(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان).. شهر رمضان منحة ربانية لإزالة الذنوب التي اقترفناها علي مدار العام .. وبلغت المنحة الربانية مداها حين يقطع الله العهد بالتأكيد علي المغفرة مهما كان الجرم الذي ارتكبه الإنسان والتأكيد علي أن الله يغفر الذنوب جميعا ما لم يشرك بالله.. شهر رمضان رسالة من الله لتطمين المذنبين بالرحمة والمغفرة بشرط العودة الي حظيرة الإيمان.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب فما بالنا بتلك الرسالة الصريحة بمغفرة الذنوب في رمضان.. سبحانك ربي العمل الصالح للمسلم في شهر واحد يعفيه من العقاب علي ذنوبه في عام.. أي منحة ربانية يقدمها لنا الله سبحانه وتعالي.. (قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) . استقبال رمضان يكون بتهيئة النفس لهذا الشهر الكريم، أي أن يستعد له المسلم بتوبة نصوح يدخل بها هذا الشهر تائباً مستغفراً منيباً إلي ربه، وأن يستقبل هذا الشهر بنية صالحة وعزيمة صادقة خوفا وطمعا في رحمة الله .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة ، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار .. إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .. ها هو شهر رمضان أقبل علينا فماذا أعددنا لنحصد خيراته من الرحمة والمغفرة؟ ترك المعاصي في رمضان .. ?و فرصة للتوبة وحبل رجاء بين العبد و ربه علي أمل ألا ينقطع.. ليس الصوم صوم جماعة عن الطعام إنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام وصمت اللسان عن فضول الكلام،، وغض العين عن النظر إلي الحرام ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام.. فاللهم اغفر لنا في رمضان واجعله شاهدا لنا لا علينا وأن نسير بقلوب عامرة في طريق حب طاعتك ورضاك . لابد أن نكثر من الدعاء في رمضان، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.. اللهم اغفر لنا وارحمنا واجعلنا من الذين تظلهم برحمتك ورضاك يوم العرض عليك يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم.. اتقوا الله يحببكم الله ومن كان الله حبيبه كان له منجاة من عذاب النار.. شهر رمضان فرصة للتصالح مع النفس.. هل نقبل هدية الله لنا في رمضان .. ؟ تصالحوا مع الله .