4 ونحن نواصل الحديث عن وباء الإرهاب هناك أيضا مهام وواجبات للمجتمع المدنى ينبغى الأخذ بها فى مجال التصدى الوقائى لهذا الخطر اللعين ! إن الأندية الرياضية والاجتماعية والجمعيات الثقافية والنقابات المهنية يمكن أن تؤدى دورا بارزا فى مهمة المواجهة المطلوبة لدرء خطر الإرهاب وذلك بالخروج من نفق السلبية الذى تختبئ فيه الغالبية العظمى والتى اصطلح على تسميتها بالأغلبية الصامتة التى أتاح صمتها وسلوكها السلبى فرصة بروز الأقليات المنظمة واعتلاء مواقع المسئولية وتوجيه دفة الأمور لخدمة أهدافها واتجاهاتها المريبة وبينها اتجاهات التطرف التى تبارك الإرهاب وتغذى جذوره! أريد أن أقول: إن المواجهة الشعبية ليست دعوة لحمل السلاح فى مواجهة ما يحمله الإرهابيون من سلاح كما أن هذه المواجهة ليست فقط عيونا تراقب وتتولى تبليغ أجهزة الأمن عن مشاهداتها وانطباعاتها رغم أهمية وضرورة ذلك! إن المواجهة الشعبية لخطر الإرهاب عمل سياسى واجتماعى وثقافى يخدم الواجب الأمنى الذى ينبغى أن يبقى مسئولية أجهزة الأمن ذاتها حتى لا يتحول الأمر إلى فتنة بين أهل الوطن الذين ارتضوا منذ فجر التاريخ أن يكون وطنهم نموذجا لاحترام هيبة السلطة المنوط بها وحدها مسئولية الثواب والعقاب. وليس معنى ذلك إننى أصادر حق الشعب فى مطاردة وملاحقة الإرهابيين إذا كان ذلك متاحا ومأمونا.. وليس معنى ذلك أيضا أننى أقول بعدم تعاون الشعب مع أجهزة الأمن فى الرصد والمتابعة ولكننى فقط أنبه لخطر الخلط بين المهام والمسئوليات! إن هناك فرقا كبيرا بين دور لليقظة والملاحظة ينبغى أن يقوم به كل مواطن يشتم رائحة أى خطر إرهابى وبين الاعتماد على التقارير حيث يؤخذ الناس بالشبهات وتتسع الفرصة لبعض ضعاف النفوس الذين يجدون فى مثل هذا المناخ فرصتهم للانتقام من خصومهم وتصفية الحساب مع من يكرهونهم! باختصار نحن أمام معركة اسمها معركة النفس الطويل والتى تحتاج إلى صبر وأناة وقوة الإرادة والثقة بالنفس. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من المستحيل أن يصبح الجبان شجاعا وأن يكون الشجاع جبانا وأن ينقلب الخسيس كريما! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله