أشاد تقرير دولى صدر أمس عن "معهد الاقتصاد والسلام" ب"مؤشرات السلم"فى مصر ووضعها ضمن أفضل الدول فى العالم التى أحدثت تحسنا ملحوظا فى هذا المجال، بينما سجل التدهور البالغ فى سورياوالعراق، وألقى إجمالا صورة مظلمة حول أوضاع السلم فى الشرق الأوسط التى قال إنها "تعانى أسوأ وضع لها منذ عام 2008". ورسم التقرير صورة متفاوتة جدا لدول العالم، فبينما تتمتع أغلبية الدول الأوروبية بأعلى مستويات للسلم فى تاريخها، تعانى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أدنى مستويات للسلم منذ عقود. واحتلت أيسلندا المركز الأول فى العالم فى قائمة الدول"الأكثر سلما" والتى ضمت 162 دولة وجاء معها فى المراكز الأولى سويسرا وفنلندا والنرويج واليابان والنمسا والدنمارك والسويد وهولندا، فيما احتلت سورياوالعراق المركزين الأخيرين. وجاءت مصر وكوت ديفوار وبنين وغينيا بيسوا على رأس الدول التى شهدت أفضل تحسن فى مؤشرات السلم فى أفريقيا، حيث إن السمة المشتركة للدول الأكثر تحسنا فى مستويات السلم تكمن فى تراجع مستويات الصراع الداخلى والخارجي. وأضاف التقرير أن استمرار الصراعات الداخلية والحروب الخارجية وانتشار العنف والجريمة والتوسع العسكرى يكلف الاقتصاد العالمى نحو 14٫3 تريليون دولار سنويا، أى نحو 13٫4٪ من إجمالى الناتج المحلى العالمي، وهو ما يعادل حجم اقتصاديات البرازيل وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا. وأشار التقرير إلى وجود"فجوة طبقية"بين دول العالم فيما يتعلق بالتمتع بالسلام، إذ جاءت 15 دولة أوروبية ضمن أفضل 20 دولة على مستوى العالم فيما يتعلق بمستويات السلم، ويرجع ذلك إلى انخفاض التوسع العسكرى وخفض الترسانات النووية وسحب قوات من العراق وأفغانستان وانخفاض نسب الجريمة لمستويات قياسية وانخفاض معدلات العنف السياسى، موضحا أن الصراعات والحروب الداخلية و القتال الطائفى أسباب جوهرية فى احتلال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المركز الأخير . وصنف التقرير نيجيريا بأنها الأسوأ على مستوى القارة السمراء فيما يتعلق بعنف الإرهاب بسبب عمليات تنظيم "بوكو حرام" الإرهابية بالإضافة إلى الكاميرون والنيجر والكونجو وجنوب السودان. وأكد التقرير أن فى عام 2014 وصل عدد قتلى الصراعات إلى نحو 180 ألف شخص أى تضاعف 3 مرات مقارنة بعام 2010 ، وشهد العالم ارتفاعا حادا فى أعداد اللاجئين والمشردين، إذ وصل عددهم اليوم لنحو 1 ٪ من إجمالى عدد سكان العالم. وتواصل ارتفاع العمليات الإرهابية وضحاياها حيث لقى 20 ألف شخص حتفهم فى هجمات إرهابية خلال العام الماضى بارتفاع نحو 9 ٪ عن عام 2013 ونحو 85٪ من ال 20 ألف ضحية عام 2014 الذين قتلوا فى الشرق الأوسط فقط. كما كشف أن ليبيا كانت الأكثر تدهورا على مستوى العالم فيما يتعلق بزيادة مستويات العنف، تلتها أوكرانيا التى لقى فيها نحو 600 شخص مصرعهم، وشرد ما يقرب من المليون شخص بسبب النزاع الداخلى فيها بين الموالين لروسيا والموالين للسلطات الأوكرانية ، فى الوقت الذى شهدت أمريكا الجنوبية أيضا تدهورا فى مستويات السلم لعدم الاستقرار السياسى وارتفاع معدلات الجريمة وانتشار الأسلحة. ويذكر أن تقرير السلم العالمى هو الوحيد من نوعه فى العالم الذى يقيس معايير السلم حول العالم باستخدام 23 مؤشرا على الأقل بهدف وضع صورة واضحة حول تأثير الصراعات والنزاعات على الوضع الاقتصادى والإنسانى ، ومن بين هذه المؤشرات: الصراعات الداخلية والحروب الخارجية والتوسع العسكرى ومبيعات السلاح واللاجئين والفارين من مناطق النزاع والإرهاب والسباق النووى وجماعات العنف السياسى وعدم الاستقرار السياسى وانتشار عمليات القتل وانتشار الأسلحة الخفيفة وسهولة الحصول عليها وعدد قتلى الصراعات الداخلية والخارجية.