برلماني: الدولة تسعى لتحسين التجربة السياحية وترسيخ مكانتها بالخريطة العالمية    إزالة 17 حالة تعد جديدة على نهر النيل بدمياط    «إجيماك» تتفاوض مع بنوك محلية للحصول على قرض بقيمة 700 مليون جنيه    واشنطن «غير أكيدة» من وضع قوات كييف...رئيسة ليتوانيا: هذه هي مساعدات أمريكا الأخيرة    غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة بجنوب لبنان    مدرب يد الزمالك يعقد جلسة فنية مع اللاعبين قبل لقاء الترجي    حملات تموينية على الأسواق في الإسكندرية    مفاجأة إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز ضيفة «صاحبة السعادة» في شم النسيم    الطلاق 3 مرات وليس 11..ميار الببلاوي ترد على اتهامات شيخ أزهري    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    ختام امتحانات النقل للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية (صور)    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مجرم في كهرباء الجيزة!    السر وراء احتفال شم النسيم في مصر عام 2024: اعرف الآن    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار بيزنس العلاج

لم يترك البيزنس بابا إلا وطرقه ولم يترك أصحاب النفوس الضعيفة من راغبى تحصيل الثروات بابا إلا وطرقوه أيضا لكننا حتما –وبنية حسنة-اعتقدنا أن المرض يظل بمنأى عن هذا العالم الذى لا يعرف لغة أخرى غير المال ليتحدث بها ويسعى إليها بكل السبل .. قضية الأسبوع لا تتحدث عن تجارة الأعضاء أو التداوى بالأعشاب والنصب بهما.
لكنها تتطرق إلى قائمة من الأمراض ذات الطبيعة الخاصة التى لا يمكن ملاحظة الشفاء منها بشكل ملموس ويستغرق وقتا طويلا كالأمراض النفسية والعصبية و التوحد ..وذلك هو المجال الذى يمهد الطريق أمام راغبى التربح للعب على هذا الوتر ..القضية تفتح هذا الملف المغلق أو ما قد يطلق عليه الصندوق الأسود لبيزنس العلاج لهذه النوعية من الأمراض التى تزداد نسبتها مؤخرا بين أفراد المجتمع فى محاولة لتقديم دليل للتوعية يسهم فى فهم حقيقة هذه الحالات.
العلاج النفسى .. الأعلى تكلفة
فاطمة محمود مهدى
تقديرات منظمة الصحة العالمية ترى أن المعدلات العالمية للأمراض النفسية فى حدود 30%من عدد السكان ،ويعد المرض النفسى مرضا مكلفا ومرتفع القيمة.ومع تزايد أعداد العيادات والمراكز والمصحات النفسية ظهرت مظاهر بيزنس العلاج الذى لا يسعى إلا لتحقيق الربح،خاصة وان الأمراض النفسية لها طبيعة خاصة وتتطلب فترات طويلة للعلاج ،وطبقا للإحصائيات فأن 10%من المرضى النفسيين يستلزم علاجهم الإقامة بالمستشفيات، وأغلبهم يحتاج إلى علاج دوائى بصفة مستمرة،ومستشفيات الصحة النفسية الحكومية عددها لا يتعدى أصابع اليد الواحدة كما أن طاقتها وإمكانياتها لا تستوعب أعداد المرضى النفسيين ،مما جعل العلاج الخاص والاستثمارى احد أطراف منظومة العلاج النفسى.
