اليوم تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمى لمكافحة فيروس «سي» وهى أول مرة تقيم فيها الاحتفال بمصر تقديرا لدورها فى مكافحة المرض ووفقا لبرنامج اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية الذى يعتبر النموذج الانجح والأكبر عالميا لتمكنه من علاج 100 ألف مريض خلال ثمانىة أشهر ويجب أن تتضافر جهود الدولة والمجتمع المدنى لتحقيق الهدف المنشود وينبغى معرفة بعض الحقائق ومن أهمها: ان مشكلة فيروس «سي» عالمية، فلا توجد دولة فى العالم ليس بها المرض، وتشير الأرقام إلى وجود نحو 170 مليون مصاب بالفيروس «سي»، على مستوى العالم وتقع مصر ضمن أكبر اربع دول بها المرض، ويعتبر فيروس«سي»، السبب الرئيسى لتليف الكبد ومضاعفاته. يعتبر التحدى الأكبر ارتفاع عدد المرضى فى مصر إلى ثمانية ملايين مريض بالإضافة إلى المرضى الجدد، ففى خلال عام 2013 سجل نحو 168،800 مريض جديد بالفيروس وهذا يمثل أهم عائق لتحقيق الهدف المنشود، خاصة إذا كان مخططا أن تتحمل الدولة علاج 200 300 ألف مريض سنويا، وماذا ستكون المحصلة عندما تعالج مائتى ألف مريض ونضيف مائة وسبعين ألف مريض جديد. وهى معضلة فى غاية الأهمية خاصة عندما نعرف أن المريض يمكنه نقل العدوى إلى ثلاثة أو أربعة أفراد من أسرته طوال فترة مرضه. ما يهون من حجم المشكلة ان المرض يتطور ببطء. فى معدل حدوث التليف مع فيروس«سي»، يحدث فى نحو 20%، وبعد مرور فترة طويلة نحو عشرين عاما، ولكن هذه الفترة الزمنية قد تطول او تقصر حسب حالة الكبد ووجود امراض أخري، فالكبد الدهني« وهو المشكلة الصحية المقبلة»، نتيجة البدانة والسمنة وقلة ممارسة الرياضة وتغيير النمط الغذائى من نمط معتمد على الخضراوات والفاكهة الى نمط معتمد على الوجبات السريعة عالية الدهون، بالاضافة إلى الاستخدام العشوائى للأدوية خاصة المسكنات والمضادات الحيوية والأعشاب مجهولة المصدر كل هذه العوامل تسرع من حدوث التليف، وحيث إنه لا توجد دولة فى العالم يمكنها تحمل نفقة علاج هذا العدد الكبير من المرضى فإن ذلك يستوجب على الجميع التفكير والتدبر بأن نجعل هذا المشروع القومى فى حيز التنفيذ بحيث تتضافر جهود الجميع لتحقيقه، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون من خلال مايلي:- صندوق قومى لعلاج المرضى غير القادرين: يتم تحويله من أموال الزكاة عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة»، كما يخصص جزء من دخل الإعلانات المسموعة والمرئية للصندوق وأيضا دعمه من دخل الحفلات الليلية بالملاهى والفنادق والأندية وتذاكر السينما وإعلانات الطرق وكذلك إسهام البنوك ورجال الأعمال وإقامة حفلات فنية ومباريات رياضية يتبرع فيها الفنانون واللاعبون بأجورهم. أن يقوم أصحاب المصانع والشركات: بتحمل تكلفة علاج المرضى العاملين على أن يتم خصم تكلفة العلاج من حصة الضرائب المقررة عليهم. تسهم البنوك فى دعم الصندوق القومى لعلاج غير القادرين وتسهم أيضا فى علاج المرضى العاملين بها وتحمل تكلفة علاجهم، وأن تسمح لغير القادرين بتحمل تكلفةالعلاج بالاقتراض دون فائدة والسماح بتقسيط القرض على فترات طويلة. مؤسسات المجتمع المدنى لها دور مهم حيث: يقع عبء التوعية بالسلوكيات الخاطئة التى تسهم فى نقل العدوى على الجميع وهو مايستوجب التوعية بوسائل غير تقليدية مثل الرسائل الإلكترونية والهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعى والندوات فى المدارس والأندية والمصايف وقصور الثقافة، ووضع خطة توعية شاملة بطرق نقل العدوى وكيفية تجنبها، وكذلك تقليل التخوف من المرض وأن هذا المرض أصبح له علاج شاف. دور الإعلام: الإعلام بما يملكه من جاذبية التأثير فى توعية المواطنين بمصادر العدوى والاقلاع عن السلوكيات الخاطئة خاصة ونحن نعانى من ضعف مجتمعى بسبل نقل العدوى ومن المهم فى هذا الصدد وجود مبادرة إنتاج عمل درامى مؤثر وعمل إعلانى توعوي، ولعلنا نذكر إعلان مقاومة البلهارسيا للفنان الراحل محمد رضا« طول ماندى ضهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا فى جتتنا ماترعي». فلماذا لم يتم إعلان شبيه بذلك حتى الآن يتخلل المسلسلات والأفلام ويتم التنويه عنه يوميا للتوعية بالمرض وسبل نقل العدوى والعلاج. وإنتاج برامج تثقيفية لرفع المستوى الثقافى الصحى العام للتوعية بأعراض المرض ومضاعفاته وحث المرضى على اتباع الخطوات الصحيحة فى العلاج والتقليل قدر الإمكان من تعاطى الأدوية بالحقن خاصة الفيتامينات مادام الدواء البديل بالفم متوافرا، ومشاركة نجوم المجتمع من فنانين ولاعبين ونخب وماتملكه مصر من قوى ناعمة صنعها التحضر المصرى فى برامج تثقيفية مباشرة وغير مباشرة حول المرض، وزيادة الوقت المخصص للبرامج الصحية واستضافة المختصين للتوعية بالمرض مع مراعاة عدم التهوين والتهويل بالمرض. أن هذا المشروع القومى بات من الضرورى أن نلتف حوله. د. عصام عزوز مدير عام بالرعاية الطبية بالتليفزيون