أطلق مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر « قوافل السلام» التى بدأت تغزو عددا كبيرا من البلدان بهدف بث حالة من الهدوء والسكينة تنافى حالة الحرب وأعمال العنف الحاصلة بين الشعوب المختلفة أو طبقات المجتمع المتباينة، وأيضا لمحاولة نشر وترسيخ مبادئ الأزهر ودوره المشهود عبر تاريخه والقائم عل صنع السلام ومحاولة جعله حالة طبيعية وعادية فى جميع الدول ، ويسعي الأزهر الشريف من خلال تلك القوافل إلي المساعدة في تكوين جبهة عالمية لمواجهة الإرهاب الذي يضرب جميع دول العالم حتي يمكن القضاء عليه واستئصاله من خلال نشر وتعميم وترسيخ ثقافة السلام ومكافحة الفكر المتطرف، وهكذا يتحمل الأزهر الشريف دوره الذي قدره الله له، حاميًا شريعة الله السمحة، وتعاليمه الحنيفة، من أن يمسها جهل جاهل، أو حقد حاقد، أو حتي شبهة الفهم الخاطئ لنصوصه. تأتي هذه القوافل في مرحلة بالغة الدقة والتعقيد والخطورة علي العالم كله ومنطقتنا وديننا الإسلامي بصفة خاصة، كما يقول الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، وأضاف أننا نعيش في وقت شوهت فيه صورة الإسلام كثيرا علي أيدي من نعتقد أنهم يتعمدون الإساءة للدين الإسلامي والمسلمين وليس كما يظن كثير من الناس أنهم يفعلون ما يفعلون من قتل وإرهاب بفهم خاطئ لتعاليم الدين الإسلامي، فهذه الجماعات لا تنطلق من معتقدات دينية وإنما تستخدم الدين للتغطية علي هويتهم الحقيقية وإلحاق الضرر بالمسلمين ودينهم الحنيف، لذلك فإن دور هذه القوافل في غاية الأهمية حيث تفند ادعاءات هذه الجماعات الإرهابية وتظهر الصورة الحقيقية لإسلامنا السمح، وتدق نواقيس الخطر في بعض الدول الغافلة عن انحراف دعاتها ممن ينتمون إلي اتجاهات متشددة ويسيطرون علي الساحة الدعوية في بلادهم حيث يظهرون مدى شططهم بما يقدمه علماء الأزهر من خطاب صحيح فبضدها تتميز الأشياء. وأضاف أنه حتي الآن انطلقت قوافل السلام إلي عشر دول، هي فرنسا، إفريقيا الوسطي ،إندونيسيا ، باكستان، ألمانيا،إيطاليا، أسبانيا، تشاد، جنوب إفريقيا، وأمريكا،ومن المقرر أن تجوب القوافل بقية دول العالم. جنوب إفريقيا منذ أيام انطلقت قافلة السلام الثامنة إلي جنوب إفريقيا في إطار عدد من القوافل التي من المقرر إيفادها برعاية مجلس الحكماء إلي عدد من الدول الأجنبية في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا، وحول برنامجها يقول مشرف القافلة الدكتور محمد فوزي: قمنا بتنظيم عدد من اللقاءات مع قيادات العمل الإسلامي بجنوب إفريقيا، وتم إلقاء عدد من المحاضرات والندوات عن نشر ثقافة السلام، وآليات مكافحة الفكر المتطرف، والتركيز علي القواسم الإنسانية المشتركة، ونظم أعضاء القافلة زيارة إلي جامعة السلام الإسلامية وإلقاء محاضرة عن أثر العلم في محاربة التطرف وصناعة النهضة»، وأيضا قمنا بزيارة «معهد الأزهر بكيب تاون» إضافة إلي زيارة عدد من المساجد والمراكز الإسلامية للتواصل مع أبناء الجالية المسلمة في جنوب إفريقيا بهدف نشر ثقافة المواطنة والتعايش المشترك، والتقت القافلة عددا من الإعلاميين والمثقفين والأدباء والشعراء والشباب لتأكيد قيم السلم والحوار والتسامح والتعاون والتعايش بين المجتمعات والشعوب، والتحذير من خطورة الفكر المتطرف. إيطاليا والتعايش مع اخر استهلت قافلة السلام التي تم إيفادها إلي إيطاليا نشاطها بعقد لقاء مفتوح مع عدد من الشباب المسلمين في مسجد الفتح بمنطقة ماليانا بإقليم «لاتسيو» والذي يعد ثاني أكبر مسجد في مدينة روما، كما يقول الدكتور صلاح رمضان المشرف علي