يروى أحمد صادق تجربته فى علاج ابنه من احد الأمراض النفسية الذهنية فيقول لقد اتجهت لعلاج ابنى بأحد المستشفيات الخاصة نظرا لما علمته من أن مستوى الخدمة بالمستشفيات الحكومية متدن وعدم استخدامهم أدوية ذات فاعلية بسبب ارتفاع أسعارها،ولقد بلغت تكلفة الإقامة بالمستشفى الاستثمارى خلال شهر واحد نحو 15 ألف جنيه ووصل سعر الدواء الواحد 600 جنيه ،وبعد فترة لم استطع الوفاء بهذه التكاليف ونقلته إلى مستشفى خاص أخر أقل مستوى فى الخدمة الفندقية ،ولكن مع تزايد قيمة العلاج نظرا لارتفاع أسعار دواء الأمراض النفسية فى الفترة الأخيرة،ترددت به على مستشفى العباسية ووجدت أنها تطبق أحدث طرق العلاج وهناك تشابه كبير بالنسبة للعلاج الطبى والفنى والاختلاف فى أساليب تقديم الخدمة .
وتقول سوزان مصطفى –لقد مررت بأزمة تطلبت اللجوء إلى طبيب نفسى ولقد وضع برنامج علاجى مكون من عدد من الجلسات وحدد عدد الأسابيع التى احتاجها للعلاج مسبقا وتكلفة البرنامج قدرها بنحو 5000 جنيه، وبالرغم من تأكيده أننى عبرت الأزمة ومرحلة المرض ولكنى لم أشعر بتحسن ،ولقد بدأت فى العلاج مرة أخرى ولكن فى مركز للإرشاد النفسى يقوم على نظام جلسات الاستماع الجماعية وبدون استخدام عقاقير.
يوضح الدكتور مكرم شاكر – أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس – أن المرض النفسى ليس له معايير تمكن من قياس دقة تشخيص الحالات فلا يعتمد على أجهزة طبية أو تحاليل معملية لتحديد درجة المرض ونوعه ،ولكن هناك حقائق وقواعد علمية تنظم العلاج النفسى وتحدد من المؤهل لممارسة مهمة العلاج ،وبداية يجب أن يعى من لديه مريض ضمن أفراد أسرته أن الأمراض فى المجال النفسى نوعان هما الذهان (psychosis) و العصاب (neurosis) ،ويعتبر الذهان اضطرابات تصيب العمليات العليا للذهن والعقل بحيث لا يدرك المريض الواقع وينفصل عنه،ويصبح تفكيره مختلا فلا يدرى بيانات بطاقته الشخصية، وتتدرج شدة المرض فى الأمراض النفسية مثل الأمراض العضوية ولكل درجة علاج والوضع هناك يقاس بالكم وليس بالكيف ،فالمريض إنسان مثله مثل سائر البشر ولكن لديه زيادة فى الإصابة بمرض ذهنى أثر على حالته العقلية،وتعد أشهر وأخطر أمراض الذهان الفصام ..والمفصوم هو المنفصل عن الواقع،وهناك مريض (البر انويا)وهو الشعور بالعظمة لدرجة ادعاء الإلوهية أو النبوة ويتأثر سلوكه طبقا للحالة التى تنتابه .
أما بالنسبة لأمراض العصاب فترتبط باضطراب المشاعر والانفعالات بينما الحالة الذهنية فدرجة الوعى والإدراك جيدة وابرز الأمراض العصابية القلق وأعلى درجاته وأكثرها شيوعا مرض الفوبيا أو المخاوف الشاذة مثل الخوف من الارتفاعات والأماكن المغلقة ،وأشد حالات الإصابة بالأمراض النفسية العصابية الهوس والاكتئاب وتنتاب المريض حالة اكتئاب شديد أو مرح شديد ويتكلم كثيرا وينتقل فى الحديث من موضوع إلى موضوع بسرعة وتنتابه حالة نشاط واضح، ويمر بتلك الحالات فى دورات مرحلية، وهناك بعض المرضى يستمرون فى حالة الاكتئاب فقط ،وهناك مرض الهيستريا وهو حركات تصاحب الانفعالات،ويعد الوسواس مرضا نفسيا طالما الأعراض فى الحدود المقبولة بينما الوسواس القهرى يعد مرضا عقليا،وهنا يتضح الاختلاف الكمى للمرض.
