أنتهي الشطر الأول من رمضان واقتربنا من منتصفه , ورغم أن كلمة النهاية لم تكتب بعد , إلا أن الحصيلة النهائية حتى الآن كان بعضها إيجابي , حيث تميزت غالبية مسلسلات هذا العام بمستوي فني مرتفع ومتنوع , فرأينا كل الأنواع تقريبا , الكوميدي والاجتماعي والأكشن والتاريخي والبوليسي . ولكن ما أفسد ويفسد دائما من أي نجاح , هي تلك السلبيات والعادات السيئة التي ظهرت خلال السنوات الخمس السابقة , ومن وقتها أصبحت مسلسلاتنا وكأنها عادة أصيلة فيها , لاتخلو من العري والألفاظ النابية والحوارات الهابطة المبتذلة , ناهيك عن السجائر والشيشة والخمر والمخدرات وكل الإدمان بأشكاله مثل مسلسل " تحت السيطرة " فبرغم تميزه الشديد , وحصوله علي أعلي نسب مشاهدة , والأداء المبهر لكل من هاني عادل وظافر العابدين وأحمد وفيق وباقي أبطاله، وفي مقدمتهم نيلي كريم التي أهلها نجاحها السابق للبطولة المطلقة في مسلسلها الحالي , إلا أن هذا لايمنع أنه كان صادما لجمهوره بسبب تناوله الجريء لموضوع الإدمان . فمهما كان يهدف إلي مكافحة أو معالجة أو حتى مجرد إلقاء الضوء علي تلك المشكلة وعن خطورة انتشارها مؤخرا كالنار في الهشيم وتغلغلها بين الشباب والكبار معا , بل والأطفال أيضا , إلا أن عرضه بهذا الشكل والأداء المباشر هو أكبر خطورة في حد ذاته ! مثله مثل الخمر إثمه أكبر من نفعه , لأنه وبهذا الوصف التفصيلي في كيفية التعاطي والضرب , يبدو وكأنه يعطي حصة مجاني لتعليم الغير المتعاطي , والنتيجة طبعا تأتي عكسية كما رأينا من قبل في أفلام مثل العار والكيف والباطنية وكل الأعمال التي تناولت هذا الموضوع , وثبت بعدها أنها لا تعالج بقدر ما تزيد من نسبة الإدمان . أما باقي المسلسلات , وفيها ما فيها من الجيد والممتاز , إلا أنها في النهاية تبدو جميعها كبضاعة أفسدتها مشاهد الجنس الصريح الذي بعد أن كان يقدم من قبل علي استحياء من خلال مجرد إيحاءات , أصبح يعرض حاليا عيني عينك بدون خجل ولا حياء , هذا بخلاف مشاهد الملاهي الليلية والدعارة وصالات الديسكو بما فيها من رقص وراقصات , وإسفاف لم كن نراه إلا في أفلام المقاولات , لأن وجودها في المسلسلات لايتناسب أبدا مع الشهر الكريم ولكن يبدو أن صناع المسلسلات لم يعد يهتموا لا بالشهر الكريم ولا بما يقدموه من استفزاز للصائمين ! لمزيد من مقالات علا السعدنى