شهر خصه الله بخصائص عظيمة، وميزه بفضائل جليلة، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، به ركن من أركان الإسلام الخمسة، (الصوم) وفُتحت فيه أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين، وإن من أعظم الفضائل فيه المغفرة الكبيرة التى منحنا الله إياها فى رمضان. وأكد العلماء أنه يجب على كل مسلم أن يستغل الشهر فى طاعة الله حتى لا يتفلت منه الشهر، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم قد أمّن فى الدعاء على أن من أدرك رمضان ولم يغفر له فقد خاب وخسر، وهذا الشهر فرصة سنوية لاقتناص هذه المغفرة، التى بسببها ندخل الجنة، وتكون هذه المغفرة مضاعفة فى رمضان لمن طلبها بصدق وعمل صالح وإخلاص. ويقول الشيخ محمد الدومى من علماء وزارة الأوقاف، وإمام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين من يرد المغفرة من الله فعليه أن يصوم عن المحرمات فى هذا الشهر الكريم، يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا النصب والتعب)، وأيضاً، (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه)، فكيف يضيع المسلم هذا الشهر من بين يديه دون حصوله على المغفرة من الله؟، وبالتقوى ينال الإنسان المغفرة من الله، والتقوى تتحقق بإمساك الجوارح عن المعاصى منها اللسان وغض البصر، وألا يسمع الإنسان ما يغضب الله، كى ينال المغفرة منه، يقول الله تعالي: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) فمن هم هؤلاء المتقون الذين ينالون هذه المغفرة؟! هم (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)، وعن أبى هريرةت رضى الله عنهت عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) ( أخرجه البخارى فى صحيحه )، وهذه الليلة يجتهد فيها الإنسان بالعبادة والطاعة، لينال هذه المغفرة، ويأتى أيضا هذا بالاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان من أجل أن يظفر الإنسان بهذه المغفرة. المغفرة بشرى من الله من جانبه قال الدكتور السعيد محمد على من علماء الأزهر وإمام مسجد الحسين سابقا، إن الله منحنا بهذا الشهر العظيم مغفرة كبيرة وعدها لعباده المتقين تكون سببا كبيراً فى دخول الجنة، ومن كتبت له فقد كُتب له الخير كله، وكتبت له الجنة، ويتساءل، هل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة لهم !، وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التى لم تُغفر لهم!، والذنوب التى يرتكبها كل إنسان عاص لربه تكون سبباً فى شقاء العبد فى الدنيا والآخرة، فتحل فى القلب الظلمات والوحشة وتحول بين العبد وربه، ومن لم ينتهز هذا الشهر فى طلب المغفرة فمتى يغفر له؟ وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار!. ويضيف، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) (أخرجه مسلم )، وهى بشرى من الله عز وجل لكل من أمد الله فى عمره ورزقه الحياة فى شهر رمضان، فليكن الصوم ليس عن الطعام والشراب فقط ولكن عن المحرمات، وإذا كان هناك أمر من الله بالصوم عن الطعام والشراب المباح، فما بالنا بمن يصوم عن الأشياء المباحة ولا يحرم ما حرمه الله، وهذا يدل على حرمة هذا الشهر فى ارتكاب المعاصي، وطلب المغفرة من الله بصيام الجوارح أيضاً ابتغاء وجه الله عز وجل وطلب الرحمة والمغفرة.