كان والد الفنان الراحل رشدى اباظة , سعيد بك اباظة ضابط الشرطة من اشد المعارضين لاشتغال ابنه بمهنة التمثيل , فكيف لابنه سليل اسرة الاباظية الشهيرة ان يعمل مشخصاتى , و لكن رشدى كان عنيدا , فلم يرضخ لضغوط والده و ارتمى فى احضان السينما و الفن . و فى احد الايام قرأ والد رشدي خبر اشتغال ابنه بالتمثيل في الصحافة.. فانتظر حتى دخل رشدي عليه، وقابله بانفعال شديد، وألقى بالصحيفة، التي كان يطالعها في وجه الشاب الصغير.
وسأله سؤالا واحدا: هل أنت مصر على العمل بالتمثيل؟ فأجاب رشدي: بعد إذن حضرتك يا بابا. وهنا لم يتمالك الأب أعصابه فطرده من البيت..
كان الأب يحلم بأن يرتدي ابنه بدلة الشرطة.. و لكن رشدى لم يكن يرى فى نفسه الا ممثلا سينمائيا و زاد حلمه اصرار بعد نجاحه فى فيلم (الرجل الثانى ) حيث حقق نجاحات سينمائية بعد هذا الفيلم جعلته يرتقى الى مصاف النجوم الاوائل فى السينما المصرية , و لكن كل هذة النجاحات لم تقنع الاب بان يرضى قلبه عن ابنه .
مرت سنوات و صار رشدي اباظة نجما كبيرا لامعا في سماء الفن، ولم يكن الأب قد عفا عنه حتى تلك اللحظة، لكن رشدي اباظة كان يطمئن على صحة والده من شقيقه الأصغر فكري اباظة، فاتصل به رشدي وسأله عن صحة والدهما المريض، فقال الشقيق ان الوالد حالته غير مطمئنة، فقال رشدي انه سيقوم بعمل مفاجأة للوالد، فأمنية الوالد كانت أن يرى ابنه في ملابس الشرطة، ورشدي كان يقوم بأداء مشهد مهم كضيف شرف في فيلم "كلمة شرف" 1972مع النجم فريد شوقي، وفيه يرتدي بدلة لواء شرطة ، حيث كان يؤدى شخصية رئيس مصلحة السجون و كان يقوم بزيارة السجن الذى يؤدى فيه فريد شوقى عقوبته القانونية ويقول رشدي "عندما ارتديت البدلة وجدت نفسي صورة طبق الأصل من الوالد". ففكر رشدى ان يزور والده بملابس التصوير لعل هذا الموقف يزيل جبل الثلج بين الاب و ابنه , و لكن القدر لم يمهلهما حلاوة تلك اللحظة حيث كان والد رشدى قد توفى , وبكي رشدى كما لم يبك في حياته من قبل . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا