يحتضن شارع المعهد الدينى بالاسكندرية معسكر أبى بكر الصديق الدولى الذى يتوافد اليه سنويا الآلاف من طلاب الدول الاسلامية، ونظرا لاهميته صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (1408) لسنه 2003 باعتبار مشروع توسيع شارع المعهد الدينى بالعصافرة قبلى من اعمال المنفعة العامة والاستيلاء بطريق التنفيذ المباشر على العقارات اللازمة له وكان الهدف من هذا القرار هو ازالة السوق العشوائية ورفع الاشغالات بالشارع وفتحه للمرور مع انشاء سوق بديلة يستوعب الاف الباعة الجائلين الذين اغتصبوا الشارع بعد أن اختفت معالمه تماما بسبب الفوضى والعشوائية وبتاريخ 5 مارس 1999 وافق المجلس الشعبى المحلى على ازالة السوق العشوائية بشارع المعهد الدينى بالعصافرة القبلية وفتح الشارع للمرور، وبالفعل تم انشاء سوق بشارع (30) بالعصافرة يضم (640) محلا بتكلفة (36) مليون جنيه بالاضافة الى انفاق نحو (22) مليون جنيه لتطوير الشارع وتوصيل المرافق اليه وكانت المفاجأْة رفض الباعة الانتقال للسوق الجديدة، ومن انتقل إليها سرعان ما تركها وعاد لشارع المعهد مرة اخرى دون أن ينبس أحد من السادة المسئولين بكلمة ولو حتى اعتراض أو تانيب، والادهى من ذلك ان بعض الباعة قاموا بتحويل المحال الى مخازن لبضائعهم والبعض الاخر قام ببيع الباكية وهذا مخالف للقانون، القانون المغيب بفعل فاعل بالاضافة الى عجز السادة المسئولين بالمحافظة عن تنفيذ قرار نقلهم. وفى ظل الغياب الامنى وتغييب القانون عاد الامر اكثر سوءا بالشارع الكبير بعد قيام الباعة بعرض بضائعهم فى حرم الطريق الذى اختفى تماما واصبح مغلقا أمام السيارات بل والمارة ايضا الى جانب سرقة التيار الكهربائى حيث وصل استخدام الباعة لاكثر من (40) ألف لمبة كهربائية يوميا، وبقرار عشوائى غير مدروس من اجل ارضاء الباعة الجائلين قام محافظ الاسكندرية الاسبق باصدار قرار ببناء (باكيات) فى حرم الطريق بالجزيرة الوسطى فوق خطوط الغاز الطبيعى والكهرياء والمياه والصرف الصحى لتأجيرها للباعة، وهذه كارثة وتتعاظم برفض الباعة الانتقال الى الباكيات والاستمرار فى احتلال الشارع وفى تحد صارخ قاموا بتأجير الباكيات من الباطن ومنهم من حولها الى مخازن واكثرها تم تكسيرها وتحويلها الى دورات مياه للباعة الجائلين، اما الامر الذى لايستوعبه عقل هو عدم وجود نقطة للشرطة او الاسعاف داخل تلك المنطقة المكتظة بالسكان والمحتلة من قبل الباعة الجائلين الذين اصبحوا عائقا غاية فى الخطورة امام دخول سيارة اسعاف او سيارة اطفاء فى حاله نشوب حريق داخل العقارات او داخل الباكيات المصنوعة من القماش، وللكارثة وجوه اخرى ومنها تحول منطقة المعهد الدينى الى منطقة موبوءة وملوثة بسبب تراكم الاف الاطنان من القمامة بطول الشارع، تلك القمامة الناتجة من الباعة على مدى اليوم، ونظرا لعدم رفع اتلال القمامة من شوارع الإسكندرية بصفة عامة اصبحت اكوام القمامة فى شارع المعهد الدينى أحد السمات المميزة امام الضيوف الاجانب القادمين الى المعسكر الدولى الكارثة بكل المقاييس محاطة بضعف المواجهة من قبل السادةالمسئولين بوضع حلول عمليه للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين والاستسهال فى وضع حلول عشوائية خاطئة.قضت على أمال اهالى الاسكندرية وايضا طلاب المعهد الدينى فى قيام المحافظة بازالة السوق وتجميل الشارع ليكون واجهة ازهرية مشرفة امام طلاب العلم الذين يأتون إليها من مختلف دول العالم، هؤلاء الطلاب والوزراء الذين يشاهدون الفوضى فى اقصى صورها كما شهدها هانى المسيرى محافظ الاسكندرية الذى قام بزيارة المنطقة الشهر الماضى واطلق الوعود بعودة الشارع العالمى الى صورته الاولى عقب التطوير. والسؤال: هل يستطيع محافظ الاسكندرية ازالة تعديات الشارع خاصة و نحن فى شهور الصيف ونستقبل الطلاب الاجانب فى معسكو أبوبكر الصديق.