شهدت أسواق محافظة الدقهلية حالة طوارئ خلال الفترة الماضية وسط تباين كبير بين أسعار الخضار والفاكهة والملابس ومكونات الياميش، لكنها تجاوبت مع مبادرات حكومية وأهلية لأول مرة ساهمت فى إستقرار الأسعار على الأقل وتخفيضها فى بعض المناطق . وفيما وصل سعر كيلو الياميش الى أكثر من 150 جنيها أحيانا إرتفع سعر فانوس رمضان من الحجم الكبير الى 300 جنيه.. حيث يبدأ سعرها من 65 جنيها على الأقل، وتراوح سعر كيلو التمر من 15 إلى 30 جنيها للكيلو .وبرر مدحت الفيومى نائب رئيس الغرفة التجارية بالدقهلية إرتفاع أسعار ياميش رمضان بسبب قلة المحاصيل واللجوء لاستيرادها من الخارج، حيث أن سعر عين الجمل ارتفع من 3200 دولار للطن العام الماضى إلى 5600 دولار العام الحالي. واجتاحت أسواق الأسماك بالدقهلية والتى تشتهر بها بحيرة المنزلة حالة من الركود المؤقت فى رمضان بسبب إنصراف المستهلكين إلى الطيور مما دعا معظم بائعى الأسماك إلى خفض أسعارها وذلك قبل قدوم شهر رمضان بأيام بحوالى 40% فى المتوسط ، فيما بلغ سعر كيلو اللحم فى الأسواق التقليدية 70 جنيها بينما سعر اللحوم البيضاء 22 جنيها و30 جنيها للبط بينما يصل سعر كيلو السمك الى 13 جنيها للمشط و25 جنيها للسمك البورى . كانت مديرية أمن الدقهلية بدأت المبادرات مبكرا بإنشاء شادر لبيع الخضراوات والفاكهة بشارع الجلاء التابع لقسم أول المنصورة حيث تم فيه البيع بسعر الجملة دون تحقيق أى ربح، وذلك تحت إشراف إدارة شرطة مباحث التموين والتجارة. ولاقى هذا الشادر رواجا وإقبالًا كبيرا من المواطنين محدودى الدخل، وإستحسن سكان مدينة المنصورة التجربة وطالبوا بتطبيقها فى أماكن أخرى.وفى مدينة المنصورة إحتشد الآلاف على المعرض السورى فى منطقة المشاية على نهر النيل بالزبائن الذين وجدوا بغيتهم فى مواد رمضان من التمور والياميش بأسعار معقولة. ومن جانبه أوضح إبراهيم الخياط وكيل وزارة التموين بالدقهلية أنه لأول مرة تتخذ الوزارة مبادرة شاملة بافتتاح 160 منفذا للبيع بالمنصورة ومراكز ومدن المحافظة شملت الخضراوات واللحوم والفاكهة وياميش رمضان وبأسعار منافسة ومخفضة عن الأسواق التقليدية، مشيرا إلى تنشيط دور الجمعيات التعاونية الإستهلاكية حيث ساهم زيادة المعروض وجودته والرقابة عليه فى تشبع السوق بالمنتجات. وأضاف الخياط أن بعض منافذ اللحوم تبيع يوميا حوالى 20 رأس ماشية خاصة فى شارع الجيش وشارع الجلاء. ويؤكد حسام الدين إمام محافظ الدقهلية ان المحافظة تواجه غلاء الأسعار هذا العام من خلال العديد من منافذ التوزيع ومن خلال أكثر من معرض بالتعاون مع الغرفة التجارية ومباحث التموين ومديرية التموين وجمعية مواطنون ضد الغلاء. فى الإسماعيلية: الجنون يصيب أسعار الياميش واللحوم والفراخ سيد إبراهيم: يقول محمد مصطفى «موظف»: أن الغلاء وزيادة الاسعار يفسد علينا فرحة استقبال الشهر الكريم ، فجميع الاسر أصابها الارهاق بعد عام دراسى شاق وبعد استنزاف الدروس الخصوصية لجيوبنا، حيث كانت المفاجأة الزيادة الكبيرة فى اسعار جميع السلع خاصة فى أسعار الياميش والذى تضاعفت أسعاره عن العام الماضى بصورة تجعل منه لمتوسطى ومحدودى الدخل ذكريات نحكيها للأبناء والأحفاد. ويشير الى ان اسعار السلع تميل دائما نحو الارتفاع كل عام مع اقتراب الشهر الكريم وخاصة السلع التى لاغنى عنها مثل اللحوم والدواجن والاسماك والزيوت والسمن دون ان ندرى سببا محددا لذلك. وتتفق مع هذا الرأى سهير الهادى «ربة منزل» وتشير الى الزيادة المرتفعة فى السلع الرئيسية حيث زاد سعر كيلو الفراخ الأبيض من 16 إلى 22 جنيها والفراخ البلدى من 20 إلى 28 جنيها للكيلو، كما ارتفع سعر الياميش والبلح من 18 إلى 22 جنيها للكيلو وكذلك الزبيب وجوز الهند والمشمشية والتمر هندى والذى ارتفع بدوره من 8 إلى 