يحفل شهر رمضان بالولائم والموائد الملأى بأطايب الطعام حتى أصبح الأمر كأنه ارتباط شرطي، وهو سلوك يخالف الهدف من الصوم الداعى إلى تربية الإرادة والسمو بالروح الإنسانية وتطهيرها من أدران الدنيا وزخارفها. وتسيدت «الحلوى» الرمضانية، وأصبحت شهرتها تجوب الآفاق وتجذب الأبصار ويقبل عليها الجميع.. وما من أحد إلا ويقبل عليها ويشتهيها، وهى علميا أمر مطلوب لنقصان مستوى السكر عند الصائم، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يحب أن يفطر على الرطب أو على التمر. .. ومن أشهر أنواع «الحلوى» الكنافة والقطائف، وهى من الأطعمة الرائجة، وتنتشر صناعتها انتشارا واسعا، ولقد جعل الفاطميون من رمضان موسما للخير والعطاء، وابتدعوا أنواعا عديدة من الحلوي، ولقد بلغ من شهرة الكنافة والقطائف أن «السيوطى» جمع ما قيل فيها فى كتاب سماه (منهل اللطائف فى الكنافة والقطائف). قال أبوالحسن الجزار.. وهو شاعر مملوكى يصف حلوى رمضان: فالله مالثم المراشف .. كلا ولا ضم المعاطف بألذ وقعا فى حشاى من الكنافة والقطائف وكثيرا ما وصفوا القطائف بأنها (محشوة من فستق، وتذوب فى الفم حلاوة، ويسيل من جنباتها العسل، داعين الله أن تدوم نعمتها ولا تنقطع). وفى نادرة ذات طابع فكاهي، يروى أن هارون الرشيد وزبيدة اختلفا فى منزلة كل من القطائف والكنافة.. أيهما أطيب وألذ.. احتكما إلى القاضى (أبويوسف) فقال: يا أمير المؤمنين، لا يحكم بين غائبين، إذا حضر الخصمان حكمت بينهما.. فأتى إليه بطبق من كل منهما.. فجعل القاضى يأكل من هذا لقمة.. ومن ذاك لقمة حتى أتى عليهما.. فقال الرشيد: احكم بينهما.. فقال: والله يا أمير المؤمنين كلما أردت أن أقضى لأحدهما جاء الآخر بحجته.. فضحك الرشيد وأمر له بألف دينار. .. إن ثمة عادات تصاحب رمضان كالإقبال على الشراء لأنواع مختلفة.. كالمكسرات من جوز ولوز وبندق وفستق وكذلك قمر الدين الذى اكتسب شهرة عريضة حتى بات من أهم المشروبات، والتى تنافس القطائف والكنافة شهرة وإقبالا. الأديب محمد قطب