واصلت الأحزاب والقوي السياسية مشاوراتها أمس( السبت), حول أزمة الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور وآليات الخروج منها, في ضوء الاجتماع الذي عقده المجلس العسكري مع قادة الأحزاب. وكشف الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, عن استمرار المفاوضات مع المجلس العسكري للتأكيد في الدستور الجديد علي مدنية الدولة واحترام مبادئ المواطنة والمساواة أمام القانون. وأعلن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن قادة الأحزاب اتفقوا في لقائهم مع العسكري علي تنازل بعض الإسلاميين لشخصيات عامة وحزبية في تأسيسية الدستور علي أن تكون وثيقتا الأزهر والتحالف الديمقراطي هما المرجعية. وأضاف أن موقف الوفد ثابت إزاء دعم النظام شبه الرئاسي( المختلط) في الدستور الجديد باعتباره الافضل لمصر في المرحلة المقبلة. وأكد الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور, أن التأسيسية سوف تواصل عملها في ضوء البيان الصادر عن اجتماع العسكري مع قادة الأحزاب, مشيرا الي أن موقف الحزب من النص في الدستور الجديد علي تطبيق الشريعة لا مجال فيه للمزايدة. وشدد الدكتور بسام الزرقا عضو اللجنة العليا بحزب النور, علي أهمية صياغة الدستور بشكل توافقي بشرط ألا يكون التوافق قيدا من الأقلية علي الأغلبية. ودعا جميع الأحزاب والقوي السياسية الي اعتماد مبدأ الحوار للبحث عن مخرج سياسي للأزمة. وفي تطور لاحق, أصدر مجلس شوري الجماعة الإسلامية بيانا, أكد فيه أن تشكيل التأسيسية يتضمن كيانات كبيرة في المجتمع ولا يجوز أن يخضع للضغوط, مؤكدا رفض الجماعة لمسألة سحب الثقة من حكومة الجنزوري قبل إجراء انتخابات الرئاسة. وأعلن الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار, استمراره في التصعيد والطعن ضد الجمعية التأسيسية بكل الوسائل السياسية والقانونية, وتوسيع حملة اسقاطها شعبيا. وكان المصريين الأحرار قد أصدر بيانا رفض فيه ما أسفر عنه اجتماع العسكري مع قادة الأحزاب, باستبدال عشرة من الاحتياطي بعشرة من أعضاء لجنة إعداد الدستور, واصفا ذلك بأنه خداع للشعب المصري. من جهتها, أعلنت حركة6 ابريل رفضها المشاركة في أي مظاهرات أو وقفات احتجاجية يدعو إليها الاخوان المسلمون, لدعم تأسيسية الدستور, مؤكدة استمرار موقفها الرافض لطريقة تشكيل التأسيسية. وطالب حزب المستقلين الجدد التيار الإسلامي بالمرونة, والتعاطي مع جميع القوي السياسية للخروج من المأزق الراهن, حتي لا تدخل مصر منعطفا خطيرا يهدد أمنها واستقرارها. وقال محمود عبدالكريم المتحدث باسم الحزب, إن تصميم جميع الفرقاء علي مواقفهم يعني الدخول في مرحلة سوف يعاني الشعب من ويلاتها. ومن جهتة, دعا الدكتور حمدي حسني القيادي بحزب الحرية والعدالة, كل القوي السياسية الي الحوار والتوافق وخلع رداء الحزبية, مشيرا الي أن الأزمة القائمة حول التأسيسية مفتعلة, فتمثيل التيار الإسلامي فيها لا يتجاوز48%. وقال إن العبرة يجب أن تكون للمنتج النهائي للدستور وليس بشكل أو حجم تمثيل التأسيسية.