13 جنيها للكيلو. ويشير سالمان عنتر إلى انه لا توجد اى نوع من انواع الرقابة على الاسعار من قبل الجهات المسئولة تاركين المواطنين سلعة سائغة لجشع التجار، وهو ما يعمل على ايجاد نوع من عدم الارتياح من المواطن قبل الحكومة وصنع بيئة خصبة لترويج الشائعات تجاه الدولة وشحنهم بشحنات سلبية تساعد المواطنين على النظر بصورة سلبية الى الحكومة دون النظر الى ما يتم انجازه فى الوقت الحالى من مشروعات قومية كبرى. فى أسيوط: تخفيضات حتى 30% وأسواق الخليل فى الصدارة أسامة صديق: تشهد أسواق محافظة أسيوط، حالة من التباين اللافت للنظر، بين أسعار مستلزمات شهر رمضان، فرغم ان 61٪ من السكان صنفتهم تقارير الاممالمتحدة، والإحصاءات الرسمية بكونهم افقر مواطنى مصر، إلا أن ارتفاع الأسعار بات حاجزا دون شراء احتياجات أسرهم، بعد أن جاءت الأسعار صادمة للكثير من الأسر والتى تكاد تعيش مستورة بالكاد، وأصبح شراء «الياميش» ضربا من المستحيل.مما تطلب تدخلا من مسئولى المحافظة وعلى رأسهم المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، والذى وجه بضرورة فتح منافذ متنوعة لتوفير السلع بكافة أشكالها للمواطنين، فنادى الشبان المسيحيين بشارع النميس وسط مدينة أسيوط، استضاف كعادته كل عام، معرضا لمستلزمات رمضان، لاقى قبولا وإقبالا كثيفا من المواطنين لانخفاض أسعاره مقارنة بكبرى التجمعات والكيانات التجارية الشهيرة. واستعان الصندوق الاجتماعي، وجمعية المستثمرين، تحت إشراف مديرية التموين، بعارضين ممن يتميزون بقدرتهم على توفير السلع بأسعار مخفضة مثل أسواق الخليل والتى ساهمت بشكل كبير فى توفير معظم السلع المطلوبة والاكتفاء بهامش ربح زهيد جدا رفعا للعبء عن كاهل الأسر الأسيوطية، فمثلا، منتج «قمرالدين» يبدأ سعره من 7 جنيهات للمصري، وحتى 24 جنيها للسوري، وجوز الهند 21 جنيها للكيلو، تمر هندى 7 جنيهات، واللوز 46 جنيها، علبة البلح 9 جنيهات، لفة التين 12 جنيها ونصف جنيه، كيلو الفستق 110، البندق 55 جنيها، عين الجمل 58، زيت كريستال عباد 3 لترات 35 جنيها، وسمن كريستال 3 كيلو 28 جنيها ونصف الجنيه، وكيس المكرونة 190 قرشا 400 جرام، بالاضافة الى قيام مديرية التموين بافتتاح منفذ لبيع الدجاج المدعم بسعر الكيلو 17 جنيها ، كما تقوم شركة مصر العليا للتصنيع الزراعي، التابعة للقوات المسلحة ببيع منتجاتها بأسعار مخفضة للمواطنين، مثل البصل المجفف، وسمن بقرى وجاموسى ، ومربى وعسل . ومن جانبه قال المهندس وليد عاصم سليم، مدير إدارة المشروعات الخدمية بالصندوق الاجتماعى بمصر، فى تصريح خاص للأهرام فى أثناء تفقده للمعرض، إن لدينا توجها كصندوق لتخفيض الأسعار للمواطنين من خلال إقامة معارض مختلفة للسلع الغذائية بالمحافظات بدأت بالقاهرة وأسيوط، من خلال الاهتمام بالصعيد. واوضح أن المعرض كان مخططا له الانتهاء قبيل شهر رمضان بيوم الا انه بناء على رغبة العارضين الإقبال الكثيف من المواطنين تمت الموافقة على مد المعرض لمدة 5 أيام أخري. وقال رميح عبدالحسيب، مدير الصندوق الاجتماعى بأسيوط، إننا نتكفل بتوفير القاعات ومستلزماتها، على أن يلتزم العارضون بتخفيض أسعار المنتجات من 20 إلى 30 بالمائة، وذلك لمحاربة الغلاء تحت شعار «من المنتج للمستهلك». ومن جانبه سلم المحافظ بعض المساعدات العينية إلى عمال مركز ومدينة أبوتيج والمقدمة من الكنيسة الانجيلية بمناسبة شهر رمضان. وأشاد المحافظ خلال الافتتاح بجودة السلع والمواد الغذائية المعروضة بالمعارض والتى تقدم للمواطنين بأسعار مخفضة، مشيراً إلى المعارض الدائمة والموسمية التى تنظمها المحافظة بمختلف المراكز والاحياء للتخفيف عن كاهل الأسر ومحاربة غلاء الأسعار وجشع التجار وتوفير احتياجاتهم من المنتجات الغذائية واللحوم وياميش رمضان والدقيق والحلويات.