ويجب علينا أن نعى أن هناك ارتباطا بين الجسم والعقل من حيث الإصابة بالأمراض (سيكو سوما) فهناك مرض جسمى أساسه نفسى مثل الشلل الهيستيرى وأمراض الحساسية التى تظهر عندما يتعرض الإنسان لضغط نفسى معين ،ويجب أن ندرك أن الأشخاص الأقل ذكاء ليسوا بمرضى ولكنهم ضعاف فى القدرات ولقد خلق الله سبحانه وتعالى عباده بإمكانات وطاقات وقدرات مختلفة .
ويؤكد الدكتور مكرم شاكر أن بداية العلاج الصحيح للمرض النفسى هو معرفة تخصص الطبيب المعالج المناسب لمباشرة الحالة المصابة لان هناك خلطا واضطرابا فى مجال العلاج النفسى يقع ضحيته المريض وذووه لعدم معرفتهم بتخصصات هذا المجال واستغلال البعض لهذه النقطة لتحقيق مكاسب مادية دون النظر لمصلحة المريض ،ففى فترة الخمسينات والستينات كانت عيادات العلاج النفسى تعد على أصابع اليد الواحدة وكانت تساهم عيادات كلية التربية جامعة عين شمس فى تقديم خدمة العلاج النفسى علميا ومهنيا ،بينما الآن هناك عدد كبير من العيادات والمستشفيات والمراكز التى تمارس العلاج النفسى ،ولكن يجب أن نعرف أن الأمراض الذهنية يجب أن يعالجها طبيب خريج كليات الطب فقط ويكون حاصلا على شهادة دراسات عليا فى الأمراض العقلية، ولقد حدد القانون أن مرضى الذهان يعالجهم أطباء بشريون لان هذه الأمراض تحتاج إلى وصف علاج يتمثل فى عقاقير معينة يتناولها المريض وذلك مقصور على الأطباء فقط وإذا كانت درجة المرض عالية فيجب إيداع المريض أحد مستشفيات العلاج النفسى،مع متابعة أسرته له لأنه للآسف هناك الكثير من الأسر تتبرأ من ذويهم المرضى وتعاقبهم بالنكران دونما ذنب ارتكبوه وهذا خطأ بالغ.
إما بالنسبة للأمراض النفسية (العصاب) فلقد أجاز القانون لغير الأطباء ممارسة الإرشاد والعلاج النفسى –على مضض من الأطباء حيث يعتبرونهم دخلاء- ويجب على من يمارس هذا الدور أن يطلق على نفسه لقب معالج وليس طبيبا،ولكن ما يحدث على ارض الواقع غير ذلك فليس هناك تحديد واضح للتخصص وأصبح هناك خلط فأصبح المعالج يقوم بدور الطبيب ويعالج مريض الذهان ولا يقوم بتحويله لأهل الاختصاص وتشابكت الأمور عندما دخل ضمن المنظومة عامل الرغبة فى التربح،وظهرت مراكز التنمية البشرية أيضا على الساحة والتى يدير اغلبها أفراد غير متخصصين علميا على الإطلاق يقومون بدور الطبيب والمعالج النفسى فى الإرشاد وتنمية القدرات ومن وجهة نظرى أن هذه المراكز تماثل العلاج والتداوى بالأعشاب فى مجال الطب ،فهى صورة صارخة للاستغلال.
الرقابة ضرورية
ويشير الدكتور مكرم شاكر - إلى ضرورة تفعيل دور الرقابة على أماكن العلاج النفسى باختلاف أنواعها سواء عيادات أو مراكز أو مستشفيات نظرا لخصوصية هذه الأمراض وغلق أبواب التربح القائمة على استغلال عدم وعى الكثير بماهية الأمراض النفسية ،وعلى المرضى وذويهم اللجوء إلى العيادات الملحقة بكليات الآداب بالجامعات والتى تقوم بمهام الإرشاد النفسى والأسرى وتحديد مستويات الذكاء وكذلك التأهيل المهنى ،وتقدم هذه الخدمات دون تربح ومثال لذلك عيادات جامعة عين شمس.
وتشارك الدكتورة زينب منير أستاذ علم النفس والعلاج السلوكى بالمركز القومى للبحوث العلمية الرأى السابق فى أن هناك مراكز علمية حكومية تقدم خدمات العلاج النفسى والمشاكل السلوكية فى عيادات متخصصة ومن خلال خبراء فى هذا المجال وبأسعار رمزية ومثال لذلك مركز التميز بالمركز القومى للبحوث العلمية،وتعد هذه النوعية من المراكز السبيل الأمثل للحد من استغلال المرضى ،وللأمراض النفسية نسب معروفة ومحددة وهى أمراض شبيهة بالأمراض العضوية فبعضها مزمن ولكنه لايؤذى غيره وقادر على التعامل مع الناس ومنتج ولكنه يحتاج إلى علاج مستمر ودائم مثل مريض السكر والضغط وهناك من يتعرض لازمات ويحتاج إلى عدد من الجلسات العلاجية، سواء نقاشية أو صرف علاجات،وتعميم أن المريض النفسى مريض عقلى هو تعميم خاطئ يجعل البعض يرفض فكرة العرض على إخصائى نفسى ،بالرغم من أن التقييم المبكر للمرض يساهم فى العلاج ولذلك يجب علينا ملاحظة الأطفال فى مراحل النمو المختلفة نفسيا وعقليا ومدى تأثرهم بالمشاكل الاجتماعية التى دائما ما تؤدى إلى أعراض نفسية وسلوكية،فعلينا تفهم طبيعة شخصية أبنائنا والاهتمام بتوعيتهم بثقافة العلاقة الأسرية وكيفية حل المشاكل التى تواجههم ،فلقد أصبح سلوك المجتمع فى التعامل مع المشاكل سلوكا عنيفا والكل يرى انه على حق،وهناك قاعدة من الإحباط أصابت المواطن مما زاد من الاصابة بأمراض الاكتئاب والتوتر النفسى وأصبح الكثيرون يشعرون بأنهم مرضى، سواء عضويا أو نفسيا،ولقد ساهم ذلك بشكل ما فى تزايد عدد مراكز الإرشاد النفسى والأسرى وهذه المراكز تضم الجانب السلبى والايجابي، ولكنها تحتاج إلى مراقبة ومتابعة فعالة من الجهات المعنية،ومراجعة لمنظومة العلاج النفسى بشكل متكامل حتى لا يتعرض المريض للاستغلال أو الابتزاز بصور مختلفة.
بالرغم من عدم إقراره مرضى التوحد يعالجون بالأكسجين
نيرمين قطب
بالرغم من انه لم يقر بعد كعلاج رسمى لحالات التوحد، إلا أن العلاج بالأكسجين تحول إلى تجارة رائجة لدى بعض الأطباء وبالرغم من كونه قد لا يسبب أضرارا للمريض،إلا أنه قد لا يحقق أيضا النتائج المبهرة التى يدعيها بعض المعالجين به الذين يستغلون المرضى لتحقيق المكاسب.والعلاج بالأكسجين تحت ضغط قد يحقق نتائج جيدة جداً لبعض الأمراض التى تم اعتماده كعلاج معترف به لها كأمراض الغطس وتسمم أول أكسيد الكربون وقد يكون مجرد علاج مساعد فى حالات أخرى ومنها التوحد وضمور المخ والحروق.
كانت البداية بمتابعة عدد من العيادات التى تروج للعلاج بالأكسجين وتعلن عنه كحل سحرى لعدد من الأمراض منها علاج مرضى التوحد تواصلنا مع واحدة من تلك العيادات الشهيرة حيث أوضحت الممرضة أن جلسة الأكسجين تتكلف 150 جنيه للجلسة " السوفت" ونحو 180 جنيها للجلسة "الهارد" أما نوعية عدد الجلسات فيحددها الطبيب بعد الكشف على الحالة ب200 جنيه وعندما سألتها عن متوسط عدد الجلسات فأكدت أنها غالبا ما تكون جلسات يومية ماعدا يوم الجمعة فقط .
