الرسم بطريقة برايل فن عالمى لا يعرفه الكثيرون، ولكنه ينال اهتماما كبيرا فى الخارج وتقام له معارض كثيرة حيث يعتمد الشخص على حاسة اللمس بدلا من البصر مثلما فعل الطفل الموهوب محمد جمال عبد العزيز الذى أختار هذه الطريقة حتى لا يحرم من ممارسة الرسم هوايته المفضلة، مما جعله يتقنها ويشارك بمجموعة من اللوحات فى أحد المعارض ..هذه الموهبة الفريدة التقت بها صفحة «صناع التحدى لتتعرف على تفاصيل قصتها. يحكى الصبى الموهوب محمد جمال عبد العزيز15سنة قصته فيقول: أنا أصغر أخوتى ولى أخت توأم كنت أعشق لعب كرة القدم فكانت هوايتى المفضلة التى أمارسها قبل أن أفقد بصرى حيث إننى ولدت سليم البصر وعشت على هذا النحو إلى أن وصلت للصف الخامس الإبتدائى عندما أصيبت عينى اليسرى بمياه بيضاء بعدها أصيبت العين الأخرى وذات يوم كنت ألعب كرة القدم مع أصحابى كعادتى واصطدمت الكرة بعينى فحدث انفصال فى الشبكية مما جعلنى أفقد بصرى نهائيا الغريب أن شقيقتى التوأم أصيبت بضعف فى النظر بعد أن فقدت بصرى,كما أنها تحب الرسم مثلى. بداية الطريق هنا تغيرت حياتى حيث قامت أسرتى بنقلى من مدرستى إلى مدرسة النور للمكفوفين كان ذلك فى بداية الصف الأول الإعدادى وكانت مدرسة داخلية أقضى بها الأسبوع كاملا وأعود إلى المنزل نهاية الأسبوع فقط, قبل أن تبدأ الدراسة كنت قد استعددت لحياتى الجديدة عن طريق تعلمى طريقة برايل حتى تساعدنى فى الدراسة حيث تعلمتها فى جمعية رسالة على يد معلمتى نيفين حمدى وهى أيضا كفيفة تقدس العمل التطوعى فهى تقوم بتعليم المكفوفين طريقة برايل إلى جانب قيامها بمساعدتهم فى فهم المواد الدراسية ,كل ذلك كان له تأثير إيجابى فى تكيفى مع نظام المدرسة وفهم المواد الدراسية ولكن بعد الفصل الدراسى الأول قررت أن أكمل العام الدراسى دون البقاء فى المدرسة طوال الأسبوع أى أعود كل يوم بمجرد انتهاء اليوم الدراسى لأن هناك بعض الطلاب يسببون ازعاجا شديدا يعوق زملاءهم عن المذاكرة والراحة. وتوالت الأعوام سريعا على هذا المنوال أذهب إلى المدرسة يوميا وأعود إلى المنزل رغم بعد المسافة ولكنى كنت سعيد للغاية بعد أن تأقلمت مع هذا الوضع حتى حصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع جيد . مبدعو التحدى عندما حضرت إلى جمعية رسالة منذ أكثر من ثلاث سنوات لم أغب عنها حيث كنت أشارك فى بعض الأنشطة خاصة خلال فترة الإجازة الصيفية ومنذ فترة سألتنى إحدى الأخصائيات الأستاذة مريم عن هواياتى فذكرت لها أننى كنت أحب الرسم جدا قبل أن أفقد بصرى واقترحت عليها الرسم بطريقة برايل واعجبت هى بالفكرة وبدأت فى رسم لوحات معتمدا على استرجاع الأشياء التى كنت أشاهدها قبل أن أصبح كفيفا مثل الأشجار والمناظر الطبيعية والحياة فى الشارع المصرى, وفى الشهر الماضى اقترحت أستاذة منى صفوت إحدى الإخصائيات على أن أشارك بلوحاتى فى معرض «مبدعى التحدى» بساقية الصاوى وهو معرض يضم مجموعة من الفنانين من ذوى الاعاقات المختلفة, ورفضت ولكن بعد محاولات منها اقتنعت وأول أيام المعرض شعرت بسعادة غامرة لأننى كنت الكفيف الوحيد المشارك فى المعرض بطريقة برايل مما جعل كثيرين يلتفون حولى معجبين بلوحاتى وباتخاذى هذه الخطوة، كان من بينهم الفنانة الصماء حنان النحراوى التى قالت لى سوف أعلمك لغة الإشارة حتى أتواصل معها لإعجابها بلوحاتى كما تعرفت على كريم النجار ومحمد جمعة . مشاركتى فى هذا المعرض ورد الفعل الإيجابى الذى حدث شجعنى على الاهتمام بالرسم بشكل أكبر وكذلك استخدام الألوان لتأثيرها الشديد على اللوحة لأنى كنت قبل المعرض لا أهتم بتلوين كل اللوحات. حلم العمل بالترجمة فى نهاية الحوار يقول محمد: أحلم بأن أتفوق فى الدراسة فى المرحلة الثانوية حتى ألتحق بكلية الألسن وأعمل عقب تخرجى فى مجال الترجمة أو التدريس كما أتمنى أن تهتم مدارس المكفوفين بمواهب الطلاب ولا يظل التركيز على المستوى الدراسى فقط, أيضا أقول لكل المدرسين فى جميع المدارس وليس مدارس المكفوفين فقط إن الضرب هو أسوأ وسيلة يلجأ لها المدرس لها وليس له تأثير فى تعديل سلوك الطلاب بل على العكس كل ما يفعله أنه يولد داخلهم العناد والتعود على الضرب فقط.بينما معاملة الطلاب بأسلوب آدمى يجعلهم يشعرون بالبنوة ويوجد بداخلهم دافعا قويا جدا للتفوق وحب المادة الدراسية مثلما كان يحدث معى فى المرحلة الإعدادية لأننى كنت أحب اللغة الإنجليزية والرياضيات حبا فيمن يدرسهما لى.