسحابهم من عدن. وعلى صعيد آخر، أصدر الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى من مقر إقامته فى الرياض قرارا جمهوريا بتعيين مستشارين جدد له من بينهم حيدر أبو بكر العطاس وهو رئيس وزراء الجنوب سابقا والموجود بمنفاه الاختيارى بالسعودية منذ حرب الانفصال عام 1994. كما عين هادى أيضا عبدالعزيز جبارى مستشارا له، وهو أحد القيادات المستقلة الشمالية ورئيس حزب العدالة والتنمية، إلى جانب تعيين احمد عبيد بن دغر مستشارا له وهو من أبناء الجنوب و نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبى العام، وانتقل إلى الرياض مؤخرا بعد تأييد شرعية هادى. ومن جانبه، أكد بحاح أن زيارته لعدن تأتى تهيئة لعودة الحكومة لممارسة مهامها ونشاطها من المدينة، والاطلاع المباشر على الأوضاع فيها ومتابعة الأعمال الإغاثية وإعادة الخدمات إلى جميع مديريات محافظة عدنوالمحافظات المجاورة والشروع فى وضع الخطط اللازمة لعملية إعادة التأهيل والإعمار. وأضاف بحاح أن الانتصارات المحققة فى عدن ستكتمل بتحرير بقية محافظات الجمهورية اليمنية وخاصة العاصمة صنعاء وستقوم الحكومة بتعزيز قدرات الجيش الوطنى والمقاومة الشعبية من أجل وضع نهاية سريعة لما تقوم به ميليشيات الحوثيين وصالح فى مختلف محافظات الجمهورية. وقال:وستبدأ من الآن وضع الأسس لإعادة تأسيس قوات الجيش والأمن وفقا لثوابت وطنية ولن يكون هناك إقصاء لأى فرد فى الأمن والجيش إلا من اختاروا لأنفسهم طريقا آخر بعيدا عن الالتزام بسلطة الدولة والشرعية الدستورية.