وفى داخل احد تلك المراكز الخاصة التقيت سحر التى يخضع طفلها مريض التوحد للعلاج بالأكسجين حيث أوضحت أنها شاهدت إعلانات هذا المركز على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى ،كيف يعلن المركز عن نسب النجاح الكبيرة للعلاج بالأكسجين مع الطفل التوحدى وعندها استطلعت رأى طبيب نفسى وطبيب مخ و أعصاب عن مدى جدوى هذا العلاج فأكدوا لها أن النتائج غير مضمونة وقد لا يستجيب لها الطفل، ولكنها فضلت البدء فى العلاج بالرغم من أن المسئول عن هذا المركز متخصص فى طب الأطفال، ولكنه أكد لها أن نسبة تحسن طفلها سوف تتعدى ال90٪ بعد خضوعه للعلاج بالأكسجين وتقول:" خضعنا حتى الآن لنحو 40 جلسة بمبلغ تخطى 7000 جنيه ولكن لا أشعر بتحسن كبير فى حالة ابنى وأوضح لى الطبيب أننا قد نحتاج إلى كورس آخر!"
تواصلنا مع الدكتور رشوان شعبان الأمين العام المساعد بنقابة الأطباء والذى أكد أنه يمنع استخدام أى أسلوب علاج لم يثبت بالوسائل العلمية المتعارف عليها جدواه فى علاج مرض معين ولا يتم التعامل معه، أما مراكز العلاج بالأكسجين فلا تفتح إلا بترخيص من نقابة الأطباء وهو شرط من شروط الترخيص بوزارة الصحة، ولا يسمح بهذا الترخيص إلا للحاصلين على ماجستير فى طب الأعماق وأكد على ضرورة إبلاغ إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة ولجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء عن أى طبيب يعمل فى غير تخصصه. ووفقاً للجنة الإعلام بنقابة الأطباء فعدد الأطباء المسجلين بالنقابة فى تخصص طب الأعماق يبلغ نحو 25 طبيبا فقط.
توجهنا إلى مركز العلاج بالأكسجين فى معهد ناصر وهو المركز الذى يعمل بهذا التخصص منذ 17 عاما ويعد الثالث على مستوى العالم و الأول على مستوى الشرق الأوسط فى تقديم هذا النوع من العلاج، التقينا بالدكتور حمدى إمام مدير وحدة العلاج بالأكسجين تحت الضغط، بمستشفى معهد ناصر والذى أكد أن البعض يستغل هذا العلاج بشكل تجارى وأصبح هناك مغالاه بفتح تلك الوحدات التى قد تكون غير مطابقة للمواصفات، بالإضافة إلى الأسعار المبالغ فيها التى تتجاوز 370 جنيها للجلسة الواحدة فى بعض المراكز وأيضا عدم الالتزام بالتخصص حيث لابد أن يكون الطبيب الذى يعمل أخصائيا أو استشارى طب الأعماق بمعهد طب البحر والأعماق بالإسكندرية أو القوات الجوية وهما الجهتان المانحتان لهذه الشهادات.
أما ما يحدث الآن فهو شراء البعض لأجهزة صغيرة وغرف بلاستيكية تعمل بالنفخ ولا تتبع أصول العلاج ولا يتجاوز سعرها 20 ألف دولار ولا تتوافر لها عناصر الأمان، بينما غرف الأكسجين لها مواصفات خاصة وطرق تعقيم دقيقة بتركيزات محددة وبمواد خاصة حتى لا تضر من يدخلها ويتراوح سعر الغرفة بين 7 إلى 10 ملايين جنيه ويقول:"نحن نشجع افتتاح مراكز العلاج بالأكسجين لتخفف الضغط علينا فى معهد ناصر حيث تمتد قائمة انتظار المرضى لثلاث سنوات نظرا إلى الدقة وأيضا السعر المناسب فالجلسة ب100 جنيه فقط وللأسف فأن التوحد لا يندرج فى نظام التأمين الصحى ولا تحت مظلة العلاج على نفقة الدولة " وأكد أن هذه الأجهزة لابد أن تكون ذات مواصفات معينة للأجهزة وذات مواصفات اوروربية وأمريكية وتخضع للسلامة الطبية فمثلا لابد من وجود سنسور حريق وهذا ثمنه فقط 15 ألف دولار والحرص على سلامة الأجهزة وأهمية الالتزام باشتراطات هذه الغرف حيث يكون هناك ارتفاع معين للسقف ومساحة محددة للغرفة وهذه الاشتراطات قليلا ما تنفذ.
ويستخدم الأكسجين كعلاج مساعد لحالات التوحد - ولازال الكلام للدكتور حمدى إمام- حيث لابد وأن يتكامل العلاج الدوائى مع التخاطب، وتنمية المهارات، وتعديل السلوك، ثم العلاج بالأكسجين وليس الأكسجين كعلاج فردى وأضاف :" البعض يعطى جلستين فى اليوم لمريض التوحد لتحقيق النتائج سريعاً ولتحصيل مبالغ اكبر"
وأضاف:" لا تحتاج جميع الحالات إلى نفس فترات العلاج ولا تتعرض أيضا لنفس الضغط"ووفقاً للدكتور حمدى فقد بدأت فكرة العلاج بالأكسجين تحت ضغط من خلال الغرف التى كانت تنشأ لعلاج الناس بالضغط وهذا التخصص اسمه العلمى العلاج بالضغوط وكان يستخدم لعلاج أمراض الغطس التى كانت تصيب الغطاسين نتيجة صعودهم من الماء بشكل سريع وتم تطوير هذه العملية لاستخدامها فى هذه الغرف لعلاج الحالات بالأكسجين تحت الضغط ويوضح:" الفكرة العلاجية أننا نضع المريض داخل هذه الغرفة ونقدم له 100٪ أكسجين تحت ضغط اكبر من الضغط الجوي، وبهذه الطريقة نستطيع أن نذيب كمية كبيرة من الأكسجين فى بلازما الدم تكون أكثر من احتياجات الجسم 15 مرة ويكون الضغط الجزيئى للأكسجين عاليا فيقوم بفتح الشعيرات الدموية بكل أجزاء الجسم، وهذا يؤدى إلى الشفاء من أمراض عديدة جداً يسببها عدم وصول الدم للشعيرات الدموية ومنها القرح وقصور الدورة الدموية فى الأطراف وبعض مضاعفات مرضى السكر والحروق وتسوس العظام والتحضير لعمليات التجميل وقبل و بعد عمليات الترقيع" وأشار إلى أهمية العلاج بالأكسجين فى الأمراض الغازية مثل التسمم بأول أكسيد الكربون وتأتى به حالات كثيرة جدا تحدث نتيجة الاختناق بالغاز أثناء الاستحمام، وحالات ضمور المخ والتى تتحسن بنسبة من 15 إلى 70 ٪
وبحسب رئيس مركز العلاج بالأكسجين، فإن التوحد من الأمراض التى ليس لها سبب وهناك العديد من النظريات حول أسبابه منها انه قد يحدث نتيجة التمثيل الغذائى أو تلوث من الزئبق والرصاص مما يؤثر على المخ وحتى الآن عالمياً ليس له علاج ولكن ما يحدث هو تخليص الجسم من هذه العناصر، وكل هذه العلاجات مساعدة تسحين حالة الطفل مع العلاج العادى وتنمية المهارات
وأشار إلى وجود نحو 13 مرضا مصدقا على علاجهم بالأكسجين عالمياً منهم أمراض الغطس ومرض الفقاقيع الغازية وتسمم أول أكسيد الكربون كعلاج أساسى وكعلاج مساعد لمريض السكرى وتسوس العظام والحروق وعمليات ترقيع الجلد والالتهاب الميكروزى وفقدان السمع الحاد وكذلك التوحد، وعلاج قصور الدورة الدموية والغرغزينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.