قصص إنسانية مفجعة تشق القلوب وتدمى النفوس وتجعل العين تزرف الدموع حتى نلحق بالاحباء الذين رحلوا عنا وترك الضحايا الديار خاوية الا من ذكرياتهم الجميله وخلت البيوت من اصوات الضحكات وتبدلت باصوات الصراخ والعويل واتشحت الحوائط بالسواد الطفله «منه» والملاك البرىء وطائر الجنه ذات العامين غرق جسدها البرىء فى نيل الوراق وصعدت روحها الطاهرة الى ربها راضيه مرضية ولكن حدث ماهو اغرب من الخيال فقد طفت شهادة ميلادها على سطح مياه النهر حيث كانت الشهاده فى جيب والدها وخرجت من طياته وهو يحاول انقاذ ابنائه وزوجته وكأن «منه» تركت للمسئولين شهاده ميلادها ليستخرجوا لها شهاده وفاتها وهى تقول لهم بأى ذنب مت وتقول «انا الطفله انا المسافره الى العالم الاخر انا الطائره الى الجنه اوصيكم بكل الاطفال حتى لاينالوا نفس مصيرى اوصيكم بقطع يد الاهمال حتى لاتمتد لاحد غيرى « «صوره لحذاء وشنطه العيد» لصغيره لم تكتمل فرحتها ولم تهنأ بالعيد واغتال الاهمال احلامها وماتت فى النهر ولم يتبق منها سوى حذائها وحقيبتها لتكونا شاهد عيان على اشخاص نصبوا من انفسهم عزرائيل لسلب ارواح البشر بعد ان عاثوا فى مياه النهر فسادا وانفسهم امنه ومطمئنة بأنهم يعملون كل ماهو مخالف فى غفله من المسئولين الذين تركوا نهر النيل للبلطجية واستولوا على اجزاء كبيره منه ومسئولى المسطحات المائية نائمين فى سبات عميق لم يوقظهم سوى تلك الفاجعه وبعد قليل سوف يستغرقوا فى النوم مرة أخرى حتى تقع كارثة جديده ليستمر مسلسل الاهمال . «صور كثيره للشقيقات الثلاثة ووالدتهن وصوره احداهن مع خطيبها» وعلامات الفرحه على وجوههن وبذور الامل تنمو بداخلهن بان يتخرجن فى الجامعة ويرتدين ثوب الزفاف الابيض ويحملن لقب امهات الا ان الاهمال والفساد اقتلع جذور الاسره كلها ولم يتبق منها سوى مجموعه من الصور لفتيات تحملن وجها ملائكيا ليكونوا عرائس السماء ويخلفن من ورائهن ذكرى اليمه تبعث الحسرة واللوعة فى قلب كل من يتذكرهن ورحلت الشقيقات الثلاث باحلامهن ليبقى الاهمال والتقصير حيا ليسلب روح كل من يقع تحت سيفه ولنرفع شعار «عاش الاهمال ومات البسطاء». «وصورة اخرى لوالده الفتيات الراحلات» اختطفها الموت المفاجىء هى الاخرى وهى تحمل فى ملامحها كل احزان العالم ودموع متحجرة داخل عينيها وكأنها كانت تعلم بالنهايه المأساويه التى تنتظرها وبناتها الثلاث وكان القدر ارحم بها من المسئولين الذين تركوا النهر العظيم للبلطجيه ومتعاطى المخدرات ليزهقوا ارواح البشر واختطفها الموت مع فلذلت الاكباد حتى لاتكتوى بنيران فراقهم «صورة بطاقة الاب عبد السميع مصطفى عميره» الذى حصد النهر روحه ومعه زوجته واطفاله الثلاثه «باسم وبسمله ومنه» وغرقوا جميعا فى مياه النهر وسط الظلام الدامس بينما طفت صوره بطاقه الاب على سطح مياه النهر ليذكر المسئولين بنفسه ويتهمهم بالتسبب فى وفاته ومعه عائلته الصغيره ورحل مصطفى ولم يتبق سوى صوره بطاقته لتكون وصمة عار فى جبين المسئولين عن النهر الخالد والذين تراخوا وتنصلوا عن مسئولياتهم وتركوا البلطجية يعثون فى النهر فسادا «منه» الطفلة البريئة وطائر الجنة رحلت لتستقبلها الملائكة على ابواب الجنه لتكون شفيعه لوالديها الذين غرقوا معها ولكنها تركت على مياه النهر حذاء العيد الجديد الذى لبسته لأول مرة يوم الكارثّة طفا الحذاء على صفحة الماء بينما غرقت الصغيرة «منه » عدد من الحقائب بداخلها اموال ومشغولات ذهبية تم انتشالها من النهر بينما مات اصحابها الذين دفعوا ارواحهم ثمنا للاهمال واللامبالاه وازهقت ارواحهم البريئة لاتفه الاسباب والسؤال الذى نطرحه دم هولاء الابرياء فى رقبة من ؟.