زميلنا فى الأهرام الصديق د.محسن عبد الخالق اصدر اخيراً كتابا ممتعا عن الدكتور لويس عوض المثقف الكبير والمفكر الذى دار حوله جدل كثير فى حياته وبعد رحيله..وللإنصاف فقد حمل الكتاب الذى يحمل عنوان لويس عوض مفكرا صورة صادقة اتسمت بالموضوعية حول مشوار د.لويس عوض مع مقدمة للدكتور محمد عنانى وهو أحد تلاميذه الأوفياء..كان د.لويس مثقفا من طراز فريد فقد جمع الثقافتين العربية والأجنبية وآثار جدلا فى كل مواقفه وان بقى صامدا أمام كل الرياح..أحب العقاد فى عمق الفكر وأحب سلامة موسى فى الرؤى والمواقف وانبهر بطه حسين فى الجمع بين دور المثقف فى الفكر والمجتمع وهذه العلاقة التى لا ينبغى ان تنفصل..كان د.لويس حادا فى مواقفه مهما كانت التيارات التى خاض ضدها معارك وقد آثار الكثير من الجدل حول أعماله النقدية....فقد كان دائما يشجع الخروج عن الثوابت فى مدارس الشعر المختلفة ولهذا كان من أكثر نقادنا الكبار تأييدا وتشجيعا لحركة الشعر الحديث وان لم يعترف كثيراً بما يسمى قصيدة النثر ولكنه شجع بقوة الخروج على العروض الخليلى التقليدى..ومن أجمل ما قدم د.لويس كتاباته عن المسرح سواء فى تراثه ونصوصه الأجنبية أو ما قدمه المسرح المصرى فى عصوره الذهبية من خلال كتابه الكبار..فى بداية مشوارى مع الشعر ذهبنا معا إلى بيت صغير كان يملكه فى الفيوم وقرأت له عددا من قصائدى ونصحنى يومها ان أتخلى عن الشكل التقليدى للقصيدة وكنت دائم الحوار معه فى كل شئ ورغم صرامة مواقفه كان مجاملا هادئا رصينا حتى فى أكثر لحظات غضبه.. عاش لحظات صعبة حين اصدر كتابه عن الأفغانى لأنه استعان فيه بعدد من الوثائق الأجنبية التى شوهت تاريخ الرجل..وعاش محنة أخرى مع كتابه فقه اللغة العربية وقد اغضب الكثيرين من حُماتها..وحين كتب سيرته الذاتية دخل فى صراع مع عائلته أمام صراحته المفرطة..وحين كتب الشعر فى ديوانه الوحيد كان صوت الناقد والمفكر والأستاذ أعلى من رهافة الشاعر فهجر الشعر وإن بقى على عهده مع الشعراء مساندا ومحبا وناقدا وتختلف معه ولكنك فى النهاية تحترم وجهة نظره. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة