فى مساء الثالث من يوليو قبل 730 يوما، اصطفت الملايين فى الشوارع وفى الشرفات وأمام شاشات التليفزيون فى انتظار لحظة حسم قرار «الإجماع الوطني» بخلع جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، وإنهاء أسطورة وهمية عاش عليها تيار الإسلام السياسى سنوات طويلة أنهك خلالها المجتمع المصرى بخرافات لا نهاية لها عن حتمية وصولهم إلى السلطة وحتمية حكمهم بشرع الله الذى هو براء من ممارساتهم البشعة وحكم الدم الذى أرادوه فكانت إرادة الشعب أقوى من أفعالهم وتنظيمهم المجرم.. فى لحظة الحسم قرأ الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، فى حضور رموز تمثل أطياف الشعب البيان التاريخي، سطوراً من نور منحت المصريين أملا فى استعادة الدولة المدنية وبناء مستقبل جديد، فى الوقت نفسه وقفت حركة الزمن عند الجماعة الإرهابية وتجمدت الدماء فى عروق بعض القوى الدولية والإقليمية التى كانت الجماعة الإرهابية سبيلها لتحقيق كثير من الخطط المشبوهة التى لا تصب فى مصلحة مصر أو الأمة العربية.. راهنت بعض القوى على الإخوان فى رهن حكم مصر لهم ونسوا أن الشعب العظيم يملك من الحكمة والصبر ومخزون التاريخ ما يكفى لوضع أمثال هؤلاء الأقزام فى حجمهم الطبيعى . وقد كان للشعب ما أراد، وبدأت لحظة عزل محمد مرسى من الرئاسة وتولى سلطة انتقالية بقيادة القاضى الجليل المستشار عدلى منصور بدعوة الجميع لصفحة جديدة، غير أن الجماعة ومن يقف وراءها اختاروا طريق الدم والقتل وإيقاظ كل قوى الشر فى منطقة الشرق الأوسط التى خرجت من عباءة الإخوان ضد الدولة المصرية وبعد أن جردها الشعب من السلطة.. فرحت غالبية ساحقة من المصريين بالبيان التاريخى وعلى اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية راهنوا على المستقبل بينما راهن أسرى الماضى من رجال الجماعة والتنظيم الدولى المشبوه على تلقين المصريين درساً فى الإرهاب والترويع والقتل.. لم يعتبر قادة التنظيم المجرم ولا مريدوه ولا إرهابيوه من الشهور الطويلة التى مضت دون أن يتحرك الشعب لمناصرتهم أو الخروج زحفا مثلما يزعمون لمناصرتهم، فكان أن تحول السخط على المصريين إلي «رخصة بالقتل» ضد الشعب المسالم ورموزه. لقد أعمت شهوة السلطة هؤلاء القتلة المأجورين عن رؤية حالة الإجماع الوطنى وحالة الالتفاف حول بشائر مشروع وطني، نختلف فى بعض تفاصيله ولكننا لا نختلف على الهدف منه.. فى القلب من الحدث العظيم فى الثالث من يوليو يقف جيش مصر براية خفاقة وعالية يؤكد لخصوم المشروع الوطنى المصرى أنه جيش الأمة ودرعها الحامي، ويدفع ضباطه وجنوده ضريبة حماية الوطن بدمائهم الطاهرة وببسالتهم وجسارتهم فى التصدى لكل مارق يريد شراً بمصر.. جاءت معارك سيناء فى اليومين الماضيين ضد قوى الإرهاب الدولى التى خرجت من عباءة الجماعة لتؤكد أن اختيار المصريين كان صوابا وعدلا فى مواجهة هؤلاء القتلة والفاسدين وتجار الدين.. وأننا مستعدون لكل التضحيات فى سبيل وحدة وأمن شعبنا العظيم .. الجيش يقف خط الدفاع الأول عنا جميعا.. ونحن جميعا فى حاجة إلى أن نكون على قدر الشرف العسكرى الذى يقدم النموذج الرفيع للوطنية فى ظروف تعصف بأى بلد كبير لولا هذا الجيش .. ويقدم المثل فى الذود عن مقدرات الأمة وحماية حدودها ومواطنيها.. تحية إلى مصر وجيشها وتحية لأرواح الشهداء الأبرار وللصامدين فى ساحة المعركة ضد الإرهاب.. .. ونحن على قلب رجل واحد نبنى صرحا للحق والعدل والخير يليق بمصر وتضحيات أبنائها من أجل دولة مدنية عصرية.. لمزيد من مقالات محمد عبد الهادى علام