القافلة، والذي أوضح خلال هذا اللقاء أهمية أن يعي الشباب المسلم في المجتمعات الغربية المسئولية الملقاة علي عاتقهم في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام التي تدعو إلي السلام والتعايش المشترك ونبذ كل أشكال العنف والتطرف، وأكد ضرورة أن يكون الشباب المسلم أعضاء فاعلين وإيجابيين في المجتمعات التي يعيشون فيها حتي يقدموا النموذج الأمثل للإسلام ويكونوا قدوة لغير المسلمين بما يعبر عن سماحة ووسطية الإسلام وقابليته للتعايش مع اخر، وأضاف أنه استمع إلي احتياجات الجالية المسلمة في إيطاليا وبعض المشاكل التي يواجهونها ، وتم الرد علي أهم التساؤلات التي تدور في أذهانهم وتقديم الإجابات الشافية لها وفق المنهج الوسطي القويم، وأضاف أيضا أنه من المقرر أن تنظم القافلة عددا من اللقاءات والفعاليات للتعريف بسماحة الإسلام وتحصين شباب المسلمين في الخارج من أفكار الغلو والتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر ثقافة السلم في المجتمعات، كما تضمن برنامج القافلة عددا من الدروس الدينية، بالإضافة إلي إلقاء خطب الجمعة في بعض مساجد روما، وتنظيم يوم دعوي في أحد ميادين العاصمة الإيطالية لتعريف غير المسلمين بسماحة الدين الإسلامي، والإجابة علي الأسئلة المطروحة منهم، والتقي الوفد عددا من أبرز الشخصيات من الجالية المسلمة في روما لبحث الصعوبات التي تواجههم كمسلمين يعيشون في بلد أوروبي، بالإضافة إلي عقد لقاء مع أبناء الجالية المسلمة من الشباب للوقوف علي أهم التساؤلات التي تدور في أذهانهم وتقديم الإجابات الشافية لها وفق المنهج الوسطي القويم، وقام الوفد بزيارة لمعهد سانت إيجيديو في مدينة فلورنسا التاريخية بإيطاليا للمشاركة في ندوة حول «قيم التسامح والتعايش مع الآخر في الإسلام». باريس ومقررات الثقافة الإسلامية وقال الدكتور أسامة نبيل مدير مرصد الأزهر ومشرف قافلة باريس بمشاركة الدكتور سامي مندور، إن هذه القافلة هي أولي القوافل التي أطلقها مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر، وقد التقينا في بداية الزيارة عددا من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي في حضور مجموعة من رجال الإعلام والثقافة الفرنسيين، بالإضافة إلي عقد جلسة للحوار مع عمداء الجامعة الكاثوليكية تم فيها مناقشة أهمية نشر ثقافة السلام في المقررات الدراسية، وإدخال مقررات عن الثقافة الإسلامية وحوار الأديان إلي قائمة المناهج التي تدرس بكليات الجامعة، كما نظمت القافلة زيارة إلي مرصد باريس للدراسات الجيوسياسية برئاسة الدكتور شارل سان برو مدير المرصد، والذي أعرب عن تقديره للدور الذي يلعبه مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر في ترسيخ ثقافة السلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإبراز النزعة الإنسانية للإسلام . وأضاف الدكتور أسامة نبيل أنه كان من أبرز اللقاءات التي نظمتها القافلة، لقاء أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي بناء علي دعوة من السيناتور جونمار يبوكل، عضو المجلس ووزير العدل الأسبق، لحضور مائدة مستديرة تحت عنوان «الإسلام الوسطي في مواجهة التطرف والتعصب وحوار الأديان»،وناقشت المائدة المستديرة أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به مجلس حكماء المسلمين والأهداف التي يسعي إلي تحقيقها من خلال التواصل مع الثقافات المختلفة لنشر ثقافة السلام وتعزير التعايش المشترك وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها ضد الإسلام والمسلمين، كما سبق الاجتماع حوار مع صحيفةLa Croix وهي من أشهر الصحف التي تهتم بالشئون الدينية في العالم ومن أكثر الصحف توزيعا، حيث تناول الحوار الحديث عما يمكن أن يقدمه مجلس الحكماء من دعم لمسلمي فرنسا خاصة فيما يتعلق بتوعية الشباب المسلمين وغير المسلمين بمخاطر الأفكار المتطرفة، كما عقد أعضاء القافلة إفطار عمل مع اتحاد مساجد فرنسا ومرصد باريس للدراسات الجيوسياسية حيث تم التركيز علي مجالين رئيسان هما: دعم مجلس حكماء المسلمين في مجال تدريب الأئمة، وكذلك اقتراح إنشاء مركز أو معهد لتدريب الأئمة وعقد دورات حرة في الدراسات الإسلامية تحت رعاية مجلس حكماء المسلمين وإشراف الأزهر الشريف. إندونيسيا .. وتصحيح المفاهيم المغلوطة دشنت قافلة السلام بإندونيسيا عددًا من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلي تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحصين الشباب من محاولات استقطابهم من قبل الجماعات التكفيرية، وإرساء قيم التعايش مع الآخر، وعن أبرز هذه الأنشطة يقول الدكتور سعيد عطية مشرف القافلة، تم عقد لقاء مع وزير الشئون الدينية الإندونيسي لقمان الحكيم سيف الدين،وكبار المسئولين، وعددٍ من الدبلوماسيين، و سفراء الدول العربية والإسلامية، في مقر السفارة المصرية بجاكرتا، والذين أشادوا بدور قوافل السلام ودور الأزهر الشريف في نشر قيم السماحة والوسطية والتصدي لتيارات العنف والتطرف وترسيخ ثقافة السلام بين مختلف الشعوب والأمم، وأيضا لقاء طلاب جامعة «شريف هداية الله الإسلامية» ، والجمعية المحمدية، بهدف بحث التنسيق بين المجلس والجمعية من أجل تحقيق أهدافه في نشر ثقافة السلام والتعايش في إندونيسيا أكبر دولة إسلامية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تستهدف شباب الأمة الإسلامية، من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي تدور حول هذه المعاني والأفكار التي تتلاقي وتتماثل وتتطابق بين المجلس والجمعية المحمدية. وأضاف أن القافلة نظمت أيضا عددًا من الندوات بمساجد العاصمة جاكرتا لإثراء الوعي الديني والتوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف، ونشر ثقافة السلام وسماحة الإسلام خاصة بين فئة الشباب ، كما زار أعضاء القافلة متحف «بيت القرآن» الذي يضم عددًا هائلًا من مخطوطات القرآن الكريم ، وشاركوا في الندوة التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بإندونيسيا والتي ترأسها الدكتور محمد قريش شهاب، وزير الشئون الدينية الأسبق وعضو مجلس حكماء المسلمين ، في حضور عدد من الشباب ، والتي أكدت ضرورة التواصل مع الشباب المسلم وتوعيتهم من مخاطر الوقوع في براثن جماعات التطرف. إسبانيا والتعصب الفكري في إسبانيا يقول الدكتور أحمد كمال مشرف القافلة إنه قام بزيارة إلي الكنيسة المرمونية بمدينة إشبيلية مع الوفد المرافق له، لتفعيل رسالة المجلس ودوره العالمي لترسيخ السلام والأمن بين الشعوب والمجتمعات والديانات المختلفة، وعقدت القافلة عددا من الندوات والدروس بمسجد الهداية وجمعية مسلمي الأندلس بإشبيلية، أكدت من خلالها أهمية التسامح والتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم في المجتمعات الغربية، و أن يكون المسلم في الدول الغربية نموذجا راقيًا لسماحة الإسلام ووسطيته، وأضاف أنه بحث مع أبناء الجالية المسلمة بإشبيلية أهم المشكلات التي يواجهونها، خاصة فيما يتعلق بالتعصب الفكري الذي يستهدف مسلمي إسبانيا في الآونة الأخيرة، وهو ما أدي إلي حالة من التخبط يعانيها المسلمون الجدد بوجه خاص. ألمانيا