أصبح العالم مكانا أقل سلاما و امنا عن العام الماضى..هذا ما يؤكده مؤشر السلام العالمى الذى يصدره سنويا معهد"الاقتصاد و السلام الامريكى" IEP ،حيث كشف تراجعا فى مستوى الامن بالعالم بلغ نحو 5 % عام 2013، فى استمرار لانخفاض ملحوظ على مدار السنوات الست الماضية. وعلى الرغم من اهمية الامن و السلام كإجراء إيجابي وقابل للتحقيق من اجل رفاه الإنسان وتقدمه ،الا ان البيانات الجديدة تؤكد على حدوث زيادة حادة في عدد جرائم القتل فى العالم بلغت 8٪عن العام الماضى،وبما يقدر باكثر من 524 الف حالة قتل .. وتتركز معظم هذه الجرائم بشكل كامل تقريبا فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فعلى سبيل المثال، فإن معدل جرائم القتل في هندوراس زاد بنسبة 10 لكل 100 الف شخص ، وهي أعلى نسبة في العالم كما شهد العالم خلال العام الماضى زيادة عدد البلدان التى تعانى من الحروب والاضطرابات الداخلية و قد شهدت 110 بلدا تدهورا فى السلام والامن الداخلى،بينما أصبحت 48 دولة فقط أكثر سلاما . ويقول ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد و السلام الدولي " لقد كانت هجرة السكان إلى المناطق الحضرية في البلدان النامية عاملا أساسيا في ارتفاع جرائم القتل في جميع أنحاء العالم وقد أدى هذا أيضا إلى زيادة في جرائم العنف ". ويشير التقرير ان تدهور السلم العالمى بنسبة5% كان له أثر كبير على الاقتصاد العالمي تقدر خسائره بنحو 473 مليار دولار العام الماضي، أو ما يعادل تقريبا أربعة أضعاف المساعدات الإنمائية الرسمية التى قدمت عام 2012. كذلك وجد التقرير ان 59 دولة من ضمن 162 دولة يتابعها المؤشر قامت بزيادة الإنفاق العسكري من بينها عدة دول مثل إيران والعراق وعمان وزيمبابوي وأفغانستان وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية زادت نفقاتها إلى أكثر من 7٪ من الناتج المحلى الاجمالى . وييرى ستيف كيليليا ان استمرار تراجع مؤشر السلام العالمى على مدار السنوات الماضية ، نتيجة أن الفجوة بين الدول ذات ألانظمة الاستبدادية وبقية العالم اتسعت وأصبحت أكبر مما كانت ، وأفضل مثال على هذا الحرب ألاهلية فى سوريا ، والتي سجلت أكبر تراجع يسجل في تاريخ المؤشر. بالإضافة إلى ذلك تاثر العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتداعيات الربيع العربي مع استمرار المظاهرات العنيفة و تواصل عدم الاستقرار السياسي، لا سيما فى مصر والبحرينوتونس.. حيث جاءت مصر فى المرتبة 119بينما احتلت تونس المركز 77 و البحرين المركز 95 . وكشفت بيانات المؤشر أيضا عن أدلة حول بلدان اصبحت قادرة على تحقيق مكاسب كبيرة في السلام وخروجها من الصراع الداخلى لتفسح الطريق أمام إعادة بناء دولتها مثل ليبيا، على سبيل المثال، التى شهدت أكبر ارتفاع في معدل السلام بعد تأسيس حكومتها المنتخبة حديثا و بدات مؤساساتها تعافى في أعقاب الاضطرابات الأخيرة من الثورة والحرب الأهلية و قد جعلها هذا تحتل المركز 149، بينما احتلت السودان المركز 158 بعد ان حققت مكاسب جوهرية بتراجع الصراعات فيما بينهما و بين تشاد . على النقيض حدث تراجع لأفغانستان ، لتعود الى اسفل المؤشر و اخر مراتبه ، وسط تصاعد عدم الاستقرار السياسي، وارتفاع النشاط إلارهابي . هذا ولا تزال أيسلندا تحتل المرتبة الأولى عالميا، و تظل قارة أوروبا هى المنطقة الأكثر سلاما وتضم ثلاثة عشر بلدا من البلدان التى احتلت العشرين مرتبة الاولى فى قائمة مؤشر السلام العالمى على الرغم من ان العديد من البلدان الاوربية سقطت فى فخ الديون المرتفعة كاسبانيا واليونان وفرنسا والبرتغال؛ وعانوا من ظروف أقل سلمية وسط الظروف الاقتصادية الصعبة خلال العام الماضي. و قد تحسنت أمريكا الشمالية تحسنا طفيفا مقارنة مع عام 2012. ومع ذلك، فإن الولاياتالمتحدة احتلت المرتبة 99 بالمؤشر ويستمر ترتيبها المتاخر عن بقية دول الدول المتقدمة ، نتيجة كونها الاولى عالميا من حيث عدد السجناء و ارتفاع معدل الجرائم بها ؛ فضلا عن أسلحتها النووية والثقيلة، ومشاركتها في العديد من الصراعات في الخارج. أوروجواي وتشيلي و هما من دول أمريكا الجنوبية وتبرزان بوصفهما الأكثر سلمية في و تتميزا بمؤسسات قوية نسبيا مع سيادة القانون.. بنما تدهورت الأوضاع في الأرجنتين وسط العلاقات مع جيرانها الأكثر فقرا والتدهور في عدد من المؤشرات الداخلية. وفي أمريكا الوسطى، تاتى كوستاريكا مرة أخرى باعتبارها أكثر الدول السلمية. بينما شهدت نيكاراجوا وغجواتيمالا والسلفادور تحسن كبير في نتائجهم و ان كانت مازالت مستويات منخفضة ، و هذا يعكس جزئيا التقدم الذي أحرزته هذه الحكومات في تحسين الأمن الداخلي بعد عدة سنوات من العنف المتصاعد المرتبط بكارتلات المخدرات المكسيكية. و تزال روسيا ومنطقة أوراسيا ( اسيا الاوربية) من بين المناطق الأقل سلمية في العالم، و لا يسبقها سوى جنوب آسيا والشرق الأوسط. . فقد شهدت أوكرانيا وطاجيكستان وروسيا تدهورا خلال العام الماضي. وفي حالة روسيا، نجد هناك عشرات النشاطات إلارهابية وتزايد عدد الوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي المرتبط بالعنف في شمال القوقاز، كذلك أيضا بسبب دورها المتنامي كواحدة من اكبر الدول الموردة للأسلحة فى العالم . و تنعم دول آسيا والمحيط الهادئ بانتشار واسع فيما يتعلق بالسلام والأمن حيث اليابان واستراليا وسنغافورة ونيوزيلندا كانوا من بين 20 دولة الأكثر سلمية في جميع أنحاء العالم.