تعقيبا على ما كتبه؟ أحمد البرى بعنوان «التحريض على الفسق» والذى يدق فيه ناقوس الخطر إزاء ما وصلت إليه حالة مجتمعنا من هذا التدنى الأخلاقي ودور وزارة الثقافة السلبى فى هذا الشأن بغية التصدى لهذا العبث لما تحويه هذه الأفلام الهابطة التى لاتهدف سوى التربح السريع، دون أى اعتبار لأخلاقيات، لتتخذ من المشاهد الإباحية والإيماءات الجنسية الصريحة، وسيلة لاجتذاب الشباب الذين يمثلون السواد الأعظم من المجتمع، وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء، وبالتحديد فى سبعينيات القرن الماضي، وما عاصرته فى ذلك الحين، لنبحث عن حالة المجتمع آنذاك، لوجدنا أن هناك فارقا كبيرا بين أحداث الماضى وبين هذا الوضع الذى نعيشه اليوم، فعلى سبيل المثال، تسريب مجلة تحوى صورا إباحية دسها أحد التلاميذ خلسة فى حقيبته بين كتبه أو بين طيات ملابسه، ليشاهدها زملاؤه فى الفصل! كان بمنزلة تهريب المخدرات، ومرت السنون وتغير الوضع وظهر جهاز الفيديو، وكان الكثيرون يحرصون على اقتنائه بغية مشاهدة الأفلام الجنسية فى الأساس تذكرت للتو فيلم «غريب فى بيتى» ( شحاتة أبو كف) ، بغض النظر عن استخدامه لمشاهدة المواد المفيدة، ثم ظهر جيل الكمبيوتر والإنترنت، وما كان صعب المنال فى الماضي، أصبح اليوم يسيرا، بمجرد نسخ آلاف الأقراص المدمجة «السديهات» التى تحوى أفلاما جنسية وإباحية كاملة بالصوت والصورة ، ليتداوله المراهقون دون سن العاشرة بسهولة ويسر بلا أى مجهود، إلى جانب المواقع الإباحية على الانترنت ليتردد عليها آلاف المراهقين والشباب فى البيوت، بلا رقيب حتى فى وجود الآباء فلا تستطيع مراقبة تصرفات أبنائك وما يشاهدونه على مدى الساعة فى غياب الوازع الدينى والأخلاقى لديهم ، فهذه العوامل قد اسهمت حقا فى تفشى حالة الفسق والفجور فى المجتمع ، أما بخصوص القائمين على الرقابة على المصنفات الفنية، فسيتصدى لك من يتذرعون بحقهم فى حرية التعبير، ويتهمونك بأن منع عرض هذا الفيلم أو ذاك يعد مصادرة للحريات بل يعد كبتا وتكميما للأفواه .!! ان المثل البلدى يقول «برقع الحياء اتخلع» هذا بالضبط حالنا اليوم أما فيما يتعلق بالأبناء الذين يضربون عرض الحائط بالمبادئ التى تربوا عليها وينساقون وراء تقليد ما يفعله الممثلون فبالفعل كانت البداية مسرحية «مدرسة المشاغبين» ثم تلتها مسرحية «العيال كبرت» فى أواخر سبعينيات القرن الماضى وماترتب عليهما من أثر سلبى فى العلاقة بين التلاميذ ومدرسيهم والأبناء وآبائهم. إن انهيار القيم والأخلاق لا حل له سوى اداء مراجعة جادة لما يدور فى الملاهى الليلية والفنادق وعودة مقص الرقيب إلى السينما كما كان فى الماضي، ومنع عرض الأفلام المخلة بالآداب، واستحداث جهاز تابع لشرطة الآداب يعمل بجدية على تقنين شكل وهيئة ملابس الراقصات بحيث لا تكون مبالغة فى العري، فتدعو للإثارة، ومراقبة تصرفاتهن خاصة فى الأحياء الشعبية حيث تقام الأفراح. د.رفيق يوسف أسعد طهطا سوهاج