وثقافة الرحمة قال الدكتور محمد عبدالفضيل مشرف قافلة ألمانيا، إنه تم تنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات بمدينة مونستر، فتم عقد محاضرات عامة عن ثقافة السلم، والرحمة، والسلام في الإسلام، وثقافة التسامح والتعايش المشترك بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك في معهد الدراسات العقدية الإسلامية بجامعة مونستر، بالإضافة إلي إلقاء خطبة الجمعة في مسجد الرحمن، وعقد لقاء مفتوح مع عدد من أبناء الجالية المسلمة في ألمانيا لتصحيح المفاهيم المغلوطة، والتحذير من خطورة الفكر المتطرف، كما تم أيضا عقد لقاءات مع مجموعة الاتحاد الطلابي بجامعة مونستر وعدد من الشباب والإعلاميين والأدباء والمثقفين والشعراء لتأكيد مبادئ المواطنة والعيش المشترك، بالإضافة لجلسة للحوار مع عدد من القساوسة في الكنيسة الكبيرة بمدينة أوسنابروك لتأكيد قيم السلم والحوار والتسامح والتعاون والتعايش بين المجتمعات والشعوب. إفريقيا الوسطي والمصالحة الوطنية أكد الدكتور محمد جميعة مشرف قافلة السلام في إفريقيا الوسطي، الاستقبال الحافل، والاهتمام الرسمي من قبل المسئولين وعلي رأسهم رئيسة الجمهورية السيدة كاثرين سامبا بانزا لأعضاء القافلة، موجهين الشكر للأزهر الشريف علي دوره التاريخي في إتمام المصالحة الوطنية التي تمت الشهر الماضي بين مختلف الجهات المتناحرة في إفريقيا الوسطي، وقال إنه فور وصولهم تم عقد لقاءات مع أبرز المسئولين بالدولة في مقدمتهم رئيسة الجمهورية، ورئيس الوزراء، وعدد من الوزراء والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية، وأضاف أن أعضاء القافلة قد توجهوا برفقة ممثلين عن رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، ومجموعة من القساوسة، بالتنسيق مع قوات الأممالمتحدة، لزيارة مدينة «يالوكيه» التي حوصر فيها أكثر من 500 مسلم في بعض الثكنات الأمنية، وقدم أعضاء القافلة مساعدات غذائية ودوائية عاجلة مرسلة من مجلس حكماء المسلمين للاجئين الذين تسبب حصارهم في منع وصول أي معونات إنسانية إليهم منذ أكثر من شهرين، ويجري الإعداد لقوافل مساعدات طبية وغذائية لتسييرها في الأيام القادمة، وإقامة مضخات لتوفير مياه الشرب للمحاصرين، كما أكد أن فضيلة الإمام الأكبر، قرر إرسال قافلة طبية وإغاثية من الأزهر الشريف، ويجري تجهيزها علي قدم وساق لتصل إلي المحتاجين عقب عيد الفطر المبارك. رسالة الأزهر للعالم وعن دور ورسالة الأزهر الشريف في رعاية المسلمين حول العالم، يقول محمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر القانوني إن تكليفات وتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب تشدد علي قيام الأزهر بدوره ورسالته العالمية، ومن هنا كانت فكرة «قوافل السلام» التي بدأت تغزو مختلف قارات العالم، وهذه القوافل تلقي دعماً كبيرا من شيخ الأزهر بصفة خاصة ومن مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه، لأن مهمتها نشر السلم وتحصين شباب المسلمين في الخارج من أفكار الغلو والتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، كما يؤكد دائما الإمام الأكبر أنه لا بد أن تتحول العلاقة بين الشرق والغرب إلي علاقة سلام وتعارف تقوم علي الاحترام المتبادل للخصوصيات والعقائد والهويات والثقافات المختلفة، ولا بد قبل كل ذلك من الشعور بالأخوة العالمية والإنسانية، التي دونها لن يستقر العالم أو يشعر الناس بالسلام، ونحن كمؤسسة دينية عريقة مستمرون في إرسال القوافل إلي كل مكان في العالم أجمع حتي يتحقق الأمن والأمان.